عبرت واشنطن عن أسفها لغياب الإجماع على إدانة الهجوم المباغت الذي شنته حركة حماس والجهاد الإسلامي وباقي فصائل المقاومة على إسرائيل خلال الاجتماع الطارئ والمغلق لمجلس الأمن الدولي الذي عقد الليلة الماضية والذي شهد انقساما في المواقف.
وقبل انعقاد الجلسة التي جاءت بطلب من مالطا، دعت الولايات المتحدة جميع أعضاء مجلس الأمن إلى إدانة "حازمة" لهجوم المقاومة في غزة على إسرائيل.
وبعد الجلسة، قال مساعد السفير الأميركي لدى المنظمة الدولية روبرت وود "دان عدد كبير من الدول هجمات الجهاد وحماس، لكن من الواضح، ليس جميعها".
وأضاف وود "يمكنكم بالتأكيد تحديد إحدى (تلك الدول) دون أن أقول أي شيء"، في إشارة واضحة إلى روسيا.
وقال دبلوماسيون إنه من غير المرجح أن يصدر مجلس الأمن بيانا، في حين قال وود إن الأمر لا يمثل أولوية لواشنطن في الوقت الحالي.
وكان وود قال قبل اجتماع المجلس "أتوقع أن أسمع من أعضاء المجلس الآخرين تنديدا قويا للغاية بهذه الأعمال الإرهابية الشنيعة التي ارتكبت ضد الشعب الإسرائيلي وحكومته"، على حد وصفه.
انقسام بالمجلس
ووفقا لدبلوماسيين، لم تقدم أي دولة اقتراحا لإصدار بيان مشترك، في حين أن المجلس غالبا ما أظهر انقساما حيال الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني.
وقال السفير الروسي فاسيلي نيبينزيا "رسالتي كانت لصالح وقف فوري للقتال ووقف النار وإجراء مفاوضات هادفة"، متحدثا عن وضع يعود سببه جزئيا إلى "قضايا لم يتم حلها".
من جهته، دان نظيره الصيني زانغ جون "كل الهجمات ضد المدنيين"، مشددا على ضرورة العودة إلى عملية السلام لتحقيق حل الدولتين.
وقالت مصادر دبلوماسية إن أعضاء المجلس يبحثون في إصدار بيان مشترك، لكن المشاورات صعبة.
"طلب وحيد"
من ناحيته، أشار السفير الإسرائيلي جلعاد إردان إلى وجود "طلب وحيد" لإسرائيل من مجلس الأمن يتمثل في "وجوب إدانة جرائم الحرب (التي ترتكبها) حماس، بشكل لا لبس فيه. هذه الفظائع التي لا يمكن تصوّرها، تجب إدانتها". وطالب بأن "تتلقى إسرائيل دعما قويا للدفاع عن نفسها".
في المقابل، عبّر المندوب الفلسطيني الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور عن أسفه "لأنه بالنسبة إلى بعض وسائل الإعلام والمسؤولين السياسيين، لا يبدأ التاريخ إلا عندما يُقتل إسرائيليون".
وأضاف منصور "لن نقبل أبدا بخطاب يشوه إنسانيتنا وينكر حقوقنا، بخطاب يتجاهل احتلال أرضنا وقمع شعبنا". وقال "ليس الوقت الآن مناسبا للسماح لإسرائيل بالتمادي في خياراتها الرهيبة، حان الوقت لإبلاغ إسرائيل بوجوب أن تغيّر مسارها، وبوجود طريق للسلام لا يُقتل فيه الفلسطينيون ولا الإسرائيليون".