تشهدُ سماء قطاع غزة تحليقًا مكثفًا وعلى مستويات منخفضة لطائرات الاستطلاع الإسرائيلية، في ظل ما شهدته الأيام الماضية من تهديدات مسؤولي الاحتلال العسكريين والأمنيين، تجاه المقاومة الفلسطينية وقادتها.
ويتزامن التحليق المكثف لطائرات الاستطلاع في أجواء القطاع، مع توتر الأجواء شمال الضفة خاصة في جنين ونابلس، إضافة إلى توتر الأجواء على الحدود مع لبنان، الأمر الذي دفع الخبير في الشأن العسكري عبدالله العقاد لربط الأحداث، والتأكيد على أن الوضع الميداني في القطاع قابل للتغير في أي لحظة.
وقال العقاد لـ"شمس نيوز": "لا زال الاحتلال يلهث وراء استعادة قوة ردعه التي تأكلت، إذ يعلم تماما أن المقاومة التي تشتعل في الضفة وتتمدد ولا سيما في جنين ونابلس، هو عاجز عن مواجهتها طالما بقيت غزة حصنها التي تأوي إليه".
وأضاف "الاحتلال يخشى أن يفلت يده في الضفة فترد غزة ردا يكشف زيفه، فهو الآن يتحرش في غزة ويحمل في عينيه الغدر، إذ يعمل على بناء بنك أهداف جديد بين يدي عملية جبانة قد يلجأ إليها لاستعادة الردع".
وأوضح العقاد أن تآكل الردع لدى الاحتلال يعني أن رصيده قد نفذ، إن لم يستعيد شيئا من الردع، مشددا على أنه لا بد من الحذر الشديد لأن المقاومة أهدرت أي اعتبار للاحتلال على الأرض ما يجعله يسعى لإعادة قوة ردعه.
وأشار إلى أن الشعب الفلسطيني أصبح المبادر بالثورة، مبيناً فشل الاحتلال الذريع في محاصرة الثورة أو تجنيد آخرين ضد الثورة، إذ يتوجب علينا الحذر وليس الخوف للاستعداد لأي عملية غدر محتملة من الاحتلال؛ ليستر هزيمته التي سجلتها عليه جنين في عملية بأس جنين، والتي أفشلت المقاومة فيها عملية عسكرية كبيرة.
ورجح العقاد أن يلجأ الاحتلال لعملية اغتيال للهروب من عملية الاستحقاق الداخلي لديه، وأنه لم يبقى أمامه إلا أن يفعل ذلك وقد شهدنا غدره أكثر من مرة في غزة التي أصبحت تشكل معضلة له.
وتابع الخبير العسكري: "الوحدة الميدانية والترابط القوي في غزة شكل معضلة على العدو، عجز عن التعامل معها".
يشار إلى أن طائرات الاستطلاع تحلق بكثافة في عموم أجواء قطاع غزة، منذ أيام عدة، وتعمل على جمع معلومات استخباراتية عن مواقع المقاومة وأفرادها، وأعلن جيش الاحتلال عن عدة مناورات عسكرية مفاجئة قبل أيام عدة، وسط تحذيرات شديدة من اغتيال قادة المقاومة.
وتثير طائرات الاستطلاع بصوتها المرتفع، القلق والخوف في صفوف المواطنين الغزيين؛ خشية من أي غدر إسرائيلي، خاصة بعد تهديدات الاحتلال باغتيال قادة المقاومة، والتحريض الذي أثارته وسائل الإعلام العبرية خلال الأيام القليلة الماضية.