شمس نيوز / عبدالله عبيد
نفت حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" وجود أي عروض من قبل دول عربية لترعى الحوارات الفلسطينية الداخلية، خصوصاً ما تم الحديث عنه مؤخراً حول مساعي المملكة العربية السعودية للتوصل إلى اتفاق "مكة 2" بين فتح وحماس.
وأكد أمين سر الهيئة القيادية العليا لفتح، إبراهيم أبو النجا أن حركته لم تتلقَ أي اتصال أو عرض من قبل السعودية في هذا الاتجاه، مضيفاً: لم نسمع نحن ولم تسمع أي جهة أن هناك عرضاً من الأشقاء السعوديين، فالسعودية لديها ما يشغلها الآن".
وشدد أبو النجا في حديثه لـ"شمس نيوز"، اليوم الثلاثاء، على رفض حركة فتح التفاوض من جديد حول القضايا التي تم الاتفاق عليها مسبقاً، لافتاً إلى أن الاتفاق الذي وقّع في القاهرة في الرابع من أيار لعام 2011 قد نص على جميع الأشياء التي تم الاتفاق عليها، وما ينقصه سوى التنفيذ.
وقال: نحن لم نطلب من أحد أن يبذل جهودا ولم نقبل أن يسجل علينا أننا طلبنا من أي جهة عربية أو غير عربية أن ترعى مفاوضات، فهذا عيب في حقنا، فماذا بقي لدينا من شيء لكي نذهب إلى أي جهة لترعى مفاوضاتنا وحواراتنا لنبدأ من جديد؟ هذا كلام ليس لصالحنا كفلسطينيين" بحسب تعبيره.
وبيّن أبو النجا أن هذا الأمر سيعود علينا كفلسطينيين بالإساءة وليس بالمردود الإيجابي، متسائلاً في السياق ذاته: هل يعني ذلك أن مفاوضاتنا وحواراتنا على مدار السنوات الماضية لا فائدة منها؟
وأضاف أبو النجا: هناك تنكر لمصر الشقيقة التي رعت حواراتنا لسنوات وشهور وأيام وليال، ولم تفرض علينا حرفاً واحداً، بل إن ما تم الاتفاق عليه أعلنته ورعته وأبدت استعدادها أن ترعى احتفال التوقيع أيضاً وبحضور القيادات كافة، ماذا نقول للمصريين اليوم؟".
وحول تصريحات بعض قيادات حماس عن وجود دردشات مع إسرائيل، اعتبر أمين سر الهيئة القيادية العليا لفتح الدردشات مع الاحتلال الإسرائيلي "مفاوضات فعلية"، منوهاً إلى أن الدردشات أصبحت كلمة مستساغة ومقبولة مع الإسرائيليين "الذين هم أعداؤنا".
وتابع: لندردش مع بعضنا أولا ونحل مشاكلنا قبل أن ندردش مع الإسرائيليين"، مؤكداً أن هذه الدردشات والاتصالات تأتي في إطار التفاوض مع الاحتلال.
وأشار إلى أن منظمة التحرير هي الجهة الوحيدة المخولة بالاتصالات والتفاوض في هذا الجانب، "وهذا ما نصت عليه وثيقة الوفاق الوطني". محذراً في الوقت ذاته من هذه الدردشات التي اعتبرها تشكل خطورة علينا وعلى حياتنا مستقبلنا، بحسب وصفه. وتابع بالقول: هذا شيء يخبئ أشياء كثيرة، وكفانا تلاعباً بالألفاظ".
وكان مصدر فلسطيني ، كشف أن الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر التقى مؤخرا مسؤولين سعوديين بارزين، وطلب منهم التدخل لتحقيق المصالحة الفلسطينية، وهو ما قوبل بالترحاب من قبل الرياض، مبيّناً أن القيادة السعودية أبدت استعدادها للوساطة بين الحركتين، والتوصل لاتفاق (مكة 2).
وتم التوصل إلى "اتفاق مكة"، بين حركتي فتح وحماس، برعاية العاهل السعودي الراحل، عبد الله بن عبد العزيز، في 8 فبراير/شباط 2007، وأسفر عن تشكيل حكومة وحدة وطنية، لكنه سرعان ما انهار بعد عدة شهور إثر عودة الاشتباكات المسلحة التي انتهت بسيطرة حركة حماس على القطاع.
ولا تزال المصالحة الفلسطينية متعثرة، رغم مرور عام كامل، على التوصل لاتفاق "الشاطئ"، الذي وُقع في 23 إبريل/نيسان 2014، في منزل نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، في مخيم الشاطئ، غرب مدينة غزة.
وكان د.أحمد يوسف القيادي في حماس كشف عن ما سمّاه "دردشات "بين الحركة وإسرائيل بوساطة أوروبية, إضافة إلى مفاجآت تتعلق بالأسرى الإسرائيليين .