غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

الجذور التاريخية للرايات الحزبية

ناصر اليافاوي.jpeg
كتب ناصر اليافاوي

سألني بعض الباحثين عن الحقيقة عن أصول فكرة ألوان العلم الفلسطيني وأسهبنا بالقول حول رمزية العروبة والثورة في ثنايا ألوانه ، واندهش السائل حين رآه غارقا فى إحدى مهرجانات الأحزاب بين العديد من ألوان الطيف الحزبية ، وأردف بالسؤال ولماذا هذه الألوان إذا وكانت اجابتنا مرتكزة على أصول ومراجع من التاريخ  ..

ترجع أصول الرايات الحزبية كما ورد فى كتاب  [عجائب الآثار في التراجم والأخبار] للجبرتي في ، إن السلطان سليم العثماني بعد انتصاره كان يخشي أن يتحد المماليك من بعده ويستقلون بمصر، فسأل: هل بقي بمصر أحد من  (المماليك)؟ فدلوه على سودون بك، وكان شيخا طاعنا اعتزل الفتنة، رُزق بولدين، الأول (قاسم) والثاني (ذو الفقار) وقد اشتهرا بالفروسية، "فتفتقت بعقل السلطان حيلة ، فذهب للشيخ في داره، ولاطفه وخلع عليه، وطلب منه أن يركب أولاده معه ويتسابقا أمام الناس في وضح النهار، وجمع العامة والفرسان لمتابعة المباراة، فوجدهما قد انقسما الى فريقين، انحاز الاول لذو الفقار، والثاني لقاسم. فأمر السلطان سليم ان يحمل احدهما راية حمراء والآخر راية بيضاء أثناء السباق، فوجد أن جموع المتفرجين قد حملت أعلاما وصاروا ينحازون ويقتتلون بينهم"..

ومن يومها  انقسم عسكر مصر قسمين واستمروا على حب اللون الذي ظهر فيهم وكُره اللون الآخر، وكم هي بدعة شيطانية جاهلية من عقلٍ شرير! ولم يزل الأمر يتفشى ويتوارثه السادة والعبيد. أُهرقت فيه الدماء، وخَربت به البلاد وهَلكت به الأمجاد وهُدمت الدور وأُحرقت القصور، وسُبيت النساء الأحرار وقُهرت الأخيار".

وقبيل حملة نابليون، ظل انقسام المماليك للقسمين، انحاز القاسمية لمراد بك ،والفقارية لإبراهيم بك وقد ازكى الاميرين من روح تلك النزاعات ليحصل كلا منهم على"العِزوة" والتأييد الذي يطلبه في كل مواجهة. فأقاموا المباريات في الفروسية ورمي الرمح والصيد بالنبال، والتي تحول اغلبها الى اقتتال وعراك راح ضحيته الكثير!.. وهكذا تأصلت جذور التعصب للونين (الاحمر والابيض) في المصريين، منذ عهد سليم الاول!

وامتد هذا التعصب للألوان فى تشجيع الفرق الرياضية والأحزاب وامتدت تأثير الألوان فى لبس الكوفية والقبعات ، وشرعنا نصف الشخص حسب لون قبعته وكوفيته ، ولازال تأثير المماليك أبناء سودون ، فمتى نتحرر من سطوة تراث العبيد.

"جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي "شمس نيوز".