مع اقتراب موعد العام الدراسي الجديد (2023-2024)، تشهد الأسواق في قطاع غزة؛ إقبالًا كبيرًا؛ على شراء مستلزمات طلبة المدارس من "حقائب مدرسية، إلى جانب الزي المدرسي ذات الألوان المنسقة، إضافة إلى القرطاسية التي باتت تُصنع في غزة لأول مرة.

ويعتبر موسم المدارس هذا العام الأفضل بالنسبة لبائعي التجزئة؛ نظراً للحاجة الملحة لكل طالب بارتداء زيِ مدرسي جديد، مع الإشارة إلى أن مستلزمات المدارس تزيد المعاناة على كاهل الأسر الغزية التي تعاني أوضاعًا اقتصادية صعبة.

ينشغل "أبو نبيل" بترتيب بسطته في سوق -عمر المختار بغزة- ويُزيح العرق الذي يتساقط من جبينه براحة كفيه إذ يقول: "هذا العام الأفضل من الأعوام السابقة من حيث الإقبال إذ باتت أسعار الملابس والحقائب المدرسية أقل من الأعوام الماضية ما دفع العائلات الغزية لشراء الملابس الجديدة".

يُعيد "أبو نبيل" ترتيب بسطته بعدما اشترت إحدى النساء زيًا مدرسيًا لإحدى بناتها، ويشير مستعرضًا بضاعته: "سعر بنطالون المدرسة من (20 شيكل إلى 30 شيكل)، أما القميص من (15 شيكل إلى 25 شيكل)، أما سعر الحقيبة يتراوح ما بين الـ (20 شيكل حتى 100 شيكل) وفقًا لجودة الحقيبة ونوعيتها.

على يساره تقف الحاجة "أم ياسر" باحثة عن زيٍ مدرسيٍ لطفلها الصغير الذي ينتقل للصف الأول الأساسي، إذ وصف "أبو نبيل" إقبال الناس على شراء الملابس المدرسية ومستلزماتها بالأفضل من الأعوام السابقة.

صوت الطفل "باسل" 7 أعوام يرسم الابتسامات على وجوه النساء اللواتي يُحطنا بـ"بسطة" بيع الملابس: "بدي أشتري هذه الشنطة حلوة عليها سبايدرمان"، ابتسمت الحاجة "أم ياسر" وطبعت قبلة على جبين طفلها، وقد كان "أبو نبيل" يراقب المشهد ليبادر بالإجابة على السؤال المتوقع: "الحقيبة للطفل بـ20 شيكل خامة مميزة جدًا ولن تتمزق طيلة العام الدراسي".

حاولت أم ياسر أن تجادل في سعر الحقيبة إذ أشارت إلى أن الأسعار عبر الانترنت قليلة جدًا، وهنا أجابها "أبو نبيل" بأن خامة الحقيبة تختلف تمامًا هناك حقيبة بـ5 شيكل وهناك حقيبة بـ100 شيكل؛ لكن الفرق في نوعية القماش".

لحظات حتى مدت "أم ياسر" يدها في جيبها باحثة عن سعر الحقيبة، لترتسم الابتسامة على وجه طفلها الذي بات "أسعد إنسان في الكون".

وفي زاوية أخرى من سوق عمر المختار بغزة يقف والد الطفلات الثلاثة محتارًا بين المحال التجارية ضاربًا يدًا بيد، أما وجهه فقد بدا شاحبًا يقول لمراسلنا: "أسعار مستلزمات المدارس للبنات مرتفعة والتكلفة باهظة، الطفلة الواحدة تحتاج لأكثر من (200 شيكل) بمعنى أخر أحتاج إلى (600 شيكل) لأدخل البسمة للبنات".

درجات الحرارة المرتفعة دفعت والد الطفلات لتهدئة نفسه بشرب الماء البارد قبل أن يقول: "الحمد لله على كل حال اشتريت كل ما يلزم البنات بأقل الأسعار وبتكلفة قليلة جدًا؛ لكن أقل جودة في السوق"، متمنيًا بأن يكتب الله تعالى لبناته النجاح والتوفيق في عامهن الدراسي الجديد.

وأثناء تجول مراسلنا في سوق عمر المختار وزيارته لماكينات خياطة الأحذية والزي المدرسي والحقائب، تفاجأ مراسلنا بعدم توافد الناس، إذ أشار أصحاب المحال التجارية إلى أن العام الحالي ضعيف جدًا بالنسبة لهم.

صوت ماكينة الخياطة يعمل لدقائق قليلة فقط في سوق الزاوية المكتظ بالوافدين، بينما يقف أصحابها وسط الحر الشديد يزيلون العرق عن جبينهم، ليرجع أحدهم السبب إلى أن أسعار المستلزمات المدرسية أقل تكلفة من العام الماضي ما دفع الناس لشراء ملابس وحقائب وأحذية جديدة لرسم البسمة على وجوه أبنائهم.