غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

غزّة في اليوم السادس: العدو يتبنّى «الحرب للحرب»... والمقاومة مطمئنّة

صواريخ
شمس نيوز - متابعة

مع انقضاء اليوم الخامس من معركة «طوفان الأقصى»، أعلن العدو الإسرائيلي تشكيل «حكومة طوارئ»، «مجلس وزراء لإدارة الحرب». وفي أعقاب ذلك، خرج رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، ووزيرا الحرب (بموجب حكومة الحرب) يوآف غالانت وبيني غانتس، ليعلن الأول الحصول على «تأييد مطلق لمواصلة الحرب» طالباً تعزيز القوات على محاور القتال، فيما أشار غالانت إلى أن «ما تعرّضنا له لم نرَ له مثيلاً منذ عام 1948»، وقال غانتس إن «دولتنا تواجه أصعب ساعاتها ونواجه عدواً قاسياً».


وبهذا الإقرار، الذي يبدو أقرب إلى إعلان الارتباك منه إلى الحرب، يَظهر الاحتلال وكأنه لا يزال يحاول استيعاب الضربة الأولى والعمل على الحدّ من تداعياتها الإستراتيجية عليه، في ظلّ فداحة الخسائر التي لحقت به، وعمق الخروقات التي استطاعت المقاومة إحداثها في جدار «هيبته». وعلى طريق ذلك، يعزّز العدو من قصفه الهمجي على غزة بتدمير المنازل على رؤوس ساكنيها، واستهداف المدنيين العُزّل وطواقم الإسعاف والمساجد، وقصف الأبراج والمكاتب الإعلامية، فضلاً عن استخدام القنابل الفوسفورية المحرّمة دولياً. وتأتي هذه التطورات بالتزامن مع تلويحه بهجوم بري على القطاع (حتى مساء أمس)، بهدف دفع المشهد إلى نهايات تساعده على استثمار النتائج الميدانية، في أيّ مفاوضات ستجري، ولا سيّما في ظلّ امتلاك المقاومة الفلسطينية رهائن له، لن يكون مصيرها قيد البحث، إلا بعد وقف العدوان على غزة.

ويدرك العدو جيداً أن ما أعلنه من نيّته القضاء على المقاومة في غزة بعيدُ المنال؛ إذ إن أي محاولة لتنفيذ هذه النية ستعني توسيع دائرة المواجهة، في ظلّ معادلة «وحدة الساحات» التي رسّختها قوى المقاومة سابقاً، ويَصعب إبطالها برفع مستوى العدوانية. ولعلّ استنفار قوات الاحتلال في شمال فلسطين المحتلة، ودويّ صافرات الإنذار هناك باستمرار، فضلاً عن الدعوات إلى الاختباء في الملاجئ، كلّها تشير إلى حجم الإرباك الذي تشكّله الجبهة الشمالية للعدو حالياً، حيث يخشى اشتعالها هي الأخرى، ولا سيمّا في ظلّ عدم تمكّنه من تحمّل جبهة غزة وحدها، وانشغاله بمحاولة «تأمين» الحدود من أي اقتحامات إضافية بدلاً من شنّ هجمات، فيما لم يستطع حتى الآن السيطرة بشكل كامل على «الغلاف»، مع استمرار المقاومة الفلسطينية في تنفيذ عمليات تسلّل إلى داخله.


وفي السياق، أكّدت مصادر في المقاومة، في حديث إلى «الأخبار»، أن المقاومين يواصلون تنفيذ عملياتهم العسكرية في منطقة «غلاف غزة» خلافاً للإعلان الإسرائيلي عن القضاء عليهم، مضيفةً أن هؤلاء «نفّذوا عمليات إنزال بحري وتسلّلٍ عدة مرات خلال الساعات الماضية، وخاضوا اشتباكات مع قوات الاحتلال في عدة مناطق في الغلاف». كما أكّدت المصادر أنه «برغم القصف الهمجي من قبل جيش العدو، لم تتضرّر قدرات المقاومة، وأن جميع استهدافات الاحتلال تتركّز على المدنيين العُزّل بهدف الضغط على الحاضنة الشعبية»، مضيفةً أن المقاومة «تنفّذ خطتها بقوة واقتدار، ولا تزال مفاعيل التحكّم والسيطرة لديها تعمل بجودة عالية جداً وهي تدير المعركة وتُفقد الاحتلال القدرة على المبادرة أو على إضعاف قدراتها العسكرية». وكانت «كتائب القسام» وسرايا القدس أعلنتا أنها تمكّنت، في اليومين الماضيين، من القيام باستبدال للمقاتلين في محور «زيكيم - عسقلان» ومحور «صوفا» الذي يشهد «اشتباكات عنيفة»، ومحاور أخرى.


