يمكن أن يجد نتنياهو نفسه مضطراً إلى إصدار الأوامر لـ"جيشه" بشن عملية عسكرية كبيرة وواسعة في مدن الضفة الغربية، على الرغم من أن هذا "الجيش" يعاني مشكلات عديدة وإخفاقات كثيرة.
"إسرائيل" وخيار الذهاب نحو "السور الواقي 2"
يرى بعض المتابعين والمراقبين لارتفاع وتيرة العمليات الإسرائيلية في عموم مدن الضفة الغربية المحتلة أن السبب الأساسي هو فرض واقع أمني جديد يحدّ من حركة المقاتلين الفلسطينيين ويمنعهم من الخروج من مناطقهم وحواضنهم الشعبية لتنفيذ عمليات هجومية داخل المستوطنات المنتشرة على جغرافيا واسعة من أراضي الضفة أو الطرق الالتفافية الموصلة إليها.
ويرى البعض الآخر أن الهدف الإسرائيلي أكبر من ذلك بكثير، إذ إن تحقيق الهدف المشار إليه سابقاً لا يحتاج إلى كل هذه العمليات شبه اليومية، ولا يتطلّب عمليات اقتحام واسعة لأكثر من مدينة في ليلة واحدة وتنفيذ عمليات اعتقال ممنهجة بالشكل الذي نراه، وكان بإمكان "إسرائيل" فرض إغلاق محكم على بعض المدن التي تُصنّف بأنها ساخنة والتضييق عليها اقتصادياً، كما حدث سابقاً في نابلس وجنين، لتنفيذ ذلك الهدف.
الهدف الإسرائيلي الحقيقي، من وجهة نظر هذا الطرف، هو الرغبة في الذهاب باتجاه حسم عسكري للمعضلة التي تواجه الكيان العبري في مدن الضفة، لا سيما الشمالية منها، التي فشلت كل الحلول الجزئية في وضع حد لمفاعيلها الميدانية منذ بداية العام الماضي، الذي شهد خلال الفترة الممتدة بين آذار/مارس وحتى أيار/مايو سلسلة من العمليات الفدائية النوعية في قلب المستوطنات الصهيونية، أوقعت في حينها أكثر من 30 قتيلاً من الجنود والمستوطنين الصهاينة.
ورغم إعلان "الجيش" الإسرائيلي منذ ذلك الوقت ما يسمى عملية "كاسر الأمواج"، وما رافقها من عمليات اغتيال واعتقال بحق المقاومين الفلسطينيين، كان لجنين ونابلس حصة الأسد منها، فإن مسلسل العمليات الذي خفت وتيرته حيناً، وارتفعت حيناً آخر، لم يتوقف. وقد أدى منذ بداية العام الحالي إلى مقتل ما لا يقل عن 18 إسرائيلياً وإصابة آخرين.
نظرة إلى الخلف
في 29 آذار/مارس 2002، أعطى أرئيل شارون، رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق، إشارة البدء لانطلاق ما عُرف حينها بعملية "السور الواقي"، التي اجتاحت القوات الإسرائيلية بموجبها كل مدن الضفة الغربية، بمشاركة أكثر من 30 ألف جندي صهيوني من قوات المشاة وفرق المظليين ووحدات النخبة المختلفة، إضافة إلى أكثر من 200 دبابة وعربة مدرعة وطائرات مروحية هجومية وغير ذلك من الأسلحة والمعدات في تلك العملية التي كان لجنين ورام الله ونابلس حصة الأسد فيها.
وقد دمّر "جيش" الاحتلال كل شيء، وقتل واعتقل المئات من الفلسطينيين، ووصل به الأمر إلى محاصرة الزعيم ياسر عرفات في مقر المقاطعة في رام الله. وقد أبقاه محاصراً فيها حتى أواخر أيام حياته التي تعرّض فيها للتسمم، ما أدى إلى استشهاده بعد ذلك بعامين ونصف عام تقريباً.
كان السبب الرئيسي والمُعلن لتلك العملية هو وقف سلسلة العمليات الاستشهادية التي ضربت قلب المستوطنات الإسرائيلية بشدة، وسقط خلالها مئات القتلى الصهاينة، وأُصيب آلاف آخرون، في حصيلة هي الأعلى خلال المواجهات العسكرية التي خاضها الكيان الصهيوني منذ احتلاله فلسطين التاريخية، إضافة إلى التخلّص من الشهيد ياسر عرفات الذي اعتقدت "إسرائيل" في ذلك الوقت أنه أصبح عدواً لها، وأنه انقلب على الاتفاقيات السابقة التي وقّعها معها. وقد كانت بصماته واضحة، كما كانت تقول المصادر الإسرائيلية، في دعم انتفاضة الأقصى وإمداد بعض فصائل المقاومة بالمال والسلاح لمواجهة "إسرائيل".
