الشهداء، فوارس فلسطين، يولدون في أجمل الأزمنة والأمكنة، يعطرون البلاد بدمائهم الطاهرة، ويسيرون في صفوف الجهاد، قافلة من العاشقين لا تنتهي، ويرتقون شهداء على طريق القدس.
قرية عانين غرب جنين على موعد مع فارسها مصطفى يوسف ياسين بتاريخ 28 ديسمبر عام 1973م، لعائلة كريمة من عوائل فلسطين، وقد تزوج ورزقه الله بطفلة وحيدة أسماها "فرح".
فارسنا مصطفى حتى الثانوية في مدرسة ذكور السيلة الحارثية للبنين، ورغم أنه كان في حينها من الأوائل، إلا أنه ترك التعليم ليعمل في مجال البناء لإعالة أسرته.
فارسنا لحركة الجهاد الإسلامي وبدأ بالمشاركة في نشاطات الحركة والمواجهات مع قوات الاحتلال التي كانت تقتحم المدن والبلدات الفلسطينية، ثم انتقل للعمل ضمن صفوف سرايا القدس وتمتع بسرية كبيرة في عمله العسكري، وعمل برفقة الشهيد القائد الكبير في سرايا القدس محمد ياسين.
دوره في المشاركة في العديد من المهام الجهادية التي قام بها ومنها عمليات إطلاق النار والتصدي لقوات الاحتلال، كذلك المسؤولية عن إرسال أحد الاستشهاديين إلى مدينة أم الفحم داخل الأراضي المحتلة.
شهيداً على طريق القدس
بتاريخ 23 يوليو / تموز عام 2001م، كان فارسنا مصطفى على موعد مع الاصطفاء الإلهي والعروج نحو السماء بعدما حاصرت قوات الاحتلال الصهيوني منزله واقتحامه بشكل وحشي حيث قام أحد الجنود بإطلاق النار عليه بشكل مباشر لتصيبه عدة رصاصات في صدره ويسقط مضرجًا بدمائه الزكية ويرتقي شهيدًا مقبلاً غير مدبر ويلتحق بركب من سبقه من الشهداء.
