غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

المسجد الاقصى ومكانته في الكتاب والسنة، وواجب المسلمين تجاه المقدسات الإسلامية

إسماعيل أدرامولا.png
بقلم : د. اسماعيل ادرمولا عبدالعزيز

لكل أمة مقدسات تعتز بها، وتلتف حولها، وتدافع عنها بكل غال ورخيص. وقد أكرم الله تعالى الأمة الإسلامية بكثير من المقدسات، وعلى رأسها القران الكريم الذي -لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد-والسنة النبوية الشريفة، هذا من مجال النصوص، يضاف إلى ذلك أزمنة مخصوصة وأماكن معينة، فمن الأزمنة شهر رمضان وليلة القدر ويوم الجمعة، ومن الاماكن الكعبة المشرفة والمسجد النبوي والمسجد الأقصى في القدس.

والله سبحانه وتعالى هو الذي يضفي التقديس والتكريم على المقدسات التي تعتز بها الأمة الإسلامية، فهو الذي قدسها وبارك فيها وحولها؛ ومن هنا كانت الإشارة في القران الكريم إلى الشهر الحرام والمسجد الحرام والمشهد الحرام والأشهر الأربعة الحرم والكعبة والبيت الحرام والمسجد الأقصى الذي باركه الله، وبارك حوله، وهكذا كل مقدسات الاسلام، استمدت قداستها منه سبحانه وتعالى فهو وحده القدوس وهو وحده الذي يمنح التقديس لما يشاء من الأمكنة والأزمنة التي ظلت الأمة تعتز بها وتحافظ عليها وتدافع عنها بالأنفس والأموال. ويحلو لنا بهذه المناسبة أن نتحدث عن المسجد الأقصى الذي بارك الله حوله، كما نص عليه في كتابه الخالد.

مكانة المسجد الأقصى:

المسجد الاقصى له المكانة الكبرى في الإسلام بعد الحرمين الشريفين: "المسجد الحرام والمسجد النبوي، فهو ثالث الحرمين الشريفين، وقبلة المسلمين الأولى، وهو منتهى إسراء سيدنا ونبينا محمد المصطفى صلى الله عليه وسلم، وهو بداية المعراج إلى الملأ الأعلى، وهو فوق ذلك كله المسجد الذي شرفه الله وبارك حوله، كما قال في مستهل سورة الإسراء" ﴿ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾

والبركة التي ذكرتها الآية الكريمة هي - كما يصرح المفسرون- بركة دينية تتمثل في النبوة والشرائع والرسل الذين ضمهم هذا المكان المبارك، فكان متعبدا للأنبياء وقبلة لهم، كما هي بركة دنيوية تتمثل الزروع والثمار والأنهار، وقد حشد الله سبحانه لنبيه ليلة الإسراء في المسجد الأقصى جميع الأنبياء والرسل، فاجتمع بهم وتحدث إليهم وامهم في الصلاة، وبذلك التي إليه الخلافة الرسالات جميعا.

وقد اتفق العلماء- كما يقول الفخر الرازي- رحمه اللّه- على أن المراد بالمسجد الأقصى بيت المقدس، وقد ذكر "الزركشي"- صاحب إعلام الساجد بأحكام المساجد- سبعة عشر اسما للمسجد الأقصى، منها المقدس وبيت القدس والبيت المقدس ومسجد ايلياء، وعلى الرغم من أن كتاب الأمان الذي أعطاه عمر بن الخطاب رضي الله عنه أهل هذا البلد عام ١٦ه يذكر المدينة باسم "إيلياء" حيث كانت تعرف لديهم بهذا الاسم، وقد يكون في ذكر هذا الاسم في وثيقة الأمان تطيبت لخاطر أهل البلد وخاصة أنه كان اسما غير مستنكر؛ لأن معناه" بيت الله" على الرغم من ذلك فقد كان المسلمون في حياة النبي صلى الله عليه وسلم يعرفون تسميتها أيضا بيت المقدس.

فقد روى البخاري ومسلم والإمام أحمد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لما كذبتني قريش حين أسري بي إلى بيت المقدس قمت في الحجر فجلى الله لي بيت المقدس فطفقت أخبرهم عن آياته وأنا أنظر إليه"، ويشتمل صحيح البخاري على أحد الابواب بعنوان "باب مسجد بيت المقدس.

ومن ذلك يتضح أن تسمية بيت المقدس قديمة قدم الاسلام ذاته. والمقصود بالمسجد الأقصى في القران الكريم هو جميع ما احاطه السور وفيه الأبواب، المعروف الآن المسجد الأقصى ومكان الصخرة المشرفة والساحات المحيطة بهما، وقد قدرت مساحة المسجد الأقصى بنحو 144 ألف متر مربع يحيط بها سور يبلغ طوله في الجانب الشرقي 462 مترا ، وفي الجانب الغربي 491 مترا، وفي الجانب الشمالي 310 مترا، وفي الجانب الجنوبي القبلي 281 مترا.

الكاتب أخوكم د. اسماعيل ادرمولا

(الحلقة الأولى)

"جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي "شمس نيوز".