غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

اشتعال الجبهات يردع الاحتلال!!

عامر خليل
بقلم الكاتب: عامر خليل

تعدد الاشتباك مع كيان الاحتلال الإسرائيلي في أكثر من جبهة يحمل في طياته الكثير من الرسائل والدلالات ويؤكد ذلك تصريح آفي ديختر وزير الزراعة الإسرائيلي  ورئيس سابق للشاباك بأن "إسرائيل" فوجئت من النجاحات الإيرانية في عدد من الساحات، بما يحمل ذلك من تثبيت لجبهات المقاومة واحاطتها بكيان الاحتلال بمنظومة ممتدة من أدوات القتال والمواجهة.  

إيران الدولة التي تقف على رأس محور المقاومة هي الوحيدة التي تقدم الدعم المعنوي والمادي لحركات المقاومة بشكل ثابت الأمر الذي ساهم في تعزيز قوتها وفرضها توازن الردع أمام الاحتلال واحداث الأيام الماضية تؤكد على ذلك وكون فلسطين مركز الصراع مع كيان الاحتلال.

أولا: أبرز عدوان الاحتلال على المعتكفين في المسجد القبلي وداخل باحات الأقصى كون القدس قلب القضية الفلسطينية ومحط التفاف العرب والمسلمين حولها رغم محاولات بعض الأنظمة سلخ الجماهير عنها بالتطبيع مع الاحتلال والمظاهرات التي خرجت في أكثر من عاصمة تدلل على ذلك.

ثانيا: استراتيجية وحدة الساحات التي أعلنت عنها حركة الجهاد الاسلامي ليست شعارا بل نهج وضرورة في سياق تحقيق الانتصار النهائي على كيان الاحتلال فالفلسطينيون وحدهم لن يحققوا ذلك، ومن نافلة القول تفرقهم كذلك بل يساهم في تأخير الانتصار، وتبدت هذه الاستراتيجية بوضوح خلال الأيام الماضية في جنوب وشمال فلسطين والداخل المحتل والقدس والضفة المحتلين، وانطلاق الرشقات الصاروخية من لبنان كانت مؤشرا واضحا على ذلك.

ثالثا: استراتيجية وحدة الساحات لم تعد مواجهة ميدانية في الجبهات المختلفة بل استراتيجية سياسية خلقت تعاونا ووحدة بين جميع أطراف محور المقاومة وباتت نتائجها تظهر في تظهير القدس كعنوان لها عبر الحراك الشعبي الذي انطلق في العديد العواصم العربية والإسلامية.

رابعا: استبقت ايران هذه الاستراتيجية بإعلانها ليوم القدس العالمي بإعلانها بعد انتصار ثورتها عام 1979 يوما للقدس يتم الاحتفال به والتركيز عليه في الأسبوع الأخير من رمضان، وقد أعلن "محور القدس" عنوانا له العام الماضي و"الضفة درع القدس" هذا العام رمزا لهذه الاستراتيجية بما يعني ذلك من تكتل كل قوى المقاومة حول القدس في فعاليات تجري في العديد من العواصم .

 

خامسا: جاءت عمليتي الأغوار وتل أبيب يوم الجمعة 7 ابريل 2023 لتؤكد على استمرار نهج المقاومة وارتباطها بالقدس والاقصى والتأكيد على مفهوم مركزية محور القدس، وهو ما بدأ يدركه الاحتلال متأخرا بالاعتراف أن القدس والاقصى هما فتيل الاشتعال للموجة الحالية من العمليات والتي لن تتوقف حتى بعد انتهاء شهر رمضان وفق تقدير الأوساط الأمنية الاسرائيلية.

سادسا: استراتيجية وحدة الساحات ومحور القدس أكدت للشعب الفلسطيني ومقاومته انهما ليسا لوحدهما في جبهات المواجهة وكانت بمثابة دهما نفسيا وسياسيا وميدانيا مهما في ظل محاولات الفصل ما بين القضية الفلسطينية والجمهور العربي والإسلامي.

 

سابعا: خلقت استراتيجية وحدة الساحات ردعا امام الاحتلال تبدت في الفرق الواضح بين نبرة التهديدات الإسرائيلية بحرب قاسية ومحدودية ما اسمي بالرد الإسرائيلي بقصف اهداف في لبنان وغزة ومبادرة الاحتلال الى الإعلان من جانب واحد التوقف عن القصف ورد المقاومة بقصف من غزة واعلانها انها لن تصمت إزاء أي عدوان إسرائيلي والمس بالمسجد الأقصى  وكانت الحسابات الإسرائيلية دقيقة ومدروسة جيدا خلال اجتماع المجلس الأمني السياسي المصغر "الكابنييت" في هذا السياق.

 

واضح تماما ان قوى المقاومة متحدة بعثت برسائلها القوية لكيان الاحتلال والذي استوعبها بشكل او آخر وبات أي تفكير إسرائيلي باي عدوان يستند إلى نتائجه، وهو ما يؤكد مجددا ان كيان الاحتلال لم يعد مطلق اليد في تنفيذ أي مخطط لعدوان في أي جبهة من الجبهات.

"جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي "شمس نيوز".