أكد الخبير المقدسي ورئيس مركز القدس الدولي د. حسن خاطر، أن إبعاد وتهجير المقدسيين عن المدينة المقدسة هو من الأهداف الاستراتيجية للاحتلال؛ لأن سكان القدس يشكلون كابوسا كبيرا للاحتلال في وجودهم.
وقال خاطر لـ"شمس نيوز": إن " الاحتلال خطط لتقليص نسبة الفلسطينيين في القدس لتصل إلى 20% من مجمل السكان، لكنه فشل في ذلك، إذ أن النسبة بالوقت الحالي تصل إلى 40% تقريباً؛ ما يعني أنها ضعف ما يريده الاحتلال، وتكاد تصل لنصف سكان القدس".
وأضاف "هناك أكثر من 350 ألف مقدسي في المدينة المقدسة، وهذا رقم كبير بالنسبة للاحتلال لهذا السبب يبحث عن كل الوسائل التي يمكن أن يقوم من خلالها بوضع قوانين لإبعاد المقدسيين، مثل سحب الإقامة من كل شخص لا يستطيع أن يثبت أنه يسكن داخل المدينة المقدسة".
ولفت خاطر إلى، أن هناك عددا كبيرا من المقدسيين يسكنون في الضفة أو رام الله أو أريحا أو بيت لحم؛ بسبب ظروف الحياة التي لم تعد تحتمل في القدس، وليس لديهم مساكن أو إمكانيات مالية لشراء بيوت لأسباب عديدة، منها أسباب وظيفية".
وأوضح خاطر، أن هناك من ترك المدينة المقدسة بسبب الوظيفة؛ ليكون بالقرب من مكان عمله، وهذا بسبب تضييق الخناق على المواطنين في أوقات الصباح أثناء ذهابهم لأعمالهم وفي المساء أثناء العودة، الأمر الذي اضطر عددا من المواطنين لأخذ عائلاتهم والسكن خارج المدينة.
وأشار إلى أن الاحتلال استغل هذا الأمر وسحب "الهوية الزرقاء" من كل من يثبت أنه يعيش خارج المدينة المقدسة، واستطاع معرفة ذلك عن طريق وسائل بسيطة تتعلق بساعة الكهرباء أو الماء المسجلة بأسمائهم في المدينة المقدسة، ومن يثبت أنهم موجودون خارج المدينة يتم سحب إقامته.
وبين أن هناك وسائل أخرى استخدمها الاحتلال لإبعاد المواطنين؛ بسبب المواقف السياسية ومقاومة الاحتلال كما حصل مع الأسير صلاح الحموري وإبعاده لفرنسا، كما وتم إبعاد أعضاء مجلس تشريعي من القدس إلى رام الله منذ سنوات.
ولفت خاطر إلى أن ثمة أسبابا احتال من خلالها الاحتلال على المقدسيين ليقوم بإبعادهم وتهجيرهم، وكلها عبارة عما يشبه الكمائن، وضعت بشكل منظم، وأضفى عليها الاحتلال صفة قانونية، ليقوم بتنفيذ مخططه وهو إفراغ المدينة من سكانها الأصليين.
وذكر أن قانون "أملاك الغائبين" الذي وضعه الاحتلال للسيطرة على الأماكن التي يسكن أصحابها خارج البلاد، وغابوا لفترة زمنية تجاوزت المدة التي وضعها الاحتلال، ويتم سحب إقاماتهم والاستيلاء على أماكنهم كانت من الوسائل التي استغلها الاحتلال للسيطرة على منازل عدة في القدس.
وحول إيجاد حلول لمنع الاحتلال من إفراغ القدس، نوه الخبير المقدسي إلى المواطنين أن ينتبهوا لوسائل الاحتلال الخبيثة، حتى لا يقعوا في كمائنه؛ لينتبهوا ويحافظوا على وجودهم في المدينة المقدسة، حتى لا يتمكن الاحتلال من تهجير أكبر عدد من المقدسيين، لافتاً إلى أن كل مقدسي يهجر ويتم إبعاده يستبدل مكانه 10 مستوطنين.
واستدرك "الاحتلال يعتبر القدس مكانا استراتيجيا بالنسبة له، إذ يريد أن يركز وجوده الاستيطاني فيه؛ ما جعله يضع موازنات ضخمة لتهويد الأقصى والبلدة القديمة؛ ليتحكم في الرموز الدينية بالقدس بهدف تكثيف وجوده الاستيطاني".
وشدد خاطر على أنه يجب عدم إعطاء الاحتلال الفرصة التي يريدها، والحفاظ على الوجود الفلسطيني في القدس؛ لتفويت الفرصة على مخططاته، متابعا: "الكثير من المقدسيين يعيشون ويتشبثون في البلدة القديمة ويدركون هذه الحقائق، ولا يتركون بيوتهم رغم أن كثيرا منها لا يصلح للحياة البشرية، وفيها نسبة رطوبة عالية، وتفتقر لوسائل الحياة المريحة، ولا يسمح بدخول كيس أسمنت لترميم عطل بسيط في المنزل لتعجيز الناس، ولكن يتمسكون فيها حتى لا تقع بيد المستوطنين ومن أجل أن تبقى القدس عربية".
وحرمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، منذ العام 1995 آلاف الفلسطينيين من الإقامة في مدينة القدس المحتلة.
وقالت صحيفة "هآرتس"، إن سلطات الاحتلال رفضت منح الإقامة لـ 13 ألف فلسطيني من سكان القدس منذ عام 1995.
وأضافت الصحيفة أن سلطات الاحتلال تتذرع، أن مركز حياة هؤلاء الفلسطينيين لم يعد في القدس، ولكنه في الخارج أو بالضفة الغربية.
وأبعد الاحتلال يوم أمس الأحد، الأسير المقدسي صلاح الحموري إلى فرنسا، بعد 9 أشهر من اعتقاله إداريًا، وقررت سحب هويته وحرمانه من الإقامة في القدس؛ بحجة خرق الولاء لـ "إسرائيل".