أكَّدَ الخبير الاستراتيجي والعسكري العميد اللبناني المتقاعد أمين حطيط أن مناورة "الوفاء لضفة الثوار" التي نظمتها "سرايا القدس" الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، تتضمن رسائل قوية للصديق والعدو، خاصةً تلك الرسائل الموجهة إلى مقاتلي الضفة، التي تهدف لرفع معنوياتهم في ظل الهجمة الإسرائيلية.
ويرى العميد حطيط في حوار مع "شمس نيوز" أن التشكيلات القتالية والجيوش النظامية تلجأ إلى المناورات العسكرية لتحقيق جملة من الأهداف، منها تحشيد القوة، ومراكمة القدرات، واكتساب المهارات القتالية، وتعزيز ثقة المقاتلين بأنفسهم، واكتشاف الثغرات التي قد تُحدث فارقًا في ميدان القتال، وتعزيز نواحي القوة، ومعالجة نقاط الضعف.
أقل من حرب وأكبر من تدريب
ويُشير إلى أن التزام المقاومة الفلسطينية ببرنامج تدريبي صارم وتتويجه بمناورة عسكرية لجميع التشكيلات، يدلل على ثقة المقاومة بنفسها وإصرارها على الارتقاء بسلم القدرات سواء التنظيمية أو الفردية للمقاتلين في ميدان المواجهة.
وتختبر المناورات العسكرية وفقًا للعميد حطيط، مهارات وقدرات المستوى القيادي ومستوى هيئة الأركان لقيادة معركة أو مواجهة عسكرية، وقدرتهم على التعامل مع اللوجستيات العسكرية لحظة المواجهة في أرض الميدان، كما تبين مدى قدرة المقاتل في أداء الأعمال القتالية الناجحة.
وشدَّد على أن المناورة العسكرية فرصة مهمة لاختبار مسألة التنسيق بين الهيئات القتالية من صاحب القرار؛ وصولًا إلى أصغر مقاتل في الميدان، ومن خلالها تكتشف المقاومة الثغرات لتعالجها، مشددًا أن المناورة الناجحة هي تهيئة لعمليات ناجحة.
وأوضح أن تنظيم مناورة عسكرية في منطقة جغرافية صغيرة كـ"قطاع غزة" تزامنًا مع ظروف صعبة وتحليق مكثف لطائرات الاحتلال، يعزز الثقة بالنفس ويرفع المعنويات، ويثبت إصرار المقاتلين للاستعداد للمواجهة بشكل كبير.
واستدل بقوله السابق على تطور مهارات المقاتلين في ميدان المواجهة بنجاح إدارة المقاومة الفلسطينية بجميع أذرعها العسكرية وعلى رأسها سرايا القدس لمعركتي "سيف القدس"، و"وحدة الساحات".
رسائل ودلالات
وفيما يتعلق بعنوان المناورة "الوفاء لضفة الثوار"، قال العميد حطيط: "مدلولات عنوان المناورة العسكرية لسرايا القدس يحمل رسائل مهمة للصديق والعدو، ترتكز على تحقيق هدف وحدة الساحات، بأن المقاومة في غزة تواكب كل ما يجري في الضفة، ورفد ثوار الضفة بالقدرات القتالية التي تعزز قدراتهم في ميدان المواجهة.
ويعتقد العميد حطيط، أن زمن الاستفراد بساحة الضفة بعيدًا عن جميع ساحات فلسطين زمن قد ولى إلى غير رجعة، قائلًا: "إن توقيت مناورة سرايا القدس تدلل على تحشيد المقاومة واستعدادها للمواجهة لمنع تشكل حالة الاستفراد بساحة الضفة والتزامًا باستراتيجية وحدة الساحات.
وأشار إلى أن المقاومة في الضفة باتت تربك العدو بسبب عجزه عن مواجهة الأعمال القتالية الناجحة سواء التي ينفذها المقاتلون فرادا أو على شكل مجموعات عسكرية.
وفي السياق تحدث العميد حطيط عن تأثيرات مناورة "الوفاء لضفة الثوار" على أداء المقاتلين في الضفة الغربية الذين يتعرضون لعمليات اغتيال يوميًا؛ لا سيما في جنين ونابلس وطولكرم وأريحا، وجميع مدن وقرى الضفة المحتلة.
وقال العميد حطيط: "المقاومة في الضفة المحتلة دخلت مرحلة جديدة منذ عامين وما زالت تواصل تطور أدائها القتالي على الأرض، وتمكنت من تحقيق ضربات موجعة للعدو بالإفلات من التنسيق الأمني والتدابير الوقائية المسبقة التي يتخذها العدو"
وأوضح أن تطور المقاومة بالضفة دفع العدو لارتكاب مجازر بشعة بحق المواطنين والمقاتلين على حد سواء، معتقدًا بأن عمليات الاغتيال قد تربك المقاومة أو تضعفها، بالتالي تتلاشى تدريجيًا، وفقًا لما يخطط له العدو؛ لكن الحقيقة كما يعتقد العميد حطيط، بأن عمليات الاغتيال ستُنمي الأعمال القتالية بشكل متزايد وستحقق مفاجآت أوسع مما يتوقعه العدو".
ولفت إلى أن المناورات العسكرية في غزة تلعب دورًا مهمًا في رفع معنويات مقاتلي الضفة المحتلة بميدان المواجهة، قائلًا: "عندما يتابع المقاتل بالضفة مناورات غزة وشعار المناورة فإنهم يشعرون بالاطمئنان، وأنهم ليسوا وحدهم في ميدان مواجهة العدو.
وأضاف: "عندما يشاهد المقاتل في الضفة المناورات العسكرية في غزة فإن ذلك يمدهم بالقوة ويدفعهم لمواكبة القوة والتحضير لعمليات أكثر جرأة وإيلاماً للعدو رغم ما يتعرضون له من عمليات اغتيال ومطاردة يومية.
يُشار إلى أن سرايا القدس الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي نفذت يوم الاثنين 13 مارس/آذار 2023 مناورة عسكرية حملت اسم "الوفاء لضفة الثوار"، وشملت المناورة التي نفذتها مختلف التشكيلات العسكرية للسرايا، رمايات صاروخية ومدفعية متعددة، بالإضافة لنشاط لمختلف الوحدات القتالية ووحدات الدعم والاسناد.