غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

الذكرى الـ 20 لاستشهاد القائدين ذياب الشويكي وعبد الرحيم التلاحمة 

شهداء.jpeg
شمس نيوز - إعلام الضفة

إنهم الشهداء، فوارس فلسطين، يولدون في أجمل الأزمنة والأمكنة، يعطرون البلاد بدمائهم الطاهرة، ويسيرون في صفوف الجهاد، قافلة من العاشقين لا تنتهي، ويرتقون شهداء على طريق القدس. 

الشهيد القائد: ذياب الشويكي 

استقبلت مدينة خليل الرحمن بتاريخ 3 مارس عام 1977م، فارسها ذياب عبد الرحيم الشويكي "أبو يوسف" لعائلة كريمة من عوائل فلسطين المجاهدة، فشقيه الشيخ الفقيد عزام الشويكي من قيادات حركة الجهاد الإسلامي في الخليل ومن مبعدي مرج الزهور، كما أن شقيقيه أسامة وعمار تعرضوا لاعتقالات متكررة في سجون الاحتلال.

تلقى فارسنا تعليمه في مدارس الخليل الشرعية، ثم التحق بقسم الشريعة الإسلامية في جامعة الخليل، ولم يكمل دراسته الجامعية نتيجة المطاردة من قبل الاحتلال. 

بدأ مشواره الجهادي مبكرًا، حيث عمل في صفوف حركة الجهاد الإسلامي وشارك إخوانه في المواجهات مع قوات الاحتلال خلال انتفاضة الحجارة عام 1987م، ثم برز دوره في العمل العسكري في سرايا القدس حتى أصبح من أبرز قادتها. 

كان على علاقة وثيقة مع القادة محمد سدر وعبد الرحيم التلاحمة والأسير نور جابر، وقد أشرفوا على العديد من العمليات البطولية التي هزت كيان الاحتلال والتي كان من أبرزها التخطيط والإشراف على عملية زقاق الموت في 15 نوفمبر عام 2002م، وعملية عتنائيل البطولية التي أدت لمقتل 5 صهاينة ونفذها الاستشهاديان أحمد الفقيه ومحمد شاهين بتاريخ 27 ديسمبر عام 2002م، وعملية التلة الفرنسية التي أدت لمقتل صهيونيين وإصابة العشرات ونفذها الاستشهادي حاتم الشويكي، وعملية بيت شيمش البطولية 20 مارس 2002م ونفذها الاستشهاديان علي أبو بسمة ونبيل النتشة. 

تعرض فارسنا للاعتقال في سجون الاحتلال أكثر من مرة، حيث أمضى في اعتقاله الأول 14 شهرًا، ثم الاعتقال الثاني أمضى خلاله 8 أشهر وقد خرج من معتقله أشد صلابة ليواصل طريقه، وحاول العدو الضغط عليه والوصول إليه من خلال هدم وتدمير منزله لكنه باء بالفشل. 

في أحد اللقاءات الصحفية التي ظهر فيها القائد ذياب الشويكي حيث كان له كلمات مختصرة وجهها لرئيس وزراء الاحتلال آنذاك (أرئيل شارون) حيث قال "يشرفني أن أكون المطلوب الأول على قائمة شارون، نحن نواجههم بأية طريقة إن كان هنا أو عندهم أو في عمق العمق متى قدرنا أن نصل إليهم سنصل بإذن الله، نحن كل حياتنا بذلناها في سبيل الله، وهذا الأمر من أجله التحقنا بهذه الطريق والقرآن الكريم يقول: {واقتلوهم حيث ثقفتموهم وأخرجوهم من حيث أخرجوكم}، ونحن نلبي ما يأمرنا به القرآن، نحن نقاتلهم كما قاتلونا ونخرجهم من حيث أخرجونا، والجهاد الإسلامي بالتحديد هو أكثر تنظيم كان حريصاً على استهداف الجنود بالرغم من أن موقفنا يقول أن كل من يعيش على أرض ليست له فهو باغي ظالم حتى النساء والشيوخ هم باغون، لأن أرضهم ليست هنا، هم أتونا واستحلوا أرضنا، ونحن نتمنى أن نضحي بأجسادنا وأنفسنا، نحن نتمنى الشهادة وأنا أتمنى أن تأتيني بعد لقائكم هذا".

