أطلق مجموعة من الوجهاء والدعاة شمال قطاع غزة مبادرة جديدة لتقليص أيام "بيت العزاء"؛ لتصبح يومًا واحدًا؛ للتخفيف عن المواطنين تزامنًا مع الأوضاع الاقتصادية السيئة التي يعيشها أبناء شعبنا على مدار السنوات الماضية.

المبادرة التي أطلقها الوجهاء والدعاة في جباليا أوصت بضرورة أن يكون بيت العزاء ليوم واحد فقط؛ إلا إذا تأخر دفن الميت للمساء، إضافة إلى تهيئة المجتمع عبر الدروس واللقاءات التثقيفية لهذا الموضوع، كما أوصت المبادرة الخطباء والأئمة والنشطاء لتوعية المجتمع بالوسائل المتاحة كافة.

وجاءت المبادرة خلال لقاء تفاعلي شارك فيه الشيخ د. عبدالباري خلة، إذ ناقش المشاركون قضية "بيوت العزاء بين الشريعة والواقع"، وشهد اللقاء تبادلاً للآراء والأفكار، خلُصت بالتوصيات السابقة.

وأثارت المبادرة تساؤلات عدة عرضتها " شمس نيوز" على الدكتور ماهر السوسي، أستاذ الفقه المقارن المشارك بكلية الشريعة والقانون في الجامعة الإسلامية، والذي أكد أن المبادرة لا تتناقض مع أي نص من نصوص الشرع، ولا بأس من تطبيقها.

وشرح د. السوسي حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "بأنه لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تحدَّ على ميت فوق ثلاث، إلا على زوج أربعة أشهر وعشرًا"، قائلًا: "إن الشرع أعطانا فسحة لأن نقيم بيت العزاء مدة 3 أيام؛ لكن الحديث لا يمنع أن يكون العزاء بالضرورة 3 أيام، ولا يمنع أيضًا من إقامة يوم واحد أو يومين للعزاء".

وشدد د. السوسي على أن المبادرة لا تتعارض مطلقًا مع الشرع، إنما جاءت للتخفيف عن الناس في ظل ما نعيشه من أوضاع اقتصادية صعبة.

وفيما يتعلق بمدى نجاح المبادرة الجديدة قال: "هناك تجارب سابقة لتخفيف بيوت العزاء، وحققت نجاحًا كبيرًا قد تجاوز الـ 90%، وذلك بفتح بيوت العزاء بعد صلاة العصر حتى المساء، وليس من الصباح الباكر كما جرت العادات والتقاليد"، مشيرًا إلى أنه لا مانع من تنفيذ المبادرة.

وعن شروط نجاح المبادرة؛ قال: "إن الشرط الأول لنجاحها هو المبادرة بتنفيذها لتصبح أمرًا عاديًا أمام الناس، أما الشرط الثاني فهو تبيان حكم الشرع وتعريف الناس وإعلامهم بأن المبادرة لا تتناقض مع الشرع".

وأضاف: "الشرط الثالث الذي يُساعد في تنفيذ هذه المبادرة هو تبيان الأهداف الحقيقية منها، والتي تتمثل بالتخفيف عن الناس ماديًا في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة، وبتنفيذ تلك الشروط يمكن أن يُكتب للمبادرة النجاح".