غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

الذكرى الأولى لاستشهاد القائد عبد الله الحصري

عبدالله الحصري.jpg
شمس نيوز - اعلام الضفة

إنهم الشهداء، فوارس فلسطين، يولدون في أجمل الأزمنة والأمكنة، يعطرون البلاد بروحهم وريحانهم، ويسيرون في صفوف الجهاد، قافلة من العاشقين لا تنتهي، ويرتقون شهداء على طريق القدس.

كان مخيم جنين الذي أصبح عاصمة الاستشهاديين، وصانع الملحمة الشهيرة على موعد مع فارسه عبد الله أحمد الحصري في 27 يونيو 1999م، الذي جاء على قدر قبل انتفاضة الأقصى بعام واحد، ليتفتح وعيه على ملحمة مخيم جنين، وسيرة الأبطال التي تؤنس ليله، وتحرضه على حب الجهاد وعشق الشهادة، والانتماء لهذا الركب الجهادي الأصيل.

كان له دور بارز في التصدي لقوات العدو والمشاركة في فعاليات الانتفاضة حيث تعرض للاعتقال للمرة الأولى وعمره لا يتجاوز الـ17 ربيعاً عام 2016م، حيث أمضى 25 شهراً في السجون بتهمة مواجهة قوات الاحتلال ورمي الحجارة والأكواع.

عقب خروجه من السجن عام 2018م، واصل عمله المقاوم في صفوف حركة الجهاد الإسلامي وجناحها العسكري سرايا القدس، حيث امتلك سلاحاً للتصدي لقوات الاحتلال وإطلاق النار عليهم برفقة عدد من أصدقائه ورفاق دربه، أمثال الشهداء داود ونعيم الزبيدي. 

تتلمذ على يد الأسير القائد محمود العارضة مهندس عملية نفق الحرية حيث كان معتقلاً معه في نفس الغرفة، وتعرف إلى عدد كبير من قادة ومجاهدي حركة الجهاد الإسلامي في جنين وشمال الضفة المحتلة.

تعرض للاعتقال مرة أخرى حيث أمضى 27 شهراً، وأفرج عنه في أغسطس 2021م، وكان شاهداً على ارتقاء أربعة من أبناء مخيمه وهم: صالح العمار وأمجد العزمي ونور جرار ورائد أبو سيف، فقرر الانخراط في العمل الجهادي في يوم الإفراج عنه من سجون الاحتلال.

أسس كتيبة جنين التابعة لسرايا القدس في مخيم جنين برفقة الشهيد القائد جميل العموري، حتى أصبح من أبرز قادتها الميدانيين، وتصبح نقطة تحول في تاريخ الاشتباك مع العدو والتصدي لاقتحاماته وعدوانه، وإبقاء جذوة المواجهة مشتعلة على امتداد الضفة المحتلة.

عرف بلقب "الجامد" لقوته وصلابته، وتميز بعلاقاته الواسعة مع عدد كبير من الشهداء والأسرى والمجاهدين، حيث تظهر العديد من صور الذين جمعتهم بهم، والذين تأثروا بهم وبأنموذجه المبهر في الشجاعة والإقدام.

في الفاتح من مارس عام 2022م، تمكن مجاهدو سرايا القدس من الانتشار داخل مخيم جنين ونصب الكمائن في وجه القوات الصهيونية الخاصة، حيث كان الشهيد القائد عبد الله الحصري ورفاقه يتصدون لقوات العدو في محيط بوابة المخيم، والهجوم بشكل مباشر ومن مسافة صفر، ما أدى لإصابة جنديين صهيونيين برصاص الشهيد عبد الله الحصري الذي استهدفه قناص متمركز في بناية خارج المخيم، وإصابته ما أدى لارتقائه شهيداً بعد أن أثخن في قوات الاحتلال، كما استشهد برفقته الشهيد البطل شادي نجم.

شيّعت جماهير غفيرة من أبناء شعبنا وقادة ومجاهدي حركة الجهاد الإسلامي الشهيد القائد عبد الله الحصري والشهيد البطل شادي نجم، حيث عبر قادة الحركة عن نعيهم للشهيد الحصري وفخرهم واعتزازهم الكبير بمسيرته الجهادية.

الجهاد تزف فارس المخيم:

زفت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين وذرعها العسكري سرايا القدس ابن كتيبة جنين الأسير المحرر شهيدها البطل عبد الله أحمد ذياب الحصري (23 عاماً)، والشهيد البطل شادي جهاد نجم (18عاماً)، أحد مقاتلي مجموعات حزام النار واللذين ارتقيا شهداء في اشتباك مسلح، أثناء تصديهم لقوات الاحتلال التي اقتحمت مخيم جنين الباسل، كما أصيب عدد اَخر من المواطنين.

وقالت الحركة في بيان لها، إننا ونحن نودع شهداء شعبنا الأبطال في جنين القسام ومخيمها الصامد، لنؤكد على تمسكنا بنهج المقاومة والجهاد في سبيل الله حتى تحرير أرضنا ومقدساتنا ودحر الاحتلال عن أرضنا.

وأكدت الحركة أن جرائم الاحتلال المتواصلة بحق أبناء شعبنا المجاهد، تثبت أن الاحتلال ماضٍ في إجرامه واستهدافه لكل ما هو فلسطيني على هذه الأرض، وإن هذه الجرائم لن تمر مرور الكرام، وسيعلم الاحتلال أن يد المقاومة الفلسطينية، ستطاله في كل مكان وسيدفع ثمن جرائمه غالياً.

دم الحصري يتوهج ثأراً وغضباً

كان لاستشهاد القائد البطل عبد الله الحصري أحد القادة الميدانيين لكتيبة جنين - سرايا القدس، الأثر الكبير في اتساع جذوة المواجهة على امتداد الضفة وخاصة في جنين ونابلس، وصعود قافلة من الشهداء الأبرار الذين تأثروا بالشهيد الحصري داخل السجن وخارجه، وفي جنبات المخيم، وفي ميادين البطولة والقتال.

ولم ينتظر أبطال شعبنا طويلاً، حتى كانت عملية "إلعاد" البطولية في 5-5-2022م، التي نفذها الأسيران المجاهدان صبحي أبو شقير "صبيحات" وأسعد الرفاعي من بلدة رمانة بجنين، ردًا على اغتيال قوات الاحتلال للشهيد القائد عبد الله الحصري.

ويمتد ثأر المقاومة ويتواصل نهر الدم دفاعاً عن الإنسان والأرض والتاريخ.