تشهد محافظة نابلس في الضفة الغربية المحتلة إجراءات إسرائيلية تعسفية مشددة ضد المواطنين الفلسطينيين لليوم الثاني على التوالي بحجة البحث عن منفذ عملية حوارة، فيما يسمح جيش الاحتلال للمستوطنين المتطرفين بحرية الحركة والتنقل بالسلاح داخل قرى وبلدات المحافظة.
وفي ظل التوتر الذي يسود داخل محافظة نابلس دعت شخصيات وطنية ومواطنون، لضرورة تشكيل لجان شعبية عاجلة في المناطق الشرقية والجنوبية لمدينة نابلس، للتصدي لهجمات المستوطنين وحماية أبناء شعبنا.
الكاتب والمحلل السياسي في مدينة نابلس سامر عنبتاوي، أكد أن جيش الاحتلال يحاصر نحو 80% من قرى وبلدات محافظة نابلس، منها "قريوت وبورين وبيتا وحوارة" بحجة البحث عن منفذ عملية إطلاق النار في بلدة حوارة، والتي أسفرت عن مقتل مستوطنين إسرائيليين اثنين.
وقال عنبتاوي لـ"شمس نيوز" إن منفذ عملية حوارة بات المطلوب رقم واحد لجيش الاحتلال، بعد نجاح عمليته البطولية، مبينًا أن "جيش الاحتلال منذ اللحظة الأولى للعملية يمنع حركة السيارات والاسعافات في المحافظة، ونشر قواته في المحافظة، وبدأ يُمارس أساليب التضييق والخناق على المواطنين ضمن سياسة العقاب الجماعي، فيما سمح للمستوطنين تنفيذ أي هجوم أو اعتداء على القرى الفلسطينية".
ويرى الكاتب عنبتاوي، أن المستوطنين ليسوا بحاجة إلى ذريعة أو عملية بطولية لينفذوا اعتداءاتهم فالمستوطنون يمارسون إرهابهم ضد المواطنين الفلسطينيين تحت حماية من جيش الاحتلال؛ لكن بعد تنفيذ العملية ازدادت حالة التوتر في مدينة نابلس بشكل كبير جدًا بسبب ترك المستوطنين يتجولون في القرى والبلدات كما يشاؤون".
لجان شعبية أمر ضروري
وأمام هذا المشهد المتوتر في نابلس، يرى الكاتب عنبتاوي إلى أن تشكيل لجان شعبية وانتشارها في جميع المناطق أمر ضروري جدا لحماية المواطنين من اعتداءات المستوطنين المنتشرين في الطرق الخارجية والحقول الزراعية".
وعن فعالية تلك اللجان رجَّح الكاتب عنبتاوي أن تشكيل لجان شعبية لحماية المواطنين ستساهم بالتأكيد في ردع المستوطنين المتطرفين وإفشال مخططاتهم بالاستفراد بالمواطنين الفلسطينيين في القرى والبلدات المحاذية للمستوطنات.
وأشار إلى أن سبب الدعوة لتشكيل لجان شعبية في نابلس وغيرها من المدن المحاذية للمستوطنين هو زيادة وحشية وشراسة المستوطنين المدعومين بشكل جنوني من حكومة بنيامين نتنياهو المتطرفة.
وأوضح أن المواطنين في نابلس ليس أمامهم سوى اتخاذ أساليب المواجهة والصمود والتحدي دفاعًا عن أنفسهم وأبنائهم وبيوتهم، قائلًا: "لا أحد يستطيع أن يمنع المواطن أو أجهزة الأمن من حماية شعبنا من المستوطنين المتطرفين".
وفي السياق ذاته أكد عنبتاوي أن اجراءات الاحتلال الإسرائيلي كافة لا يمكن أن تحقق أهدافه الخبيثة بإحداث شرخ ما بين المقاومة والحاضنة الشعبية، قائلًا: "مهما حاول الاحتلال ضرب الحاضنة الشعبية للمقاومة فلن ينجح لأن أبناء شعبنا يدركون جيدًا أن المقاومة هي عملية دفاع عن النفس وعن الأرض والعرض.