الشهيد القائد: عبد الرحيم التلاحمة 

بتاريخ 20 يونيو عام 1973م كانت بلدة خربة البرج قضاء مدينة الخليل على موعد مع فارسها عبد الرحيم محمود التلاحمة "أبو القسام"، لعائلة كريمة من عوائل فلسطين التي ربته على حب الجهاد والمقاومة، وقد تحمل مسؤولية إعالة أسرته بعد وفاة والديه، حيث نزل إلى سوق العمل. 

بدأ فارسنا عبد الرحيم مشواره الجهادي مبكرًا في صفوف حركة الجهاد الإسلامي، فكان من المشاركين في المواجهات مع قوات الاحتلال، ولم يكن معروفًا في بداية مشواره الجهادي لدى أجهزة استخبارات العدو، ثم انتقل للعمل في سرايا القدس مع انطلاقة انتفاضة الأقصى المباركة عام 2000م، حيث برز نشاطه العسكري. 

عبد الرحيم ذاك القائد الذي عمل في الخفاء وضرب العدو في مقتل، برز اسمه ولمع نجمه عقب عملية زقاق الموت البطولية التي نفذتها سرايا القدس بتاريخ 15 نوفمبر عام 2002م، وكان أبطالها الاستشهاديون المهندسون ولاء سرور وذياب المحتسب وأكرم الهنيني وأسفرت عن مقتل 14 ضابطًا وجنديًا صهيونيًا من بينهم الحاكم العسكري لمدينة الخليل "درور فايبنرغ"، وعملية عتنائل البطولية التي نفذها الاستشهاديين أحمد الفقيه ومحمد شاهين وأسفرت عن مقتل 5 صهاينة. 

عقب هذه العمليات البطولية برز اسم القائد عبد الرحيم التلاحمة، حيث وجهت له أجهزة استخبارات العدو شرف التخطيط لها والإشراف عليها برفقة القادة الكبار محمد سدر وذياب الشويكي والأسير نور جابر، ولقبه رئيس أركان الاحتلال اَنذاك (شاؤول موفاز) بـ"رامبو الخليل" لدوره البارز في عدد من العمليات البطولية.  

تعرض للعديد محاولات اغتيال صهيونية، ومن أبرزها اقتحام الاحتلال لإحدى العمارات السكنية والتي غادرها قبل الاقتحام بوقت قصير، ومحاولة أخرى حيث تمكن عملاء الاحتلال من تفخيخ سيارته التي كان يستقلها، لكن معية الله حفظته وانفجرت السيارة قبل أن يصلها، كما كان مرافقًا للشهيد أحمد أبو دوش لحظة ارتقائه، لكنه تمكن من الانسحاب من المكان، كما قام الاحتلال بمداهمة مدرسة الأيتام في الخليل في محاولة لاعتقاله أو اغتياله لكنَّه أيضًا تمكن من الانسحاب وفشل الاحتلال في الوصول إليه، وقد لجأ الاحتلال لتدمير منزله في محاولة للضغط عليه.

شهداء على طريق القدس 

بتاريخ 25 سبتمبر عام 2003م، كان القائدان ذياب الشويكي وعبد الرحيم التلاحمة على موعد مع الترجل نحو علياء المجد والخلود، حيث قامت قوات كبيرة من جيش الاحتلال معززة بالدبابات والقوات الخاصة ومدعومة بالطائرات بمحاصرة حي عيسى جنوب مدينة الخليل، وبدأت المعركة البطولية والاشتباكات بين فارسين مقابل جيش بأكمله، وطالبهما العدو بتسليم أنفسهما فرفضوا ذلك وواصلوا اشتباكهم، وبعد يأس الاحتلال من الوصول إليهم، قامت الطائرات بقصف المكان بالصواريخ ليرتقي المجاهدان بعد ملحمة أسطورية وقام العدو باحتجاز جثمانيهما الطاهرين لـ9 أعوام حيث سلمتهما بتاريخ 25 – 9 – 2012م وخرجت جماهير الخليل في وداع القادة مرددين الهتافات المشيدة ببطولاتهم ومطالبة بالانتقام.