أيضاً، نفّذت المقاومة، أمس، سلسلة عمليات إطلاق صواريخ مكثّفة على منطقة «غلاف غزة» وعلى مدن في الداخل المحتل، تركّز أكثرها على عسقلان، وذلك رداً على استمرار تهجير المدنيين من غزة، وضمن معادلة «التهجير بالتهجير»، التي أعلنها الناطق باسم «كتائب القسام»، أبو عبيدة، أول من أمس. وأفادت وسائل إعلام العدو بوقوع «أضرار كبيرة جداً» في عسقلان بسبب سقوط أعداد كبيرة من الصواريخ التي أُطلقت من غزة، فيما تحدّثت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية عن إصابة 12 إسرائيلياً من جراء القصف. وبحسب تقارير إسرائيلية، كان سُجّل في عسقلان وحدها تضرُّر أكثر من 1160 مبنى، و434 مركبة، في حين سُجّلت في تل أبيب إصابة 850 مبنى، و288 سيارة، على الأقل، من جرّاء إصابات صاروخية، منذ بدء معركة «طوفان الأقصى».


كذلك، قصفت "القسام والسرايا" برشقات صاروخية مناطق في «تل أبيب» ومطار «بن غوريون» وبئر السبع وأسدود المحتلة. كما، قصفت مدينة حيفا المحتلة بصاروخ من طراز «R160»، وأطلقت صاروخين من طراز «متبر1» تجاه طائرات الاحتلال في سماء خانيونس، واستهدفت مُسيّرة إسرائيلية من نوع «هيرمز» في سماء المحافظة (غزة) الوسطى بثلاثة صواريخ من الطراز نفسه. أيضاً، هاجمت مربضاً للآليات والأفراد شرق غزة بطائرتين انتحاريتين من طراز «الزواري»، فيما نشرت «القسام»، أمس، مشاهد من اقتحام موقع إسناد مدرّع تابع لكتيبة «كيسوفيم» شرق محافظة خانيونس، وقتل وأسر من فيه.


سياسياً، تتواصل المباحثات بين المقاومة الفلسطينية والوسطاء الذين جدّدوا اتصالاتهم بحركة «حماس»، في وقت تحظى فيه دولة الاحتلال بغطاء أميركي أوروبي لارتكاب مجازر بحق الفلسطينيين في قطاع غزة. وفي السياق، كشفت مصادر «حمساوية»، في حديث إلى «الأخبار»، أن «هناك اتصالات مكوكية تجري مع المصريين لإدخال المساعدات إلى قطاع غزة عبر بوابة صلاح الدين في معبر رفح البري، وسط تعهّد مصري بعدم تمرير القرار الإسرائيلي بفرض حصار مطبق على القطاع»، مؤكّدةً أن «المساعدات ستدخل إلى القطاع بشكل عاجل بما في ذلك إمدادات الوقود والأغذية والطعام». ونقل المصريون إلى «حماس» تأكيدهم أنهم ضد المخططات التي يدفع إليها أطراف في دولة الاحتلال لتهجير الفلسطينيين إلى مصر، وأن مصر لن تسمح بمجزرة إنسانية تؤدّي إلى تهجير جديد للفلسطينيين.


وكان أعلن «البيت الأبيض» أن واشنطن «تعمل بنشاط» مع السلطات الإسرائيلية والمصرية، لتوفير «ممرّ آمن للمدنيين» من غزة، وفق ما أفاد به المتحدّث باسم مجلس الأمن القومي، جون كيربي، أمس، في ما يؤشّر إلى انخراط واشنطن في مخطّط «الترانسفير» الإسرائيلي. كما أعلنت الولايات المتحدة استعدادها لنشر حاملة طائرات ثانية من طراز «يو إس إس دوايت آيزنهاور» لتلتحق بحاملة الطائرات «جيرالد فورد»، وذلك «إذا اقتضى الأمر»، بعد أن أعربت عن «قلقها» إزاء «بعض الهجمات الصاروخية عبر الحدود الشمالية لإسرائيل، ومصدرها بطبيعة الحال حزب الله».


وبينما نقلت صحيفة «بوليتيكو» الأميركية عن مسؤولين في البنتاغون «قلقهم إزاء احتمال وقوع هجمات على قواتنا بالشرق الأوسط من إيران والقوات التابعة لها»، علّق الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، على إرسال واشنطن «جيرالد فورد»، حيث تساءل خلال مؤتمر للطاقة في موسكو: «لماذا تذهب الولايات المتحدة بمجموعة حاملة الطائرات إلى البحر المتوسط؟ لا أفهم حقاً مغزى هذا. هل سيقصفون لبنان أم ماذا؟ أم أنهم قرّروا محاولة تخويف أحد؟ هناك أشخاص لم يعودوا يخافون أي شيء. هذه ليست الطريقة لحل المشكلة. يجب البحث عن حلول وسط. مثل هذه التصرفات تؤجّج الوضع بالطبع».