أكد الخبير الأمني واللواء المتقاعد واصف عريقات، أن ظهور المقاومة في مدينة أريحا شكل صدمة كبيرة للأجهزة الأمنية لجيش الاحتلال الإسرائيلي ولقادته السياسيين، إذ أن أريحا تُعد من أكثر المناطق الفلسطينية خصوصية للاحتلال.

وأوضح عريقات لـ"شمس نيوز" أن مدينة أريحا تُعد منطقة حساسة وحدودية، وتمثل أيضًا ثقلا أمنيا للاحتلال الذي يحاصر المدينة بمستوطناته ومعسكراته، بالتالي ظهور المقاومة في منطقة أمنية خطيرة يعتبر صدمة كبيرة للأجهزة الأمنية الإسرائيلية كافة.

وعلَّل عريقات ظهور الكتيبة في أريحا بتصاعد جرائم الاحتلال الإسرائيلي ضد أبناء شعبنا، ما أدى لانتشار ثقافة المقاومة في جميع مناطق الضفة المحتلة، والتصدي للاحتلال بكل ما أوتي شعبنا من قوة.

وفيما يتعلق بالمجزرة الإسرائيلية ضد المقاومين في أريحا قال اللواء عريقات: "إن المجزرة تأتي في سياق جرائم الحرب والمجازر التي ينفذها جيش الاحتلال منذ بدء عمليته العسكرية "كاسر الأمواج وجز العشب" للقضاء على المقاومة، مع إشارته إلى أن هدف الاحتلال للقضاء على المقاومة بعيد المنال.

كما أن المجزرة -وفقًا لرؤية اللواء عريقات- تأتي في سياق التزام الحكومة اليمينية المتطرفة ببرنامجها المعلن للعمل على إلغاء الوجود الفلسطيني على أرضه، والقضاء على كل أحلامه وكسر إرادته وتطويعه بشكل كامل.

ويرى اللواء عريقات إلى أن الجيل الفلسطيني الذي عاهد نفسه وشعبه على مقاومة الاحتلال بكل ما أوتي من قوة، تصدى للاحتلال ولبرامجه ومخططاته، لافتًا إلى أن الاحتلال حاصر مدينة أريحا لمدة 10 أيام دون أن يتمكن من اعتقال أو اغتيال من نفذ عملية إطلاق نار على أحد الحواجز العسكرية.

وبيّن أن الاحتلال فشل في اقتحام مخيم عقبة جبر مرتين؛ بسبب اندلاع المواجهات وتصدي أبناء شعبنا للمحتل، وهذا يدُل على أن ثقافة الشعب الفلسطيني هي ثقافة مقاومة، وشعبنا لن يقبل أن يمرر الاسرائيلي تكريس الأمر الواقع.

وفيما يتعلق بظروف وبيئة المقاومة في الضفة المحتلة، أشار اللواء عريقات إلى أن الفلسطيني قادر على استنباط الوسائل والإمكانيات التي تتلاءم مع ظروفه، مشددًا على أن المقاوم قادر على مواجهة المخططات الإسرائيلية بالإرادة والشجاعة التي يمتلكها الجيل الفلسطيني الجديد.

ويرى أنه على الرغم من "تفاوت" الإمكانيات بين نابلس وجنين وأريحا فإن "المقاومين من حيث الإرادة والشجاعة ومعركة العقول والقدرة على التخطيط هي واحدة".

ويعتقد أن كتيبة أريحا هي امتداد لنظيراتها بمختلف مدن الضفة الغربية، وقوامها الشباب الفلسطينيون المسلحون بعزيمتهم وإرادتهم، والذين راهن الاحتلال على نسيانهم لقضيتهم، فتبين أنهم أكثر عمقا وتصديا له".

ووصف عريقات أن ما يجري هو نموذج لمقاومة "الجيش المجهول" الذي يرعب "إسرائيل"، وقال إن قوة هذه الكتيبة ظهرت بأثرها على الأرض رغم ظهورها السريع، وإفشالها لعملية الاحتلال التي شاركت بها وحدات خاصة من الجيش ومختلف الأجهزة الأمنية والاستخبارية الإسرائيلية".

ويقول عريقات "هذا يدلل على تطور الشباب المقاومين واستفادتهم من الدروس، ومعرفتهم أساليب العدو، فهذه معركة عقول يثبت فيها الفلسطيني بأنه يتفوق على الإسرائيلي من خلال إرادته وشجاعته، واستغلاله نقاط قوته كمقاوم ونقاط ضعف خصمه المحتل".

ومخيم "عقبة جبر" هو أحد مخيمين -إضافة لعين السلطان- في أريحا، ويضم نحو 11 ألف نسمة، وواجه كغيره من مناطق الضفة الغربية صلف الاحتلال وعنفه.

وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي أعلن صباح اليوم الاثنين عن اغتيال مجموعة من المقاومين في مخيم عقبة جبر بمدينة أريحا بعد اشتباك مسلح.

وذكرت وسائل إعلام الاحتلال أن 5 مقاتلين من كتائب القسام الذراع العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) استشهدوا برصاص جيش الاحتلال فيما أصيب 3 آخرين تم اعتقالهم خلال عملية خاطفة على أطراف مخيم عقبة جبر.

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أسماء شهداء مجزرة أريحا وهم: رأفت وائل عويضات (21 عامًا) وشقيقه إبراهيم وائل عويضات (27 عامًا) ومالك لافي (22 عامًا)، وأدهم مجدي عويضات (22 عاما)، وثائر خالد عويضات ( 21 عاما ).

وأدانت الفصائل الفلسطينية المجزرة الإسرائيلية بحق أبناء شعبنا في مدينة أريحا، مؤكدة أن المجزرة لن تضعف عزيمة المقاومين أو ترهب شعبنا ومقاومينا، بل ستزيد قوتهم بشكل مضاعف.