أكَّدَ الخبير الاستراتيجي العميد اللبناني المتقاعد الدكتور أمين حطيط، أن عام 2022 شَكَّلَ قفزة نوعية في أداء المقاومة الميداني شكلاً وأسلوباً، لاسيما أنّ المقاوم الفلسطيني بات يتقن (عنصر المفاجأة) الذي شكل صاعقاً وصدمة للعدو الإسرائيلي، وأفقده القدرة على ضغط الفعل المقاوم، والسيطرة على الحالة الأمنية في المناطق التي يحتلها.
وأوضح حطيط لـ"شمس نيوز" أن الفعل الميداني في الضفة الغربية أدى لاكتمال وإغلاق حلقة النيران حول العدو الإسرائيلي، مشيراً إلى أنّ التطور الميداني في الضفة المحتلة إلى جانب المقاومة في غزة، شكل هاجساً كبيرًا للاحتلال الإسرائيلي، وضعها أمام حائط مسدود لا تقوى على احتراقه، ولا تقوى على إيجاد المعالجة الفاعلة له.
وقال: "إن اعتماد المقاومة على فنون قتال مختلفة، وتعدد الساحات، ووحدة الأداء في آن واحد، أربك العدو بشكل أذهله ووضعه حائراً لا يقوى على اختيار طريق يأمل النجاح فيه".
وأضاف: "إن الإبداع الفلسطيني في العمل المقاوم سواء نوعية العمليات، أو توقيتها، أو المدة الزمنية اللازمة لتنفيذ العملية أو الفعالية، شكل قلقًا كبيرًا للعدو، رغم كل ما يدعيه من سيطرة على الموقف، لكن عام 2022 أكد أن الاحتلال وقف عاجزًا أمام الإبداع الفلسطيني؛ ما شكل نقلة نوعية في العمل المقاوم، وأحدث خطرا استراتيجيا غير قابل للمعالجة على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي".
ويرى العميد اللبناني أن عمليات المقاومة في الداخل المحتل لم تكن عملاً عابراً أو منفردًا كما يعتقد البعض ويطلق عليهم "الذئاب المنفردة"؛ إنما هي حلقة في سلسلة تتوالى ستثبت الأيام أن أعمال المقاومة بالداخل تأتي ضمن خطة استراتيجية عميقة ومتكاملة؛ لتُحدث التأثير المتواصل ورفع المعنويات لدى الفلسطينيين وضعف عزيمة ومعنويات العدو الإسرائيلي".
وشدد حطيط، على أن استمرار تطور عمليات المقاومة في الضفة المحتلة سيؤدي لتطوير العمليات الإبداعية، وسيفتح بابًا جديدًا يؤملُ منه الخير الكثير على صعيد القضية الفلسطينية.
تأثيرات مدوية!
وفيما يتعلق بتأثير عمليات المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي لا سيما في الضفة والداخل الفلسطيني المحتل، أكد حطيط أثر عمليات المقاومة سيكون مباشرا على العدو الإسرائيلي من 3 اتجاهات.
ويرى أن استمرار العمليات سيُحدث إرباكا وإشغالا للعدو الإسرائيلي الذي كان سابقًا يعتمد على عناصر التنسيق الأمني لوقف تلك العمليات البطولية؛ ليتفرغ للجبهات الأخرى كـ"غزة ولبنان"، وأمام تلك العمليات يجد العدو نفسه ملزماً لزج قوة كبيرة في الداخل، وهذا الأمر يربكه ويعطل الكثير من خططه الاستراتيجية.
أما التأثير الثاني لاستمرار عمليات المقاومة بالضفة أشار حطيط إلى أن العمليات دفعت العدو لتغيير جدول أولوياته في العمليات الأمنية والعسكرية؛ ليتصدر أولوياته الداخل المحتل، وهذا أثر على خطط العدو التي سيتم مراجعتها بشكل كبير.
أما التأثير الثالث فقد لفت الانتباه إلى أن استمرار العمليات في الضفة المحتلة أظهر ضعف وعجز الأجهزة المتعاونة من السلطة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، والمقاومة ستدفع العدو ليراجع علاقاته الوثيقة بالسلطة؛ كونها جهة عاجزة عن تقديم الخدمات التي كان يعول عليها العدو.
وقال حطيط: "أمام كل تلك التأثيرات القوية والخطيرة التي أربكت الاحتلال، وخلطت الأوراق، ودفعته لإعادة النظر بمخططاته، نؤكد أن العدو يشعر الآن بإرباك كبير في الأراضي الفلسطينية المحتلة سواء في الضفة أو الأراضي المحتلة عام 48".
2023 .. عامٌ للمقاومة
وفيما يتعلق برؤيته الاستشرافية للعام القادم أكد العميد العسكري اللبناني أن عام 2023 سيكون عام تصعيد للعمل المقاوم الإبداعي الذي توسع في عام 2022، موضحًا أن العمل المقاوم في العام القادم لن يبقى عملاً محدودا في مكانه وزمانه بل سيتوسع ويتطور أكثر وأكثر.
ويعتقد حطيط أن إسرائيل ستتفاجأ كثيرًا، بأخبار سيئة على يد المقاومة الفلسطينية التي بدأت بقدراتها وتأثيرها ورجالها تقلب الموازين وتربك حسابات نتنياهو ووزرائه الذين وعدوا المستوطنين بعام من الأمن والأمان والاستقرار.