شمس نيوز / عبدالله عبيد
لم تفلح المفاوضات غير المباشرة بين حماس وإسرائيل برعاية مصرية، عقب انتهاء العدوان الأخير على قطاع غزة، في تحقيق أي من الشروط التي وضعتها فصائل المقاومة، خصوصاً في قضية رفع الحصار وإعادة الإعمار، ناهيك أيضاً من عدم تحديد سقف زمني للتهدئة.
لهذا الأمر أدركت حماس الأوضاع الكارثية التي تحياها غزة والتي تتطلب المضي قدماً في جانب آخر، فهي -وفق مراقبين- تريد تهدئة تحقق من خلالها بعض مطالبها خلال الحرب الأخيرة، لا سيما تدشين ميناء لغزة، بعد حالة الإحباط التي شعر بها الفلسطينيون عقب انتهاء الحرب، دون أن يحققوا أياً من مطالبهم التي أعلنوها.
وكان قطاع غزة تعرض في السابع من يوليو/تموز الماضي لعملية عسكرية إسرائيلية كبيرة استمرت واحدا وخمسين يوماً، وذلك بشن آلاف الغارات الجوية والبرية والبحرية عليه، استشهد خلالها ما يزيد عن ألفي مواطن معظمهم من الأطفال والنساء، ودمرت في حينها تسعين ألف منزل، ولم تسلم دور العبادة من الاستهداف، وأتت على البنية التحتية لقطاع غزة.
وسائل إعلامية محلية نقلت عبر مصادرها عن ملامح اتفاق يتبلور بين إسرائيل وحماس سيعلن عنه قريبا وسيشكل مفاجأة لأطراف عديدة محلية وإقليمية، الأمر الذي نفته حركة حماس بشدة.
حيث خرج سامي أبو زهري، الناطق الرسمي باسم حماس، وقال: إن مزاعم بعض وسائل الإعلام عن اتفاق بين حماس والاحتلال حول تهدئة لعدة سنوات هو ادعاء لا أساس له من الصحة".
في حين ذكرت هذه المصادر أن الاتفاق المذكور سيشتمل على تهدئة لعدة سنوات في مقابل رفع تدريجي للحصار وإنشاء رصيف عائم مقابل غزة يعمل كميناء مؤقت فيما لم يتم تداول قضية المطار خلال المحادثات الجارية التي يشارك فيها طرف إقليمي مؤثر برعاية دولة أوروبية.
وأوضحت ذات المصادر، أن المستوى الأمني والعسكري في إسرائيل أوصى باتباع سياسة "الجزرة" مع غزة في الوقت الحالي.
لا يوجد بدائل
حماس ألمحت عبر عضو المكتب السياسي لها، زياد الظاظا بأنها تتجه للإعلان، قريباً، عن بدائل لحل الأزمات في قطاع غزة، في حال لم تقم حكومة التوافق الفلسطينية بتحمّل مسؤولياتها تجاه القطاع.
هذا الأمر استبعده المحلل السياسي محمد أبو مهادي، معربا عن اعتقاده أن حماس لا تملك أي بدائل لرفع الحصار وتخفيف أعباء قطاع غزة.
وقال أبو مهادي لـ"شمس نيوز": حماس تطلق مثل هذه التصريحات نتاج الأزمة المالية والسياسية التي وضعت نفسها فيها، وورطت الشعب الفلسطيني في قطاع غزة فيها".
واستبعد أبو مهادي وجود أي اتفاق بين حماس وإسرائيل، مبيّناً أنه قد تكون هناك اتصالات لها طابع أمني لفرض مزيد من الهدوء بغزة.
وأوضح أن إسرائيل غير جاهزة لعقد اتفاقيات أي كان نوعها مع أي طرف فلسطيني، فهي تحاول فرض إملاءات ومعادلات جديدة على أرض الواقع، حسب تعبيره.
وسبق أن أعلنت حماس عن تلقيها أفكارا دولية لإعلان تهدئة مع الكيان الإسرائيلي في قطاع غزة لكنها شددت على وجوب أن تتضمن مثل هذه الأفكار ضمانات جدية بشأن رفع الحصار عن القطاع وأن يتم ذلك في إطار التوافق الوطني.
متغيرات على الأرض
أما المحلل السياسي، طلال عوكل فيرى أنه في حال تم الاتفاق بين حماس وإسرائيل بشأن قضايا غزة، فإن هناك متغيرات كثيرة ستحدث على الأرض، لافتاً إلى أن حياة أهالي غزة ستكون أفضل، وسيحصلون على تخفيف للحصار وفتح منافذ للحركة والتنقل.
لكنه أعرب عن قلقه في حال تم هذا الأمر، من الانعكاسات التي ستكون على مستوى المشروع الوطني ومستوى المصالحة والحقوق الوطنية.
وأضاف عوكل لـ"شمس نيوز": وهذا عملياً يعتبر قرارا تستفرد به حركة حماس بمعزل عن الآخرين، وقد ينتج عنه تعميق الانقسام وقطع الطريق على المصالحة.
وكان موقع "جوكوبوست"، قال خلال تقرير له إن تحليل الساحة الدولية يشير إلى أن الخطوة المنطقية الآن من قبل إسرائيل وحماس هي التوقيع على اتفاق طويل المدى في غزة واعتراف إسرائيلي بقطاع غزة كدولة فلسطينية وبحماس كحكم.