غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

الذكرى الـ27 لاستشهاد المجاهدين صالح قطاوي وحافظ أبو معلا

قطاوي وسباعنة
شمس نيوز - إعلام الضفة

إنهم الشهداء، فوارس فلسطين، يولدون في أجمل الأزمنة والأمكنة، يعطرون البلاد بروحهم وريحانهم، ويسيرون في صفوف الجهاد، قافلة من العاشقين لا تنتهي، ويرتقون شهداء على طريق القدس.

الشهيد القائد: صالح حمامدة "قطاوي"

كانت قباطية قضاء جنين على موعد مع فارسها صالح أمين حمامدة "قطاوي"، في 25 مارس 1961م، لعائلة كريمة من عوائل شعبنا الفلسطيني مكونة من ثلاثة من الأخوة واثنتين من الأخوات. وتحمل فارسنا مسؤولية عائلته مبكراً بسبب مرض والده، واختبره الله في الدنيا بوفاة اثنين من أبنائه الستة، فكان ذلك في ميزان صبره واحتسابه. 

بدأ مشواره الجهادي قبل أن يتجاوز الـ15 من عمره حيث ترأس مجموعة من أبناء بلدته لمقاومة الاحتلال عقب عثوره على رشاش من نوع برن في أحد الجبال أواخر عام 1976م، وأخد يتدرب على استعماله للقيام بالعمليات، واعتقل على إثر ذلك في 1977م لمدة سنة. ثم تشكيل مجموعة عسكرية وتدريبها وتوفير الأسلحة لها، واعتقل مع مجموعته عام 1986م التي اتهمت بحيازة سلاح والتخطيط لمهاجمة معسكر الزبابدة الاحتلالي.

رغم التحقيق القاسي لم يستطيع الجلادون إدانته وحكم عليه لمدة سنتين ونصف، وأثناء وجوده داخل سجن جنيد المركزي تعرف إلى حركة الجهاد الإسلامي وانتمى لها فكراً وعملاً وجهاداً. وبعد تحرره اتصل بالشهيد القائد الكبير عصام براهمة الذي عرفه داخل السجن، وطلب منه تأمين السلاح لمواصلة مشواره الجهادي. 

تعرض للاعتقال مرة أخرى عام 1991م، وخضع لتحقيق عنيف لأكثر من شهرين دون أن يبوح بسر من أسرار الشهيد القائد عصام براهمة مؤسس مجموعات "عشاق الشهادة"، وحكم عليه تسعة أشهر بتهمة الانتماء لحركة الجهاد الإسلامي.

وبعد خروجه بأشهر استشهد رفيق دربه القائد عصام براهمة، وحمل الراية من بعده في قيادة مجموعات "عشاق الشهادة" في محافظة جنين بشكل سري حيث أخذ بتدريب المجاهدين على حمل السلاح وعلى رأسهم الشهيد المجاهد حافظ أبو معلا وغيره من المجاهدين.

عرف عنه أنه كان شديد الاستخفاف بجنود الاحتلال الذين كانوا يأتون لاعتقاله، فلم يكن يخشاهم بل يجعلهم ينتظرونه حتى يتوضأ ويصلي ويودع أبناءه ويخرج إليه شامخاً كشموخ جبال فلسطين. 

أثر فيه استشهاد الدكتور المؤسس فتحي الشقاقي "أبو إبراهيم"، في 26-10-1995م، حيث شوهد الغضب والألم على وجهه، وكان كثير التأمل والصمت أمام الناس، وأخذ يعد العدة للثأر للشهيد الدكتور أبو إبراهيم. 

الشهيد المجاهد: حافظ حسين أبو معلا "سباعنة"

كانت بلدة قباطية قضاء جنين على موعد مع فارسها حافظ حسين أبو معلا في 22 مارس 1971م، لعائلة كريمة من عوائل شعبنا، مكونة من سبعة أشقاء ترتيبه الثالث بينهم، ودرس في مدارس البلدة.

نشأ وتربي في كنف مسجد شهداء الحق الواقع في السباعنة، وأحب سماع الخطب والدروس الدينية باستمرار، وأحب جمع أشرطة الكاسيت الإسلامية والوطنية التي ما زالت تحتفظ بها عائلته، وأحب النشاط والحركة، والرياضة بجميع أنواعها وأتقن لعبة كرة القدم، ومن بين هواياته ركوب الدراجة الهوائية.

انضم إلى حركة الجهاد الإسلامي ومجموعات "عشاق الشهادة" إحدى المجموعات العسكرية للحركة، وأسندت إليه مهمة إعداد الأحزمة والعبوات الناسفة مع الشهيد المجاهد صالح حمامدة، وشارك معه في عدة عمليات عسكرية ضد دوريات لجيش الاحتلال كانت تمر من بلدة قباطية الأمر الذي عرضه للاعتقال في بداية عام 1991م. وتعددت فترات اعتقاله ثلاث مرات لثلاث سنوات ابتداء من سجن النقب في بداية التسعينات وحتى سجن جنين.

وخرج المجاهد حافظ من السجن واستمر في عملياته العسكرية مع مجموعات "عشاق الشهادة" وتجهيز العبوات وزرعها حتى غدا مطلوباً لقوات العدو، وداهم الجنود بيته عدة مرات لاعتقاله إلا أنه أبى أن يستسلم أو أن يهادن وأصر على أن يسلك درب الحرية أو الاستشهاد.

شهيدان على طريق القدس:

في يوم الجمعة 17 مارس 1996م، استشهد القائد صالح قطاوي برفقه المجاهد حافظ أبو معلا، أثناء إعدادهما العبوات الناسفة من أجل التجهيز لعملية استشهادية كبيرة، حيث سمع صوت انفجار على الطريق الواقعة بين الزبابدة ومسلية في وادي سويد.

لقد رسمت أشلاؤهم خارطة الوطن التي تخطت كل الحدود الزائفة، ليزرع خارطة الوطن المنشود. لقد انتفض فرسان الجهاد صالح وحافط، وتمردا على واقع الهزيمة لصنع انتصار جديد.