نسرين طبري
"ما حكّ جلدك مثل ظِفرك، فَتَوَلّ أنت جميع أمـرك
وإذا قَصَـدت لـحاجــــة.. فاقصــد لمُعترفٍ بقـدرك"
العجز هو حالة ذهنيّة اختياريّة. فإما نستسلم لها ونجلس باكين متذمرين مولولين أن "الدولة لا ترانا بشرًا" و نجلس القرفصاء بانتظار الكارثة الأكبر التي قد تحرمنا ممن نحب وتأتي على ما تبقى لنا، وإما أن ننتفض على حالة العجز والترقّب هذه ونبدأ على الفور بتجميع انفسنا والقيام بخطوات عمليّة لا تحتاج لاكثر من عزيمة وإصرار على إحراز مكتسبات ستعود بالفائدة علينا وعلى بلداتنا.
أذكّر نفسي وأذكركم: 2 مليون فلسطيني نحن..
بيننا أصحاب مِهن، بيننا عمال بناء وصيانة وكل ما يتبع لها، بينما لا ملاجيء ولا أماكن محصنة في بلداتنا.. سننتظر رحمة "الدولة" حين يسقط صاروخ او تفاجئنا هزة أرضية؟ ألن تكون "الدولة" منشغلة بابنائها من صنف "أ"؟
بيننا جميع التخصصات بالسلك الطبي/ الصحي، هل سننتظر رحمة "الدولة" لتداوي جرحانا حين يسقط صاروخ او تفاجئنا هزة أرضية؟ الن تكون "الدولة" منشغلة بابنائها من صنف "أ"؟ شو بدها دورات إسعاف أولي مكثفة لعشرات من بنات وأبناء شعبنا في كل بلد ليكونوا بجهوزية تامة حين تقع الواقعة؟
وقائمة المبادرات الحيوية الناجعة طويلة (لا مكان لذكرها كلها هنا) .. تحتاج فقط لقرار منّا بالانتقال من حالة البكاء والعجز والانتظار الى حالة التكاتف والحركة والاستفادة من الطاقات الهائلة الكامنة فينا.
*كاتبة فلسطينية من الداخل الفلسطيني المحتل 48*