إنهم الشهداء، فوارس فلسطين، يولدون في أجمل الأزمنة والأمكنة، يعطرون البلاد بدمائهم الطاهرة، ويسيرون في صفوف الجهاد، قافلة من العاشقين لا تنتهي، ويرتقون شهداء على طريق القدس.
كانت بلدة طمون بمحافظة جنين على موعد مع فارسها يوسف أحمد بشارات بتاريخ 9 يوليو عام 1980م، لعائلة كريمة من عوائل الشهداء حيث قدمت شقيقه الأكبر القائد في سرايا القدس محمد بشارات الذي ارتقى في 1-7-2001م إثر عملية اغتيال نفذتها طائرات الاحتلال في جنين.
تلقى فارسنا تعليمه حتى المرحلة الثانوية في مدارس بلدة طمون، وتميز بالتفوق في دراسته وعقب إنهائه للثانوية العامة التحق لدراسة الحاسوب في جامعة الخليل، لكنَّ ظروف المطاردة للاحتلال حالت دون إكماله لدراسة تخصصه الجامعي.
التحق بحركة الجهاد الإسلامي وجناحها العسكري سرايا القدس في الخليل، وشارك مع رفاق دربه الشهداء ذياب الشويكي ومحمد سدر في التخطيط للعديد من العمليات الاستشهادية، وخاض عدة عمليات قنص للمستوطنين خاصة في مستوطنة كريات أربع، وزرع العبوات الناسفة والكمائن في طريق الجنود، وكان يقوم بمساعدة المطاردين وتمهيد الطريق لهم وحمايتهم.
أصبح الشهيد أحد المطلوبين على قائمة العدو للاغتيال، ووزع العدو اسمه على جميع حواجز الضفة لشدة نشاطه حتى أنه سمي في الضفة "قناص المستوطنين"، وتعرض لأكثر من محاولة اغتيال لكنه ينجو منها بمعية الله.
أمضى الشهيد يوسف بشارات سنتين مطارداً في جبال الخليل لم يتمكن خلالها من رؤية ذويه بسبب الحصار الخانق والاجتياحات المستمرة التي تتعرض لها مدينة الخليل على الدوام.
شهيداً على طريق القدس:
بتاريخ 18 يونيو عام 2002م، كان فارسنا يوسف على موعد مع الشهادة، بعدما أوقفه حاجز للاحتلال على مدخل بلدة بيت عينون حيث كان يستقل سيارته، فقام جنود الاحتلال بإطلاق النار صوبه بشكل مباشر بأكثر من 14 رصاصة جسده الطاهر ليرتقي شهيدًا مقبلاً غير مدبر.