تجددت الاشتباكات بين مقاتلي أنتي بالاكا المسيحية وعناصر سابقة من تنظيم سيليكا ببلدة مالا التي تبعد ثلاثمائة كيلومتر شمال عاصمة جمهورية أفريقيا الوسطى بانغي، مما خلف عشرات القتلى والجرحى جلهم من المدنيين.
وتأكد مقتل نحو ثلاثين شخصا، 22 منهم مدنيون بالبلدة التي اضطر أهلها للفرار إلى الأدغال المجاورة.
ونقلت رويترز عن العضو السابق بالبرلمان أوغيستين ندوكولوبا قوله إن الأهالي أخبروه أن الجثث لا تزال ملقاة بالشوارع، بينما لم يتمكن الجرحى من الحصول على المساعدات الضرورية.
وأكد سكان البلدة أن القتال بدأ الخميس الماضي بعد نهب مليشيا أنتي بالاكا المسيحية مخزون الغذاء الخاص بمقاتلي سيليكا.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن ضابط في القوة الأفريقية تأكيده أن المواجهات أجبرت السكان على الفرار إلى مناطق مجاورة.
يذكر أن المسلمين في أفريقيا الوسطى يتعرضون للقتل والاعتداء من قبل مليشيا أنتي بالاكا المسيحية التي شنّت هجمات انتقامية دفعت إلى تدخل دولي أجبر الرئيس ميشال جوتوديا -أول رئيس مسلم لأفريقيا الوسطى- على الاستقالة.
ومنذ استقالة جوتوديا في يناير/كانون الثاني الماضي قتلت مليشيات أنتي بالاكا مئات المسلمين في العاصمة بانغي وخارجها، مما أجبر عشرات الآلاف من الأقلية المسلمة -التي تشكل تقريبا ربع سكان البلاد البالغ عددهم 4.6 ملايين وفقا لبعض التقديرات- على الفرار إلى دول الجوار.
وسبق لمنظمة "أطباء بلا حدود" الدولية للخدمات الطبية أن أعلنت أنها ستقلص مؤقتا عملها في البلاد بعد هجوم دام على مستشفى أدى إلى مقتل عشرات الأشخاص بينهم ثلاثة من موظفيها.
وقالت المنظمة في بيان "احتجاجا على مقتل 16 مدنيا -بينهم ثلاثة من عمال الإغاثة في مستشفى بوغويلا في 26 أبريل/نيسان الماضي- فإن المنظمة ستخفض نشاطاتها لأسبوع واحد، باستثناء المساعدات الطبية الطارئة".
وكان مساعد الأمين العام لـالأمم المتحدة لشؤون عمليات حفظ السلام هيرفيه لادسوس أعلن الأحد أن المنظمة تبحث إمكانية نشر طائرات مراقبة من دون طيار في أفريقيا الوسطى.
وقال لادسوس خلال مؤتمر صحفي في بانغي إنه يفكر بقوة في إمكانية نشر ما تسمى أنظمة مراقبة جوية من دون طيار -أي طائرات مراقبة من دون طيار- مؤكدا أنها لن تكون مسلحة، معربا عن اعتقاده بأن هذه الأداة فعالة في مثل أراضي أفريقيا الوسطى، وفق تعبيره.
وكانت الأمم المتحدة وعدت في سبتمبر/أيلول الماضي بنشر 12 ألف جندي من قوات حفظ السلام بأفريقيا الوسطى سيحلون محل القوة الأفريقية المكونة من ستة آلاف جندي، إلى جانب نحو ألفي جندي فرنسي منتشرين هناك، وأكثر من ثمانمائة جندي أوروبي.