يصادف اليوم السبت 10 حزيران 2023 الذكرى الثانية؛ لاستشهاد القائد جميل العموري مؤسس كتيبة جنين شمال الضفة الغربية المحتلة والذي يلقبه الشباب المقاوم بالضفة بـ "مجدد الاشتباك" المسلح ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وكان مخيم جنين الذي بات عاصمةً للمقاومين، على موعد مع فارسه الهمام جميل محمود العموري في 26-11-1997م، لعائلة مجاهدة من شعبنا المعطاء، فعمه الأسير البطل شادي المحكوم بالسجن المؤبد في سجون الاحتلال والذي كان نموذجاً للاقتداء أمام ابن شقيقه الذي تأثر به واختار طريقه بكل إيمان ويقين.
تلقى تعليمه في مدارس المخيم حتى أنهى الثانوية العامة، ليعمل حارس أمن في مقر البلدية، ثم عمل سائقاً على مركبة خاصة، لإعالة أسرته التي كان مصدرها الوحيد بسبب مرض والده، ثم باع السيارة ليشتري سلاحاً، فكان مجاهداً على طريقين يصلان به إلى الجنة.
شهدت طفولته الأولى ملحمة جنين الخالدة التي قادتها سرايا القدس إلى جانب قوى المقاومة للدفاع عن مخيم جنين، وتعرف إلى سير الشهداء القادة الذين زينت صورهم جداران المخيم، وأبنائهم الذين عرفهم وصادقهم، فكان ذلك دافعاً لاتخاذ قراره بالانتماء إلى حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين.
نفذ أول نشاطاته العسكرية في يناير 2020م، إذ أطلق النار تجاه جنود الاحتلال بينما كانوا يهدمون للمرة الثانية منزل الأسير أحمد القنبع في مدينة جنين، ثم استمر بتنفيذ العديد من عمليات إطلاق النار على الحواجز وخلال التصدي لاقتحام مخيم جنين.
بعد خوضه أول عملياته العسكرية التي وضعته على قائمة المطلوبين لقوات الاحتلال، بات من الضروري بمشاورة أقرانه وإخوانه لتشكيل خلايا عسكرية ضمن حالة جماعية تأخذ على عاتقها تجديد الاشتباك المسلح مع العدو، والتصدي لاقتحامه وعدوانه على أهلنا وشعبنا، وهي التي ستكون فيما بعد النواة الصلبة لـ"كتيبة جنين".
خلال معركة "سيف القدس"، ألقى الفارس البطل كلمة مصورة محاولاً تصويب السلاح، وقال: "شبابنا الذين تحملون السلاح في الضفة، لا تطلقوا رصاصكم في الهواء، إن هذا السلاح أمانة في أعناقكم، وواجب ديني وشرعي أن يتوجه إلى الاحتلال".
أصبح من أبرز المطلوبين لقوات الاحتلال بسبب تنفيذه عدة عمليات إطلاق نار استهدفت حاجزي الجلمة ودوتان في محيط جنين، والتصدي لاقتحام قوات الاحتلال لقرى وبلدات جنين.
شهيداً على طريق القدس:
بعد عدة محاولات اغتيال واعتقال، استطاعت وحدة صهيونية خاصة، نصب كمين لمركبة كان يستقلها الشهيد جميل العموري ورفيقه الأسير المجاهد وسام أبو زيد، ولاحقته من معبر الجلمة وحتى شارع الناصرة حيث خاض اشتباك مسلح معها، وتدخلت خلاله عناصر من الاستخبارات العسكرية التابعة للسلطة، لكونه اندلع قرب مقرهم.
مرّت تلك الدقائق الثقيلة، حتى باغتت رصاصات غادرة إسرائيلية جسد الشهيد "جميل"، واستقرت في أجزاء متعددة من جسده، صعدت على أثرها روحه إلى بارئها، وأصابت رفيقه "أبو زيد"، كما استشهد اثنين من عناصر الاستخبارات التابعة للسلطة، وهما: أدهم ياسر عليوي (23 عاماً) من نابلس، وتيسير محمود عيسة (33 عاماً)، ولقبه شباب المخيم بعد استشهاده بـ"مجدد الاشتباك"، لدوره في تحفيزهم على تنفيذ عمليات إطلاق النار، وما يزال جثمانه محتجزاً لدى قوات الاحتلال.
وفي بيان صادر عنها نعت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين الشهيد المجاهد، جميل العموري أحد كوادر حركة الجهاد الاسلامي وسرايا القدس الذي استشهد بعد مسيرة جهاد وثبات بقي خلالها مطلوباً لقوات العدو على خلفية تنفيذ العديد من الأعمال الفدائية شمال الضفة.