يرى الكاتب والمحلل السياسي الدكتور حسام الدجني، أن تشكيل وحدة خاصة إسرائيلية للتعامل مع الفلسطينيين في الداخل المحتل ينذر بخطورة كبيرة، وقد تكون فتيلًا لانفجار معركة عسكرية جديدة تحت اسم "سيف القدس2".
وقال د. الدجني لـ"شمس نيوز": "إن توجهات حكومة الاحتلال الإسرائيلي بزعامة بنيامين نتنياهو وتحالفه مع أقصى اليمين المتطرف سيكون له عدة أهداف واتجاهات من بينها التعامل مع الواقع في الأراضي المحتلة عام 48، إذ أن الاحتلال ينظر لتلك المناطق على أنها "قنبلة ديمغرافية" وتهديد وجودي على المشروع الصهيوني".
وكانت قناة والا العبرية كشفت يوم الخميس (22-12-2022) أن أحد بنود الاتفاقية في مفاوضات الائتلاف بين حزب الليكود بزعامة بنيامين نتنياهو وحزب "قوة يهودية" بزعامة إيتمار بن غفير، هو انخراط الشاباك الإسرائيلي من خلال تشكيل وحدة خاصة لمتابعة فلسطيني الداخل المحتل.
وأشار د. الدجني إلى أن مهمة تشكيل وحدة خاصة إسرائيلية هو التفكير في وضع آليات ومخططات للتضييق على الفلسطينيين في الداخل المحتل، وحرمانهم من حقوقهم المدنية والسياسية والاجتماعية، وتقييد تحركاتهم؛ بهدف دفعهم للتهجير من الأراضي الفلسطينية المحتلة.
ويعتقد الكاتب السياسي، أن الأيام القادمة ستشهد مزيدا من عمليات التضييق على الفلسطينيين في الداخل المحتل بحجة عدم الترخيص أو أي حجج تهدف إلى تكثيف عمليات الهدم والخناق وزيادة معدلات الجريمة؛ لتصبح مناطق الـ 48 خاصرة رخوة تدفع بها الفلسطينيين للهجرة أو تقليل وجودهم.
ولفت إلى أن زيادة الوجود الفلسطيني الذي ظهر خلال انتخابات الكنيست الإسرائيلي في السنوات الماضية، وحصولهم في واحدة من الانتخابات على أكثر من 15 مقعدًا يربك حكومة الاحتلال الإسرائيلي بشكل كبير جدًا.
وفيما يتعلق بالسيناريو المتوقع في حال طبقت حكومة الاحتلال الإسرائيلي مخططاتها للتضييق على فلسطينيي الداخل المحتل ودفعهم للهجرة، توقع الكاتب والمحلل السياسي د. الدجني أن الأوضاع ستتجه إلى الانفجار الكبير في الداخل المحتل والتحام الأراضي الفلسطينية مع أهلنا بالداخل المحتل.
وقال: "إن استمرار حالة الانفجار والتحام الأراضي الفلسطينية المحتلة (القدس والضفة) سيقود إلى انفجار أكبر وهو مواجهة مفتوحة قد تقودنا إلى معركة "سيف القدس2"".
وأشار إلى أن أي معركة جديدة مع الاحتلال ستكون أكثر شراسة مما كانت عليه سابقًا، وهذا قد يُعجل نهاية المشروع الصهيوني؛ لعدم قدرة المستوطنين على تحمل نتائج المعارك والمواجهات المستمرة.
وشدد على أن الفلسطينيين في الداخل المحتل لن يقبلوا العيش بنظرة بن غفير أو سموترتش مطلقًا، بالتالي سيكون هناك التحام أكثر مع العوائل العربية مع الأراضي الفلسطينية؛ لتشكل عمق فلسطيني في مواجهة الاحتلال.
أما السيناريو الثاني وفقًا للكاتب الدجني وهو المرجح، بأن يحتوي بنيامين نتنياهو مخططات بن غفير وسموترتش، بحيث يمرر بعض ما يخططون له، وتقويض عمل الوحدة الخاصة في سياق حدود وصلاحيات، بحيث لا يكون هناك استفزاز كبير للفلسطينيين في الداخل المحتل.
وفيما يتعلق بالدور الفلسطيني قال الكاتب الدجني: "يجب على الفلسطينيين أن يدرسوا السيناريوهات المتوقعة خلال المرحلة القادمة مع تشكيل حكومة الاحتلال ومخططاتهم ضد الفلسطينيين سواء في الداخل المحتل أو القدس أو الضفة.
ودعا الكاتب السياسي الجميع للتحرك فورًا ليكون هناك حراك دبلوماسي حقيقي مع العمق العربي والإسلامي وأحرار العالم وتكثيف تلك التحركات؛ لتقويض المخططات وإفشالها، ووقف توجهات حكومة الاحتلال الإسرائيلي القادمة ضد الفلسطينيين.