غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

نتنياهو خاسر في كلتا الحالتين!!

أ. عامر خليل.jfif
بقلم/ عامر خليل

مآلات الأزمة القضائية التي تحولت الى أزمة مجتمعية اقتصادية أمنية ستقود نتنياهو الى خيارين لا ثالث لهما وكلاهما له تداعياته على مستقبل حكومة نتنياهو وفيهما يخسر مزيد من أوراقه السياسية ويتبدى بوضوح ضعفه أمام تطور الاحداث والانقلاب من موقف الى نقيضه فهو يعمل تحت الضغط وعينه الأساسية على ملفات الفساد الثلاث التي يحاكم عليها والتي حاول عبر قوانين الإصلاح التخلص منها.

الخيار الأول : الاستمرار في خطة الإصلاحات القضائية بدعوة الكنيست للمصادقة على قانون أساس القضاء الذي يتضمن لجنة تعيين القضاة في المحكمة العليا ويعني ذلك استمرار الصدام في الشارع الإسرائيلي خاصة بعد اقالة نتنياهو لوزير الحرب غالنت وهو يغامر هنا بخسائر فادحة مع الاضراب الشامل الذي أعلنته نقابة العمال الإسرائيلية "الهستدروت" التي أحدثت تحولا في حركة الاحتجاج وسببت شللا في مرافق الكيان الإسرائيلي الاقتصادية والصحية والتعليمية ..مع ما يحمله ذلك من خسائر فادحة والولوج الى حالة عنف وعصيان في الشارع الإسرائيلي ومؤسسات الكيان واشتداد الانشقاق داخل الجيش الإسرائيلي سواء الاحتياطي او النظامي.

الخيار الثاني: وهو يأتي في ضوء تداعيات الخيار الأول التي لم يفهمها نتنياهو الا متأخرا خاصة قرار اقالة غالنت وهو اعلان تأجيل تشريع الإصلاحات القضائية وهو ما سيعلنه نتنياهو في أي لحظة وربما اثناء كتابة هذه الكلمات وما أجل الإعلان رفض حزب بن غفير "العظمة اليهودية" للتأجيل وانسحابه من الحكومة ما يعني  فقدانها للغالبية في الكنيست، فيما كل رؤساء الائتلاف الحكومي وافقوا على التأجيل.

من المؤكد ان نتنياهو سيسير في اتجاه التأجيل لكن الاضرار وقعت على عليه بشكل كبير وهو يفقد الكاريزما التي تمتع بها على مدى العقود الماضية ويتبين مدى تردد ه وخضوعه للضغط وتلاعب المقربين منه به فقرار إقالة غالنت جاء بضغط من ابنه يائير ووزير قضائه ياريف ليفين.

السؤال الذي يطرح نفسه هل ستبقى حكومة نتنياهو متماسكة في ظل الخيارين السابقين ، الجواب يبدو واضح بالنفي وكان موقف غالنت الداعي لوقف الإصلاحات لضررها على أمن الكيان الإسرائيلي، وإمكانية انضمام آخرين لموقف غالنت مؤشر على ذلك، وعلى المقلب الآخر فان التأجيل يعني هزة في الائتلاف الحكومي لا تعني تفككا فوريا لحكومة نتنياهو رغم اعلان بن غفير رفضه للتأجيل، وربما الأثر الأكبر في طريق التفكك سيكون استقالة المحتملة لوزير القضاء ياريف ليفين من حزب الليكود.

كما قال عاموس يادلين رئيس الاستخبارات العسكرية الأسبق حتى لو تم حل الأزمة الحالية فان إسرائيل التي عرفناها لن تعود كما كانت فالضرر وقع  وأبان مدى الاستقطاب في كيان الاحتلال، وتداخل الخارجي مع الداخلي وإمكانية ان تكون  نبوءة الزوال قائمة نتيجة  الخلاف الداخلي هي حقيقة رغم ما يلوح من عبور الكيان للازمة الحالية فالأزمات لن تتوقف مع علو قوة الحريديم والصهيونية الدينية التي تريد ان تفرض رؤيتها الدينية على كيان الاحتلال وهو  السبب الأساس للأزمة الحالية التي بدأت تتفكك.

"جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي "شمس نيوز".