بعد انتهاء الحملة العسكرية في 10 أيار/مايو من العام نفسه، اعتقد العدو الإسرائيلي أنه حقّق جملة من الأهداف، كان من أهمها استباحة مدن الضفة، وإعادة احتلال معظمها، وتدمير البنية التحتية لتلك المدن بشكل شبه كامل، وتقليص العمليات الفدائية إلى حدّها الأدنى، ولو بشكل مؤقت، وترسيخ نمط جديد في التعامل مع الفلسطينيين، سمته الأساسية العنف المبالغ فيه ضد مواطنين مدنيين عزّل في غالبيتهم، من دون أن يستحق ذلك الإدانات المطلوبة، حتى من معظم الدول العربية، وصولاً إلى بناء جدار الفصل العنصري الذي ترك آثاراً كارثية في العديد من المدن الفلسطينية على المستويات كافة.
الأوضاع على الأرض لم تكن كذلك، وذهبت الأهداف الإسرائيلية التي ادّعى أنه حقّقها أدراج الرياح بعد أول عملية استشهادية استهدفت الحافلة رقم 32 في مدينة القدس المحتلة بعد توقف العدوان بأربعين يوماً تقريباً.
دوافع جديدة
هناك الكثير من أوجه الشبه بين المرحلة الحالية وتلك التي سبقت عملية "السور الواقي (1)" في الثلث الأول من العام 2002، من ناحية الحاجة الإسرائيلية إلى عملية عسكرية كبيرة تحسم من خلالها الكثير من الأمور العالقة، وتحقق فيها جملة من الأهداف التي ستساهم في تغيير المعادلة التي أوجدتها قوى المقاومة الفلسطينية في مدن الضفة المحتلة، والتي باتت تؤرق المؤسسة الأمنية والعسكرية، وتجعلها عرضة للانتقاد المستمر، ولا سيما بعد العمليات النوعية التي يتم تنفيذها بين الفينة والأخرى.
رغم كل ذلك، فإنَّ هناك معطى جديداً قد يسرّع في اتخاذ قرار الذهاب باتجاه المواجهة، وخصوصاً من قِبل رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو، الذي يواجه مشكلات عديدة وصعوبات جمّة، رغم كل ما قام به من تمرير لبعض القرارات في "الكنيست" حيناً، ومن هجوم دامٍ على غزة في أيار/مايو الماضي حيناً آخر، إلا أنه لم ينجح، بحسب كل المؤشرات، في دفع خصومه السياسيين إلى خفض مستوى مطالبهم والخروج من الشارع الذي يشهد تظاهرات واحتجاجات حاشدة.
وبناء عليه، يمكن أن يجد نتنياهو نفسه مضطراً إلى إصدار الأوامر لـ"جيشه" بشن عملية عسكرية كبيرة وواسعة في مدن الضفة، على الرغم من أن هذا "الجيش"، كما يقول الكثير من المحللين والمتابعين، يعاني مشكلات عديدة وإخفاقات كثيرة، كان آخرها الفشل العملياتي والاستخباري الذي كشفت عنه عملية البطل المصري الشهيد محمد صلاح قرب معبر العوجة على الحدود الفلسطينية المصرية.
ولدى هذا "الجيش" أيضاً الكثير من السلبيات، ولا سيما على مستوى انخفاض الروح المعنوية للجنود وعدم رغبتهم في خوض مواجهات مباشرة على الأرض، إضافةً إلى ضعف أداء منظومات الدفاع الجوي لـ"جيش" العدو، التي عانت كثيراً أمام صواريخ المقاومة خلال المواجهات السابقة، وهذا ما دفع الكثير من المسؤولين السابقين والحاليين في المنظومة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية إلى وصف ما يجري داخل "مؤسسة الجيش" بأنه أمر خطر ومثير للقلق، ويحتاج إلى عمل كبير لتدارك الأخطاء التي وصفها بعضهم بأنها كارثية.
رغم كلّ ذلك، فإن دوافع "بيبي" التي أشرنا إليها آنفاً، والتي تحكمها بدرجة أولى رغبته المطلقة في البقاء على رأس الحكومة الصهيونية، تحسباً لما ينتظره من مصير أسود في حال خروجه منها أو انهيارها، ربما تجعل المشكلات والإخفاقات التي يعانيها "جيشه" مجرد أمور ثانوية لا يُلتفت إليها، ولا تُؤخذ بعين الاعتبار، ولن تشكّل عوامل حسم في اتخاذ قرار الحرب.
