غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

أجبرت العدو لإعادة حساباته

لواء سوري لـ"شمس نيوز": "وحدة الساحات" فرضت تأثير ناري في عمق الكيان وخلقت متغيرات استراتيجية مهمة

اللواء السوري المتقاعد محمد عباس
شمس نيوز - مطر الزق

أكد الخبير العسكري السوري اللواء المتقاعد محمد عباس، أن معركة "وحدة الساحات" التي قادتها "سرايا القدس" الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي قبل عامِ من الآن، حققت انجازات عدة أبرزها إثبات قدرة المقاومة على فرض معادلات اشتباك جديدة مع العدو لم تكن في الحسبان مطلقًا.

وأوضح اللواء السوري لـ"شمس نيوز" أن العدو بات مجبرًا على إعادة حساباته أمام المقاومة الفلسطينية وفي طليعتها حركة الجهاد الإسلامي، التي أكدت من خلال المعركة وما تلاها من معركة "ثأر الأحرار" قدرتها الحقيقية على قيادة معركة كُبرى مع العدو لأيام وأسابيع عدة.

تأثير ناري في العمق

وقال: "إن وحدة الساحات أنجزت متغيرًا استراتيجيًا مهمًا في النضال الفلسطيني وأثبتت قدرة الشعب الفلسطيني على توحيد ذاته، وخلق شروط ملائمة للمقاومة لتفرض نفسها وتلقن العدو دروسًا جديدة لم تكن في تفكيره سابقًا".

واستدل اللواء السوري في رؤيته بالإنجاز الاستراتيجي الذي حققته "وحدة الساحات"، بفعل المقاومة خلال المعركة من فرض تأثير ناري في عمق دفاع كيان العدو، وقصف جميع المستوطنات والمدن المحتلة إضافة إلى "بقرة (إسرائيل) المقدسة -تل أبيب- والقدس المحتلة" دفعة واحدة وفي دقيقة فقط.

وأشار إلى أن فرض حزام ناري في عمق الكيان شل حركة الطيران والمستوطنين، وترك أثرًا فعالًا وإرباكًا حقيقيًا في قيادة العدو الإسرائيلي، مؤكدًا أن المعركة جعلت العدو يفكر ألف مرة قبل ارتكابه أي حماقة ضد المقاومة الفلسطينية وبالتحديد ضد قيادة "الجهاد الإسلامي".

 

صنعت عناصر جديدة وقوية

ولفت اللواء السوري إلى أن معركة وحدة الساحات كشفت عن عناصر جديدة بقدرات هائلة، تستطيع فرض قوتها النارية على العدو في أي وقت كان، ومعركة "ثأر الأحرار" التي اندلعت بعد نحو 9 أشهر فقط من "وحدة الساحات" دليل على قدرة الجهاد الإسلامي على تطوير أدائها وقدراتها وعناصرها.

ويعتقد اللواء عباس أن دخول الجهاد الإسلامي المعركة وحدها في مواجهة جيش العدو الإسرائيلي كان له ايجابيات كبيرة، وتركت تساؤلات عدة في أذهان المستوطنين، فعلى سبيل المثال يقول المستوطنون: "كيف لحركة الجهاد الإسلامي أن تقود معركة ضد جيش يمتلك ترسانة عسكرية هائلة لعدة أيام دون أن يشعر بالهزيمة؟، فكيف لو توحدت جميع ساحات العمل المقاوم في فلسطين ماذا سيحدث لنا كمستوطنين".

وفي هذا السياق دعا اللواء السوري إلى ضرورة التفاف الشعب الفلسطيني بجميع فصائله وأحزابه حول خيار الجهاد الإسلامي بتوحيد الساحات لما لها من تأثير خطير جدًا ضد مخططات العدو الإسرائيلي.

 

استهداف لمبادئ فلسطين وتاريخها

ولفت إلى أن العدو الإسرائيلي عندما يستهدف الجهاد الإسلامي وحدها فهو يستهدف الشعب الفلسطيني بكل مكوناته، فالشعب يرفض المفاوضات العبثية ويرفض التهدئة المزيفة ويرفض اتفاقيات أوسلو وهذه مبادئ الجهاد الإسلامي التي أكدت مصداقيتها وتمسكها بخيار تحرير فلسطين مهما كلفها من ثمن.

ويرى اللواء السوري أن الاستفراد بحركة الجهاد الإسلامي خلال معركتي "وحدة الساحات" و"ثأر الأحرار"، كان هدفها شطب وإلغاء الذاكرة الفلسطينية من الوجود وانشاء كائنات ومكونات جديدة تعمل لأجندات العدو.

المطلوب وفقًا لرؤية الواء السوري محمد عباس لمواجهة الأخطار التي تحدق بالقضية الفلسطينية هو توحد جميع الساحات الفلسطينية في قرار وحدة الساحات؛ كهدف استراتيجي، وعلى المقاومة بأن تُعطي الولاء لفلسطين، لتحظى باحترام الشعب الفلسطيني كما فعلت حركة الجهاد الإسلامي التي يفتخر بها كل فلسطيني وعربي واسلامي في العالم أجمع.

وخاضت سرايا القدس في 5 أغسطس 2022، معركة "وحدة الساحات"، ردًا على اغتيال قائد المنطقة الشمالية فيها تيسير الجعبري "أبو محمود"، وعدد من المجاهدين.

وأطلقت سرايا القدس خلال الخمسون ساعة من المعركة نحو 1000 صاروخ وقذيفة، ومع عصر الأحد (7/8) أطلق مجاهديها رشقة من 100 صاروخ دفعة واحدة باتجاه الأراضي المحتلة استهدفت بلدات بينها بئر السبع و"بلمحيم" وسديروت.

وذكرت السرايا، حينها، أنها قصفت كلّ مستوطنات "غلاف غزة" البالغ عددها 58 بشكل متزامن ما أدى الى انقطاع التيار الكهرباء عن 10 مستوطنات جراء سقوط صاروخ على الخط المشغل.

وأسفرت العدوان عن ارتقاء 49 شهيدًا بينهم 19 طفلاً و4 سيدات، فيما أصيب ما يزيد عن 360 مواطنًا بجروح متفاوتة منها خطرة وحالات بتر، وفقًا لوزارة الصحة في غزة.