كتب: د. جميل عليان
رئيس دائرة الشهداء والجرحى والأسرى في حركة الجهاد الإسلامي
ارتكب العدو هذا الصباح جريمة بشعة بحق عائلات وأطفال على امتداد قطاع غزة ليؤكد دوماً أنه يعيش حالة خوف ورعب دائمين من المقاومة في فلسطين وفي كل مكان، ويمنحنا شارة نصر جديدة من خلال هروبه المتواصل للأمام وهو يرى نهاياته القريبة.
إن اغتيال القادة العظام أبو محمد جهاد الغنام، وأبو هادي خليل البهتيني، وأبو محمد طارق عز الدين نعتبرها محاولة بائسة وفاشلة لإطالة عمر اغتصابه لفلسطين سنوات قليلة.
إن اغتيال القادة الثلاثة وهم بين عوائلهم وأطفالهم، وقبلها اغتيال الشيخ خضر عدنان داخل زنزانته ولا يقوى على الحركة يؤكد أن المقاومة بخير، وأن قوة ردعها بخير، وأنها تواصل طريقها وصعودها نحو الانتصار وأنها أكثر من ندٍّ لهذا العدو المدجج بكل أدوات القتل وأدوات الشر العالمي، وأن مقاومتنا باتت تحاصر العقل والقرار الصهيوني في كل ثوانيه وفي كل مكان.
إن هذا العدو المجرم يدرك أن طوفان المقاومة قادم وأقرب مما يتصور وأن الاغتيالات والتسويات القذرة لن تمنحه على أرضنا حصانة مطلقاً.
فالمقاومة تتمدد جغرافيا في كل مكان داخل فلسطين وخارجها، وتبدع كل يوم من الأدوات والوسائل، وتستدعي كل يوم القوى الحية والأصيلة في أمتنا وشعبنا وتنتشر كحبات الزئبق المباركة في أرجاء فلسطين والمنطقة، ولن يستطيع العدو محاصرتها أو حتى الإمساك ببعض منها.
دفع شعبنا على معراج الانتصار ربع مليون شهيد، وأكثر من نصف مليون جريح إضافة إلى مليون أسير، وهذا ما يعطينا الضمانة على قدرة شعبنا اللا متناهية على التضحية والعطاء، وكذلك صوابية خيارنا وطريقنا، وقوة أدواتنا وأسلحتنا، ويمنحنا اليقين أن النصر قريب وأقرب مما يتصورون.
إنَّ شعباً فيه أبو محمد جهاد الذي دفع كلتا ساقيه ولم يتأوه أو ينحني وواصل بعنفوان أعظم، وفيه أبو هادي الذي فقد رفاق دربه وقادته فأبى إلا أن يواصل حمل الراية، وفيه الحبيب طارق عز الدين الذي لم تخدش إرادته وواجباته الوطنية سجون العدو ولا إبعاده عن بلدته الأصلية عرابة فكان دائم البحث عن الشهادة.
رحم الله شهداء هذا الصباح وكل شهداء فلسطين وأمتنا وحتماً سيزهر هذا الدم ثورة ورصاصاً في كل مكان يختبئ فيه صهيوني، وسيعلم نتنياهو وبن غفير وكل قادة العدو أنهم أخطاوا الطريق وأنهم موجودون في المكان والزمان الخطأ.