رأى عضو المكتب السياسي، ومسؤول الساحة اللبنانية في "حركة الجهاد الإسلامي"، الشيخ علي أبو شاهين، أن "تكامل قوى المقاومة، وتنسيقها الدائم والمستمر، واستعدادها الميداني لإيلام العدو إذا لزم الأمر، أسقط رهانات العدو على الاستفراد بالساحات، واحدة تلو الأخرى"، لافتًا إلى أن "حركة الجهاد الإسلامي، رفعت شعار وحدة الساحات في معركتها، وقد خاضت معركة (ثأر الأحرار) لتثبيت هذا الشعار، على امتداد فلسطين، بل ولترسل للعدو رسالة واضحة بأننا ماضون بإذن الله نحو وحدة الجبهات".
كلام أبو شاهين جاء خلال مشاركته في الاحتفال المركزي الذي أقامه الحزب السوري القومي الاجتماعي، اليوم الأحد، في "قاعة رسالات" في العاصمة اللبنانية بيروت، وذلك لمناسبة عيد المقاومة والتحرير. وقد حضر الاحتفال ممثلون عن الفصائل الفلسطينية والقوى والاحزاب اللبنانية وشخصيات سياسية عربية وحشد من القوميين.
وأضاف أبو شاهين، "إننا نشهد اليوم تحولًا حقيقيًا في مسار المقاومة الصاعد نحو النصر الأكيد. فأمام صمود غزة في معركة (ثار الأحرار) و(المناورة العسكرية) لإخواننا في حزب الله على حدود أراضينا المحتلة في الجنوب اللبناني، أدرك العدو أنه يخسر شيئاً فشيئاً ميزان الردع الذي لطالما خاض الحروب لتثبيته".
وتابع: "لقد كان الخامس والعشرين من أيار من العام 2000، هو ميلاد عصر جديد عنوانه: (لقد ولى عصر الهزائم.. وأهل عصر الانتصارات). وإن المدقق في أحداث الصراع مع هذا الكيان، منذ تلك اللحظة التاريخية، يدرك أن قوى المقاومة في تصاعد وتطور وإنجاز دائم، وأن قدرات العدو في تراجع مستمر".
وأكد أبوشاهين أن مؤيدي "خيار التطبيع يعبَرون عن خيبة أملهم وما وجدوه من وعود كاذبة بعد كل ما قدموه من تنازلات مجانية في مقابل خيار المقاومة الذي حقق انتصارات واضحة وإنجازات ملموسة سواء في لبنان أو في فلسطين، ليصبح منطق المقاومة هو الخيار السائد ليس على مستوى عموم شعوبنا فحسب، بل على مستوى معظم نخبها أيضاً. ونموذج الضفة اليوم خير مثال".
وتساءل: "هل نتبنى استراتيجية القتال المستمر، والمشاغلة والاشتباك الدائم ورد الصاع صاعين، والرد على الاعتداءات، أم استراتيجية الانتظار وامتصاص الاعتداءات وغض الطرف عن مخططات العدو ومراكمة فائض قوة أو تحقيق توازن بانتظار معركة التحرير الحاسمة؟!!"
وشَدد على "ضرورة الاحتكام إلى منطق القرآن وسير التاريخ وتجارب الشعوب الشبيهة في التحرر من نير الاحتلال والاستعمار والاستكبار أكثر من إسقاط فلسفة نيتشه وتجارب صراعات الامبراطوريات والدول على واقعنا".
وقال: "إننا في حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، نؤمن بأن مشاغلة العدو، واستنزافه، ومنعه من الاستقرار فوق أرضنا، أو منحه الفرصة لالتقاط أنفاسه وتثبيت دعائم مشروعه، هي الاستراتيجية الأمضى والأنسب في التعامل مع الكيان الغاصب".
وأضاف أبو شاهين" وكما أعلنها أميننا العام، القائد المجاهد زياد النخالة، فإننا سنرد القصف بالقصف، والاغتيال بالقصف. وإن قصف تل أبيب لدينا مثل قصف سديروت، سواء بسواء. وإن أرضنا الفلسطينية واحدة لا تتجزأ. ولما ظن هذا العدو أنه يستطيع عزل غزة تحت مقايضة الأمن بالاقتصاد؛ جاءه رد الجهاد الإسلامي في وحدة الساحات، لترد عليه مقايضته. وإنا لمستمرون".
ولفت إلى أن "شعبنا الفلسطيني في القدس، وفي الضفة، وفي النقب والجليل، يقدم دماءه وارواحه دفاعاً عن أرضنا ووطننا. وإن أسرانا في سجون الاحتلال يقدمون أنفسهم يومياً فداء لشعبنا. وإن واجب الوفاء تجاه كل هذه التضحيات هو في استمرار المقاومة في كل الساحات".
في هذا السياق، استذكر أبو شاهين بشكل خاص الإخوة في حزب الله، وفي حركة أمل وكل القوى اللبنانية المقاومة، ولا يفوتنا بهذه المناسبة أن نتوجه بالتحية إلى الرفاق في الحزب السوري القومي الاجتماعي، وبعروسة الجنوب الشهيدة سناء محيدلي التي قدمت حياتها فداءً لأرضها ومقاومتها. إن شهادة كل الشهداء تعطينا القوة والعزيمة للمضي قدمًا في طريق المقاومة وتحقيق النصر الكبير".
وختم أبو شاهين كلامه، داعيًا الجميع إلى "العمل بروح المقاومة والتحرير، لندحر الاحتلال ونستعيد حقوقنا المسلوبة. فالعدو قد شعر بقوتنا وصمودنا، ونراه يجمع كيده ويسعى. فلنواصل النضال والمقاومة بكل الوسائل، ولنستثمر في الوحدة الميدانية والروح المعنوية والحرب الإعلامية لتحقيق النصر المستحق. وكونوا على ثقة أكيدة بأننا ماضون لننتصر بإذن الله تعالى".