غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

الذكرى الـ17 لاستشهاد القائد حسام جرادات 

الشهيد حسام جرادات
شمس نيوز - إعلام الضفة

إنهم الشهداء، فوارس فلسطين، يولدون في أجمل الأزمنة والأمكنة، يعطرون البلاد بدمائهم الطاهرة، ويسيرون في صفوف الجهاد، قافلة من العاشقين لا تنتهي، ويرتقون شهداء على طريق القدس. 
 
كانت بلدة السيلة الحارثية في جنين على موعد مع فارسها حسام لطفي جردات "أبو إسلام" بتاريخ 7 أغسطس للعام 1962م، لعائلة كريمة من عوائل فلسطين، ربته على حب الجهاد والمقاومة، حيث كان الابن البكر لعائلته، وكان السند لها بعد وفاة والده، فتحمل المسؤولية منذ صغر سنه. 
 
بدأ فارسنا حسام مشواره الجهادي خلال انتفاضة الحجارة عام 1987م، والمشاركة في فعالياتها، والمواجهات مع قوات الاحتلال، والتصدي لقطعان مستوطنيه، وعلى إثر ذلك تعرض للاعتقال عدة مرات. 
 
مع انطلاقة انتفاضة الأقصى المباركة عام 2000م، بدأ عمله الجهادي في صفوف سرايا القدس، حتى أصبح أحد أبرز قادة السرايا في الضفة الغربية، فكان الفارس الشجاع الذي لم يتوانِ للحظة في الدفاع عن المخيم، والتصدي لاقتحامات قوات الاحتلال. 
 
أتقن القائد حسام صناعة العبوات الناسفة، التي كان يزرعها ويفجرها في آليات الاحتلال التي كانت تقتحم مخيم جنين، مما دفع قوات الاحتلال إلى وضعه على قائمة المطلوبين لديها، فلم يكن يمضي يومًا دون مداهمة منزله في محاولة لاعتقاله أو اغتياله. 
 
وقد كان لقائدنا حسام بصماته في معركة الدفاع عن مخيم جنين عام 2002م، برفقة إخوانه المجاهدين وعلى رأسهم الشهيد القائد محمود طوالبة والأسرى القادة ثابت مرداوي وعلي الصفوري، فقد أبلى بلاءً حسنًا في ساحة المواجهة خلال المعركة. 
 
عقب نشاطه البارز في العمل العسكري، تعرض لـ 4 محاولات اغتيال باءت بالفشل والتي كان آخرها قبل استشهاده بشهر ونصف، حينما استهدفت طائرات الاحتلال المنزل الذي كان متوجهًا إليه قبل وصوله بلحظات، ما أدى لارتقاء اثنين من الشهداء ونجاته من الاغتيال، كما قام الاحتلال بمداهمة منزله بشكل متكرر وتهديد ذويه بأشد التهديدات والتنكيل بهم بعد عجزه عن الوصول إليه. 
 
شهيدًا على طريق القدس 
 
 بعد رحلة جهادية حافلة بمقارعة الاحتلال، وبعد الحلم الذي طالما تمناه كان الموعد مع الرحيل، ففي مساء 23 أغسطس/ آب من العام 2006م، تمكنت وحدة صهيونية خاصة من نصب كمين له في مخيم جنين، حيث أطلقت تجاهه النار من سلاح كاتم للصوت فأصيب على إثرها بجروح خطيرة، فتم نقله للأردن لتلقي العلاج، حيث ارتقى بتاريخ 30 أغسطس 2006م، متأثرًا بجراحه الخطيرة، وقد أعاق الاحتلال وصول جثمانه الطاهر إلى مسقط رأسه لـ 5 أيام. 
 
وبتاريخ 3 سبتمبر وصل الشهيد القائد حسام إلى مسقط رأسه في مخيم جنين، لتخرج الجماهير الحاشدة في موكب جنائزي مهيب في تشييع القائد حسام جرادات وبمشاركة مجاهدي سرايا القدس الذين حملوه على الأكتاف متوعدين بالرد والسير على نهجه.