سيناريوهات متوقّعة
مما لا شكَّ فيه أنَّ "الجيش" الإسرائيلي يملك أفضلية كبيرة على مستوى القدرات العسكرية، من خلال ما يملكه من أسلحة حديثة وإمكانيات تكنولوجية واستخبارية عالية، إضافةً إلى قوات جوية تمنحه سيطرة شبه كاملة على مسرح العمليات، في مقابل إمكانيات متواضعة لدى المقاتلين الفلسطينيين لا تتجاوز في أحسن الأحوال البندقيات والعبوات البدائية التي لن تكون ذات فائدة كبيرة في معركة واسعة وقاسية.
رغم كل ذلك، فإنّ ذهاب العدو إلى معركة مفتوحة يقتحم من خلالها مدناً كبيرة، يسكنها مئات الآلاف من المواطنين، وفيها من التحدّيات التي يمكن أن تواجه جنوده الشيء الكثير، ونظراً إلى عمليات هجومية سابقة قام بها خلال الأشهر الثمانية عشرة الماضية، ولم تحقق النتائج المرجوّة منها، فإن تلك العملية المتوقّعة لن تكون سهلة على الإطلاق، وستتطلّب من قوات العدو الكثير من العمل التكتيكي المتواصل واستخدام كل الإمكانيات المتاحة للحصول على أفضل نتيجة ممكنة.
وفي اعتقادي، إن دوائر اتخاذ القرار في الكيان الصهيوني في حيرة من أمرها بشأن اختيار السيناريو المناسب لعملية من هذا الحجم في حال تم إقرارها، وهي، كما يبدو، ما زالت بحاجة إلى مزيد من عمليات جس النبض، مثل التي تقوم بها في الأسابيع الأخيرة، للوقوف على الطريقة المثالية التي ستتحرك من خلالها قواتها العسكرية، ولا سّيما أنها تعرف تمام المعرفة أنها ستواجه شباناً في مقتبل العمر يملكون عقيدة قتالية صلبة ودوافع للمواجهة لا يَفتّ في عضدها حديد الدبابات أو هدير الطائرات، إضافةً إلى حاضنة شعبية واسعة تحتضن المقاتلين وتهيئ لهم ما أمكن من إمكانيات مادية ومعنوية لخوض المعركة وتحقيق الانتصار.
وبالتالي، يمكن أن نتوقع لجوء "جيش" الاحتلال إلى أحد السيناريوهين التاليين:
- الأوّل يشبه إلى حد بعيد ما حدث عام 2002، بحيث تقوم قوات المشاة الإسرائيلية باقتحام كل المدن الفلسطينية دفعة واحدة وتهاجمها من كل الاتجاهات، مستخدمةً في ذلك الدبابات والعربات المصفحة والمدفعية قصيرة المدى، إضافةً إلى تغطية جوّية واسعة مع مشاركة ملحوظة لكل أذرع "الجيش" الأخرى، من استخبارات وسايبر ودعاية...
وبسبب كبر المساحة الجغرافية للضفة الغربية، التي تتجاوز 5860 كلم2، وكثير من التعقيدات الأخرى التي تفرضها عوامل الطبوغرافيا والوجود السكاني والوديان والهضاب وغيرها، فإن الذهاب باتجاه هذا السيناريو سيحتاج إلى عدد كبير جداً من الجنود، ربما يتجاوز 100 ألف جندي، وهو ما يمثّل نحو 60% من عدد جنود "الجيش" الإسرائيلي، إضافةً إلى مشاركة معظم الوحدات الأخرى.
هذا الأمر ربما يبدو صعباً للغاية، في ظل تخوّف "إسرائيل" من حالة من الفراغ قد تصيب ساحتها الخلفية أو تجعل جبهتها الداخلية مكشوفة أمام تهديدات كثيرة تحيط بها من كل اتجاه.
- هذا التخوّف يمكن أن يدفع العدو إلى العمل وفق سيناريو آخر يختلف عن ذلك الذي استخدمه قبل 21 عاماً، بحيث يلجأ إلى مهاجمة كل مدينة على حدة لتجنّب استخدام عدد كبير من الجنود دفعة واحدة، وكذلك لمحاولة حسم العمليات التي سينفذها في أسرع وقت ممكن، نتيجة تركيز كل جهوده على منطقة معينة دون غيرها، مع وجود فرضية أخرى يمكن الاعتماد عليها في هذا الإطار، وهي اقتصار الهجوم الإسرائيلي على المدن الأكثر إزعاجاً له ولمستوطنيه.
ولا شكّ في أن هذه المدن ستكون مدن شمال الضفة الغربية، المتمثلة بجنين ونابلس وطولكرم، التي كانت خلال الأشهر الماضية مسرحاً لمعظم العمليات الفدائية التي نفذتها المقاومة، والتي خرج منها الكثير من المقاومين الذين فاجأوا العدو داخل المستوطنات الصهيونية التي كان يعتقد في وقت ما أنها آمنة.
