إنهم الشهداء، فوارس فلسطين، يولدون في أجمل الأزمنة والأمكنة، يعطرون البلاد بدمائهم الطاهرة، ويسيرون في صفوف الجهاد، قافلة من العاشقين لا تنتهي، ويرتقون شهداء على طريق القدس.
كان مخيم جنين بتاريخ 27 مارس عام 2005م، على موعد مع فارسه محمد ماهر مرعي لعائلة مجاهدة من عوائل فلسطين التي ربته على حب الجهاد والمقاومة، وقد تلقى تعليمه في مدارس المخيم.
انتمى فارسنا لحركة الجهاد الإسلامي، وشارك في المواجهات مع قوات الاحتلال التي كانت تقتحم جنين ومخيمها، وقد تأثر بابن خالته الشهيد المجاهد براء لحلوح أحد أبرز مجاهدي كتيبة جنين - سرايا القدس، الذي ارتقى قبل استشهاده بفترة لا تتجاوز الشهر.
مع انطلاقة كتيبة جنين - سرايا القدس في أواخر العام 2021م انضم فارسنا إليها وأصبح من خيرة مجاهديها، وأبلى بلاءً حسنًا برفقة إخوانه في ساحات المواجهة، فشارك في العديد من المهمات الجهادية التي من أبرزها عمليات إطلاق النار صوب قوات الاحتلال المقتحمة للمخيم، واستهداف الحواجز الاحتلالية.
شهيدًا على طريق القدس
بتاريخ 29 يونيو/ حزيران للعام 2022م، كان فارسنا على موعد مع الارتقاء والاصطفاء، حيث اقتحمت قوات الاحتلال مخيم جنين فما كان منه إلا أن امتشق سلاحه وخرج برفقة إخوانه للتصدي لاقتحام العدو، إلى أن أصابته إحدى رصاصات القنص الصهيونية ليصاب بجروح حرجة، حيث نقل إلى المستشفى في حالة صحية صعبة وبعد ساعات أعلن عن ارتقائه شهيدًا مقبلًا غير مدبر ليلتحق بابن خالته الذي لازمه براء لحلوح وبقية الشهداء.