مرضى وأصحاء، نساءٌ وأطفال، يحتشدون تحت أشعة الشمس الحارقة أمام مبنى الأمم المتحدة في قطاع غزة احتجاجًا على وقف برنامج الغذاء العالمي للقسائم الشرائية التي يستفيد منها آلاف الأسر المتعففة في القطاع منذ سنوات عدة.
"الطعام من حق أطفالي"، "الغذاء أساس الحياة"، "لا تتركونا نجوع"، "وقف المساعدة بمثابة تشجيع للفقر"، "لا لسياسة التجوع"، شعارات كثيرة رفعها الأطفال والنساء والشيوخ أمام الأمم المتحدة علها تجد آذانًا صاغية لإنقاذ حياتهم من الفقر المدقع.
وتستفيد الآلاف من الأسر المتعففة في قطاع غزة من برنامج الغذاء العالمي (WFP) شهريًا بقيمة مالية تتفاوت من أسرة إلى أخرى بمتوسط (150 إلى 300 شيكل)، بقرار مفاجئ اختفت تلك المبالغ ووصلت رسائل إلى المستفيدين بتوقف هذا المشروع.
أبو عصام متزوج ويُعيل (5 أطفال) يحاول قدر المستطاع أن يقف على قدميه تحت أشعة الشمس إذ أنه يعاني من إصابة في قدمه ولم يتمكن من الوقوف بشكل ثابت، يقول والدموع تقف على جفونه: "الأوضاع صعبة جدًا لا أستطيع تلبية احتياجات البيت وأطفالي الصغار، وكانت المساعدة المالية من برنامج الغذاء العالمي تساعدني في توفير أساسيات الحياة من طحين وسكر وسيرج وملح وغيرها".
فجأة أمسك أبو عصام يد مراسلنا لعدم قدرته الوقوف على قدميه وجلس على الأرض، ليضيف: "كنت اعتمد بشكل أساسي على مساعدة برنامج الغذاء العالمي لتوفير أساسيات الحياة، متسائل والآن بعد قطع مساعدات القسائم الشرائية، ماذا سأفعل في ظل الوضع الاقتصادي الصعب".
وبعد ساعات قليلة من وقفة المواطنين الاحتجاجية أصدرت مؤسسة WFP - برنامج الغذاء العالمي بيانًا يوضح من خلاله أسباب قطع المساعدات المالية والقسائم الشرائية للمواطنين في قطاع غزة.
وجاء في بيان برنامج الغذاء العالمي: "في ضوء النقص الحاد في التمويل الذي يواجه برنامج الأغذية العالمي في فلسطين, اضطررنا إلى اتخاذ خيارات مؤلمة للتعامل مع محدودية الموارد المتاحة حالياً وذلك لضمان استمرار المساعدات الغذائية الحيوية للأسر الأشد احتياجًا".
وأضاف: "استنفذ برنامج الأغذية العالمي جميع الخيارات قبل اتخاذ قرار تعليق مساعداته الغذائية لآلاف العائلات بدءاً من الشهر القادم حزيران 2023".
وأشار إلى أن برنامج الأغذية العالمي يدرك تأثير هذا القرار على الأسر التي تعتمد بصورة كبيرة على المساعدات الغذائية ويبذل البرنامج قصارى جهده مع المانحين والشركاء لتأمين التمويل الذي يمكننا من استئناف المساعدات الغذائية الحيوية لكل الأسر في أقرب وقت ممكن.