لا شك بأن الأحداث الأخيرة الفاعلة والمهمة التي مرت تدفعنا بقوة الى أن نقف عندها، وألّا نمر عليها مرور الكرام؛ لما لها من أهمية على صعيد إعادة صياغة أشكال العمل المقاوم وتنوعه ومدى تأثيره على دولة الاحتلال.
شكل المقاومة الحالية المتمثلة بحالة الاشتباك المستمر مع جيش الاحتلال في الضفة بقيادة كتيبة جنين، وبالرغم من حالة الاستنزاف المستمرة في صفوفها، إلا أن معادلة المشاغلة للاحتلال هناك مازالت ممتدة وحيوية ومستمرة، وباتت تشكل تأثيرًا قويًا في معادلة المقاومة، سواء على صعيد صناعة الفعل أو الاقبال الفعال عليه، أو على صعيد الالتحاق والانتساب إليها، أو من خلال احتضانها شعبياً، حتى غدت كتيبة جنين المشتعلة بعنفوان الثورة تدفع بالمقاومة نحو غزة، وتخرجها من سكونها، ونحو القدس فتنفخ الروح في الأسود المنفردة. فالمقاومة تحتاج إلى منطلق فكري ثابت ومستقر حتى بخلق حالة من التنوع المستمر في الأدوات والامكانيات.
وما شاهدناه من هذا الخليط المقاوم الذى بدوره وحد الساحات ونوَّع الأدوات، بدءًا بالاشتباك المستمر مع جيش الاحتلال في جنين وعموم الضفة الغربية ومروراً بالرد الصاروخي المدروس من غزة وليس انتهاءً بعملية القدس في عمق الكيان.. كل هذا شكل لوحة مقاومة ناصعة فى الجغرافيا الفلسطينية.. كسرت هيبة الاحتلال، وجعلته مضطرباً وعاجزاً لا يقوى حتى على ضمان أمنه.
الخلاصة:
المعركة مع الاحتلال تحتاج إلى كل الساحات: إلى غزة، والضفة، والقدس، وكل ربوع الوطن،
والى كل الأدوات: الاشتباك, والصاروخ, والأسود المنفردة.
