قال سفير الولايات المتحدة في "إسرائيل"، توم نايدس، الإثنين، إن خطة إضعاف القضاء التي تدفع بها حكومة الاحتلال، تثير تساؤلات بشأن مدى ديمقراطية الاحتلال، وحول قوة علاقاتها مع الولايات المتحدة.
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها نايدس لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، مشيرا إلى أن إدارة الرئيس الأميركيّ، جو بايدن، تنظر إلى خطة إضعاف القضاء؛ كتحذير من أن "الأمور تخرج عن السيطرة".
وتأتي تصريحات نايدس، فيما تصوّت الهيئة العامة للكنيست، في وقت لاحق اليوم، بالقراءة الأولى، على مشروع قانون لتقليص ذريعة عدم المعقولية، الذي يهدف إلى تقييد صلاحيات المحكمة في إطار خطة الحكومة لإضعاف جهاز القضاء، وسط تقديرات بأن يصادق الائتلاف الحكومي على مشروع القانون بصيغته المخففة أو الحالية، بشكل نهائي، في وقت لاحق من الشهر الجاري.
وافتتحت الهيئة العامة مداولاتها مساء اليوم، لكن يتوقع إجراء التصويت على مشروع القانون عند الساعة العاشرة مساء. وستحاول المعارضة تأخير التصويت.
وشهدت محكمة الاحتلال توترا كبيرا، كما حاول متظاهرون اقتحام قاعة الكنيست، فيما عمد عناصر الاحتلال إلى إخراجهم بالقوة من المكان. وقبل التصويت على مشروع القانون، حاول المتظاهرون منع الدخول إلى قاعة الكنيست، بكامل هيئتها.
وقال الناطق باسم الكنيست، تعقيبا على ذلك، إنه "نظرا لخطورة الحادث غير المسبوق الذي وقع هذا المساء، عند مدخل جلسة الهيئة الكاملة، والمحاولة الواضحة في الإضرار بالنظام العام والعملية الديمقراطية، تم تقديم شكوى بشأنها إلى شرطة الاحتلال نيابة عن حرس الكنيست".
وأشار إلى أن "ضابط الكنيست أجرى فحصا بموجبه ظهر أن أعضاء الكنيست ميراف كوهين وناؤور شيري هما من دعيا المشاغبين إلى مبنى الكنيست"، على حدّ وصفه.
وشدد على أن "هذا الموضوع، سيتم التعامل معه من قبل لجنة الأخلاقيات، بحُكم صلاحياتها، وفقًا للقانون".
وفي حال المصادقة على تقليص ذريعة عدم المعقولية بالقراءة الأولى اليوم، فإنه يتوقع أن يشهد الاحتلال احتجاجات واسعة، غدا، وفق ما أعلن قادة الاحتجاجات ضد خطة إضعاف القضاء، والذين تعهدوا باحتجاجات "لم تشهد إسرائيل مثلها" ويهددون بعرقلة حركة السير في أنحاء البلاد، وبضمن ذلك مطار بن غوريون الدولي في اللد. إلا أن هذا لم يمنع قادة الائتلاف من مواصلة تشريع هذا القانون، إذ دعا رئيس لجمة القانون والدستور في الكنيست، سيمحا روتمان، إلى اجتماع للجنة، ظهر غد، من أجل إعداد مشروع قانون ذريعة عدم المعقولية للتصويت عليه بالقراءتين الثانية والثالثة خلال دورة الكنيست الحالية التي تنتهي في 29 تموز/ يوليو الجاري.
وأوضح نايدس أن الإدارة الأميركية، حثّت رئيس حكومة الاحتلال ، بنيامين نتنياهو، على إبطاء المضيّ قدما بخطّة إضعاف القضاء، ومحاولة تحقيق إجماع واسع في ظلّ الاحتجاجات الواسعة التي تضهدها إسرائيل، "على الرغم من حقيقة أن مثل هذا التدخل من قبل الإدارة في الشؤون الداخلية لإسرائيل غير مسبوق"، بحسب ما ذكرت صحيفة "هآرتس".
وقال نايدس إن "إحدى الرسائل التي أرسلتها إلى نتنياهو، هي الضغط على المكابح"، في إشارة إلى طلبه بإبطاء الدفع بالخطة.