أكد الخبير العسكري والإستراتيجي د. محمود العجرمي أن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فشل فشلاً ذريعاً في تحقيق أيٍ من أهدافها في الجولة الأخيرة، وانَّ المقاومة تمكنت من افشال مخططاته.

واعتقد العجرمي، أن الاحتلال كان قد أعدَّ خطة ينفذها بعد عملية الاغتيال الجبانة التي جاءت فجر الثلاثاء الماضي، ولكن المقاومة وبالتنسيق ما بين أطراف غرفة العمليات المشتركة، تعاطت بما يمكن أن يسمى بـ "الصمت القتالي" الذي أوقف هذا الكيان على قدم واحدة وأفشلت مناحي الحياة لديه.

وقال العجرمي لـ"شمس نيوز": إن "المقاومة وفي مقدمتها سرايا القدس قامت بالتعامل مع ضربات الاحتلال، وكانت تتبع تكتيك حرب الاستنزاف المستدامة، وهذا نمط من القتال لا يحتمله جيش الاحتلال ولا الجبهة الداخلية الإسرائيلية".

وأضاف "وصل العدو لمأزق استراتيجي عندما ادعى أنه دمر مئات الأهداف للمقاومة، والحقيقة أن جميع المواقع التي تتبع للمقاومة كانت مخلاة قبل استهدافها، وقد كرر كثيرا قصف الموقع الواحد لعدة مرات، الأمر الذي فرض على الاحتلال احتواء حالات التذمر الواسعة وتقدير طول المعركة لمطالبته بوقف هذه المغامرة الحمقاء، وهذا جاء من كل الأطراف إن كان من المعارضة أو حتى من حلفائه في الائتلاف الحكومي الإسرائيلي".

وبيَّن أن تورط نتنياهو بقصف البيوت المدنية الآمنة بشكل كبير جعله يقع في فخ عدم رضا حلفائه التقليديين، إن كان من دول الاتحاد الأوروبي أو في الولايات المتحدة الامريكية، إذ نتذكر أنه في سبق وقف إطلاق النار كان هناك تصريحا قوياً من وزيرة الخارجية الامريكية بضرورة وقف إطلاق النار".

وأشار العجرمي إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية كانت تهدف لحماية الاحتلال وحكومته، من حماقة الغرق في الرمال المتحركة في غزة، إذ كان يهدف نتنياهو من خلال عدوانه ترميم صورة الردع لكيانه التي تآكلت، ليجد نفسه أضاف تآكلا جديدا لهذا الردع، بدليل أنه فشل في إنجاز أيٍ من أهدافه الاستراتيجية.

ورجح أن نتنياهو كان يبحث لنفسه هروبا من القضايا التي تلاحقه من فساد وغيره، وكان يريد أن يصلح علاقته مع وزير جيش الاحتلال يوآف غالانت، وأن يوقف هذا الشرخ الكبير مع المعارضة التي تخرج كل يوم سبت للاحتجاج ضد حكومته.

وتابع الخبير العسكري: "نتنياهو وقع في شر أعماله والمقاومة التي أرد أن يمزق صفوفها كانت موحدة ومتماسكة وتعمل في الميدان بشكل مشترك، على الرغم أن سرايا القدس كانت تحمل على عاتقها الجهد الرئيسي في هذه المعركة المجيدة".

وخاضت المقاومة الفلسطينية معركة "ثأر الأحرار" ردًا على اغتيال ثلة من قادتها العسكريين، ودكت المقاومة الفلسطينية مستوطنات ومدن الاحتلال بعشرات الدفعات الصاروخية والمدفعية، أدت لإحداث دمار جسيم والعديد من القتلى والإصابات في صفوف جيش الاحتلال والمستوطنين.

واستشهد 33 مواطنًا وأصيب 190 آخرين جراء قصف طائرات الاحتلال، لمنازل عدد من قادة المقاومة الفلسطينية، ومنازل المواطنين الآمنين، فيما زفت سرايا القدس ثلة من قادتها من قادتها ومجاهديها ارتقوا خلال المعركة.