هذا السيناريو الذي أشرنا إليه آنفاً يشبه كثيراً ما كان يحدث منذ الإعلان عن عملية "كاسر الأمواج" في العام الماضي وحتى نيسان/أبريل من هذا العام تقريباً، بحيث تقوم القوات الإسرائيلية بمهاجمة مدن بعينها، وتنفذ فيها عمليات اعتقال واغتيال ممنهجة، محاولةً كسر النواة الصلبة للمقاتلين والتخلص من أكبر عدد ممكن من قادتهم، لعلّ عقدهم ينفرط وإرادتهم تنكسر.
تداعيات محتملة
بصرف النظر عن السيناريو الذي سيلجأ إليه العدو، في حال قيامه بعملية عسكرية واسعة في مدن الضفة المحتلة، وبعيداً من النتائج الميدانية التي يمكن أن يحققها، فإن التداعيات التي ستحيط بهذا الأمر ستكون كبيرة للغاية، وستلقي بظلالها على عموم المشهد في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وربما على مستوى الإقليم أيضاً.
أولى هذه التداعيات هي اندلاع ثورة شعبية عارمة في كل الأراضي الفلسطينية من شمالها حتى جنوبها، تشمل عموم الضفة والقدس وقطاع غزة والداخل المحتل، بحيث تشتعل كل ساحات الوطن في وجه قوات الاحتلال، مع إمكانية تحوّلها خلال وقت قصير إلى ثورة مسلحة تشمل كل الساحات، بحيث يجد جنود العدو ومستوطنوه أنفسهم في وسط بحر عاصف من العمليات التي ستضرب في كل الأماكن، وربما تصل إلى العمق الصهيوني، الذي سيكون مكشوفاً بدرجة كبيرة بسبب النقص الحاد في الأفراد الذي يمكن أن يصيب قوات الأمن الإسرائيلية.
ثاني هذه التداعيات هو دخول قطاع غزة، بما يملك من إمكانيات عسكرية كبيرة ظهر جزء منها خلال المعارك الأخيرة، على خط المواجهة، ولا سيما أنَّ المقاومة في غزة لديها موقف مُعلن بأنها لن تتخلى عن واجبها في الدفاع عن أبناء شعبها في الساحات الأخرى، وخصوصاً في الضفة والقدس.
حينها، سنصبح أمام معركة طاحنة تدفع فيها الجبهة الداخلية الإسرائيلية ثمناً باهظاً، إذ إنها ستواجه هجمات واسعة، وبأدوات مختلفة، ما يجعل من الصعوبة بمكان استمرار عمليتها المفترضة في مدن الضفة المحتلة.
ثالث التداعيات المحتملة هو توسّع المعركة لتشمل أطرافاً أخرى في الإقليم، خصوصاً أن المرحلة الأخيرة من المواجهات العسكرية مع العدو، وتحديداً منذ معركة "سيف القدس" أيار/مايو2021، شهدت الكثير من التنسيق المعلوماتي والاستخباري بين أطراف محور المقاومة.
وقد باتت المعارك العسكرية تُخاض بالتنسيق بين أطراف هذا المحور، من خلال غرفة عمليات محور المقاومة. وبالتالي يمكن أن نتوقع تدخّل جبهات أخرى في المعركة، في حال وصلت الأمور إلى حد معين، وهذا ما تمت الإشارة إليه بعد انتهاء معركة "ثأر الأحرار" في أيار/مايو الماضي.
إضافة إلى كل ما سبق، يمكن أن نشهد تحركات جماهيرية حاشدة في الدول العربية والإسلامية. وربما تصل هذه التحركات إلى دول أخرى في أرجاء العالم المختلفة، وهو ما سيسبب ضغطاً إضافياً على "دولة" الاحتلال، التي ستجد نفسها في حالة من العزلة غير المسبوقة، رغم ما تحظى به من دعم أميركي وغربي سافر.
الخاتمة
يذكرون في الكتب والمراجع قصصاً كثيرة عن أبطال صنعوا التاريخ، وكتبوا بثباتهم وصمودهم وعنفوانهم صفحات مجد ما زالت تتغنى بها شعوبهم حتى الآن. كثير من هؤلاء الأبطال لم يكونوا يملكون الإمكانيات، ولم تتوفر لهم كثير الخبرات، وواجهوا أعداء أكثر قوة وأشد بأساً، إلا أنهم حققوا الصعب، واجترحوا المستحيل، وضربوا أعظم الأمثلة في التضحية والفداء.
شعبنا الفلسطيني اليوم، ومن خلفه أمته العربية والإسلامية، يملكون الآلاف من هذه النماذج المضيئة والقامات العظيمة والهامات العالية، وهي من دون أدنى شك قادرة على كتابة التاريخ من جديد؛ تاريخ هذا الشعب وهذه الأمة المرصّع بالمجد والإباء والمكلل بالغار والحنّاء.