غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

درع واهم وسهم غادر

استهداف خانيونس.jpg
بقلم/ فراس ياغي

الحديث عن الضربة الغادرة التي نفذتها إسرائيل ضد ثلاثة من قيادات الجهاد الإسلامي والتي أدت إلى إستشهادهم واستشهاد عشرة مدنيين معهم منهم اربعة أطفال وأربعة نساء وإصابة اكثر من عشرين بإصابات متعددة، عدا عن تدمير الشقق والبيوت، تؤكد إلى أن هناك توجه لا لبس فيه بالنسبة لمؤسسة الأمن والجيش لإعادة مفهوم الردع الذي تآكل خلال الفترة الماضية والتي عزاها البعض لضعف الداخل الإسرائيلي الذي يعيش حالة إنقسام وفوضى بسبب من التظاهرات التي تعقد في المدن الإسرائيلية ضد ما يعرف بالإصلاحات القضائية والتي وصلت لأهم مؤسسة وهي الجيش، وهنا نشير للتالي:

أولا- أبلغت إسرائيل الولايات المتحدة بعمليتها الغادرة، وهذا يأتي في سياق إمكانية تطور الإشتباك ليشمل الإقليم ككل، خاصة بعد تهديد محور المقاومة وتفعيله عمليا في مختلف الجبهات الشمالية والجنوبية والضفة والقدس، وهذا على الرغم من إعتبار الساحة الفلسطينية والتي تشمل غزة ساحة داخلية لإسرائيل تقرر فيها ما تشاء.

ثانيا- عملية الغدر كانت وفق إحتياج المؤسسة الأمنية ومؤسسة الجيش تحت عنوان الردع حيث تم تسمية العملية "الدرع والسهم" وبما يعني ردع عبر الهجوم.

ثالثا- تلاقى الإحتياج الضروري للردع مع ازمة نتنياهو في الإئتلاف "ازمة بن غفير"، وانخفاض ثقة الجمهور الأمنية وغير الامنية في نتنياهو وإئتلافه بشكل غير مسبوق، وهنا جاءت العملية لصالحه مرحليا.

رابعا- نتنياهو ثعلب واشعر حتى مؤسسة الجيش والامن انه لا يريد التصعيد، لكنه في داخله كان يتحين فرصة طلب المؤسسة الامنية ومؤسسة الجيش منه للقيام بعملية لوقف التآكل الذي يعاني منه ردع الجيش، وحدث ما يريد.

خامسا- الحديث مع المعارضة ودعمها لموقف الحكومة يؤكد ان قرار العملية بالأساس هو للجيش والمؤسسة الأمنية التي تريد وتعمل على توحيد الشارع الإسرائيلي نتيجة للأزمة والإنقسام الداخلي الذي وصل لمؤسسة الجيش.

سادسا- القرار اتخذ رغم أنه موجود على الطاولة سيناريو جولة على عدة جبهات، وهذا يشير إلى أن الجيش ومؤسسة الامن لديها تقديرات مختلفة، الاول يتلخص بأن دخول عدة جبهات في المواجهة ضعيف جدا وهو اعلامي أكثر منه واقعي، خاصة مع واقع سوريا ولبنان الداخلي، والثاني حتى لو كان هناك حرب على عدة جبهات فلا بدة من إعادة ردع الجيش، لذلك جاءت العملية الغادرة لتجيب على:

١- ردع.

٢- انتقام.

٣- منع عمليات الضفة بإغتيال مسؤول الضفة في سرايا الجهاد.

٤- مناورة حربية لمعرفة جدية وحدة الجبهات والساحات.

٥- استدعاء جولة قتال مع الجهاد والإستفراد فيه.

٦- اغتيال قيادات من المقاومة وبالذات من حماس تعتبر الأقرب لمحور إيران.

سابعا- الامريكي مطلع وداعم واعطى ضوء اخضر وهو بذلك يعطي درع حامي لإسرائيل في حال تطورت المعركة لتشمل الإقليم، وكما يبدو زيارة مستشار الأمن القومي الأمريكي للسعودية وحديثه مع وزير الدفاع غالانت ورئيس الوزراء نتنياهو عبر الفيديو كونفرس ليست بعيدة عما حدث وسيحدث في المنطقة.

تقديري

سيكون هناك رد من المقاومة في حجمه ونوعيته يحاكي ما حدث، ويبدو أن هذا قرار محور وليس فقط غرفة عمليات مشتركة في غزة...متى سيكون ذلك؟ هذا ما ستحدده المقاومة رغم ان الإحتلال سيحاول كل إمكانياته لإستدراج الرد كما خطط، لذلك قد يشن هجمات اخرى لإستعجال رد المقاومة...الرد بطريقة الإستنزاف إن أمكن كبداية وبمشاركة عدة جبهات وليس فقط عبر غزة وفي نفس اللحظة وهذا ما سيعزز قوة الردع للمقاومة، ليكون درعهم واهم وليكسر سهمهم الغادر.

"جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي "شمس نيوز".