كما خفافيش الظلام، تسللت قوات كبيرة من جيش الاحتلال، الليلة الماضية لاعتقال المواطنة رجاء كرسوع من منزلها الواقع بمخيم بلاطة بمدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة.
المواطنة كرسوع البالغة من العمر (49 عامًا)، تعاني من عدة أمراض، أهمها تقوس في العامود الفقري، وانسداد مريئي يؤدي لأزمة مستمرة بالتنفس، بالإضافة إلى أن جسمها فيه العديد من أسياخ البلاتين التي تربط العظم ببعضه البعض.
يقول شقيقها خضر، بشكل مفاجئ قامت قوات الاحتلال بتكسير الباب الخارجي للمنزل، ومن ثم دخلوا إلى الطابق الأول حيث تقطن رجاء مع والدتي، ومنعوا حركة كل من هم داخل المنزل.
خرج خضر من شقته بالطابق الثالث ليرى ماذا يجري في الأسفل، وما الموضوع، ليتفاجأ بانتشار جنود الاحتلال مصوبين بنادقهم تجاه الشقق، ومانعين أي شخص من الحركة.
طالبهم خضر بالنزول للأسفل ليرى ماذا يجري، رفض الجندي وهدده بإطلاق النار تجاهه، ليسمع في هذه الأثناء أطراف الحديث، لم يفهم منه سوى أن هناك قرارا باعتقال رجاء.
اعتقل الاحتلال رجاء، وبقيت العائلة تنتظر أي خبر يوصلها إلى ابنتها المريضة، ولكن دون جدوى، فلم يخبرهم الاحتلال ما هي التهمة، ولا إلى أي مكان اقتادوها.
جلس خضر وعائلته يستجمعون قواهم بعد هذه الصدمة، ويفقدون المنزل الذي عاث به جنود الاحتلال فسادًا، ليستذكروا شقيقتهم، وما تعاني منه.
تذكرت العائلة أن هناك أمرا خطيرا يهدد حياة شقيقتهم رجاء، وهي أنها في حالات الضغط والقلق ترتفع نسبة الانسداد المريئي في جسدها، ما يؤثر عليها، وتصاب بالرعشة والزرقة بالوجه والأعضاء.
يقول خضر: "بالأمس كانت رجاء تتابع عند الطبيب الخاص بها، أعطاها بعض الإبر والأدوية من أجل الحفاظ على المريء لئلا ينسد".
هذا الأمر زاد العائلة قلقًا، فقامت وتوجهت للجهات المعنية كالصليب الأحمر والارتباط المدني؛ ليعرفوا أين يحتجز الاحتلال شقيقتهم، دون أن يجدوا أي إجابة منهم سوى الانتظار ليوم أو يومين على أبعد تقدير.
الحديث السابق بأسره زاد من قلق العائلة على رجاء، لمعرفة وضعها الصحي والاطمئنان عليها ومعرفة مكان احتجازها من قبل قوات الاحتلال.
يختم خضر حديثه "هذه أختنا وشرفنا، طبيعي نقلق عليها، ووضعها الصحي يدفعنا لمزيد من القلق، ومكانها المجهول أيضًا يدفع بمزيد من القلق عليها، وهذا الأمر بحاجة للمؤسسات المعنية؛ لتضغط على الاحتلال للإفراج عنها".