شمس نيوز/صحة وطب
تؤرق مشكلة خشونة الركبة الملايين حول العالم، وهى ليست قاصرة على الفئات العمرية الكبيرة ولكنها تصيب أيضا العديد من الفئات العمرية المتوسطة والشابة، ولأن علاج خشونة الركبة إلبات ما زال يمثل تحديا بحثيا للأطباء فقد فتح هذا الأمر الباب على مصرعيه للدجل والخرافة، وأصبح الكثير من المرضى فريسة لمروجى الوهم وبائعى السراب.
ولكى نعرف الحقيقة يجب علينا أولا أن نفهم ما هى طبيعة هذا المرض وما هى أسبابه وما هى أعراضه وما هى السبل المتاحة لعلاجة.
وخشونة الركبة هى مرض يصيب الغضروف الموجود بين عظمتى الفخذ والقصبة حيث يعمل الغضروف كوسادة ماصة للصدمات بين نهايتى العظام ويمنع احتكاكها.
وحين يتآكل سطح الغضروف الخارجى ويزيد ترققه ويحدث فقد لجزء من هذا الغضروف المغطى للعظم تحدث الخشونة، حيث يزيد احتكاك العظام مما يسبب التهابها وينعكس فى صورة ألم مع المشى والحركة.
وأسباب الخشونة متعددة وأهمها:
العامل الوراثى: وقد أكدت العديد من الدراسات الدور الذى يلعبه العامل الوراثى فى حدوث الخشونة. التقدم فى العمر: حيث تضعف الغضاريف وتقل مرونتها مع التقدم فى العمر.
السمنة: حيث إن التحميل الزائد على مفصل الركبة يعجل من الخشونة. التقوس: وهو يؤدى على عدم توزيع وزن الجسم بشكل منتظم على سطح المفصل.
إصابات الركبة: حدوث إصابات بالركبة مثل الكسور وحدوث قطع بالأربطة أو الغضاريف الهلالية يساعد على حدوث الخشونة.
اجهاد الركبة: مثل ثنى الركبة لفترات طويلة والإفراط فى صعود وهبوط السلالم. بعض الأمراض: مثل الروماتويد والنقرس.
أما عن أعراض الخشونة فغالبا ما تظهر فى صورة ألم وتورم واحمرار بالركبة مع الأحساس بالاحتكاك وقلة مدى حركة المفصل.
والتشخيص يعتمد بالأساس غلى الفحص السريرى للمريض وربط الأعراض والتاريخ المرضى ويمكن أيضا عمل أشعة عادية على الركبتين فى الوضع واقفا لتحديد مدى خشونة المفصل مع إجراء بعض الفحوصات لمعرفة إذا ما كانت الخشونة مصاحبة لالتهاب روماتويدى أو لمرض النقرس.
أما عن علاج الخشونة لمفصل الركبة فهناك ثورة حقيقية فى مفهوم العلاج وأنواعه، ولكن يجب أن نأخذ بعين الاعتبار درجة الخشونة وسببها وما هى أنسب الطرق لعلاجها.
وينقسم علاج الخشونة إلى علاج تحفظى وعلاج جراحى، ويقصد بالعلاج التحفظى كل ما عدا التدخل الجراحى من اساليب العلاج وهى فى حالة خشونة الركبة متعددة ومنها.
انقاص الوزن: ممارسة الرياضات الخفيفة كالمشى والسباحة. تقوية العضلات الأمامية للفخذين والأربطة المحيطة بالركبة.
تغيير النمط اليومى الرهق للركبة من تكرار صعود وهبوط السلم وجلوس القرفصاء لفترات طويلة وغيرها.
استخدام دعامات الركبة والتعكز على عصا أثناء المشى.
عمل الكمادات الباردة والدافئة لمفصل الركبة.
استخدام مضادات الالتهاب والمسكنات تحت أشراف الطبيب.
استخدام مادة الجلوكوزامين والكوندروتين المكونة للغضروف وهناك أبحاث حديثة تقلل من أهمية استخدام مثل هذه المواد.
استخدام الحقن الموضعى بالمواد عالية اللزوجة كحمض الهيالويونيك أو استخدام الكورتيزون الموضعى وآثار هذه المواد وقتية.
أما عن العلاجات الجراحية فمنها:
استخدام المنظار فى رأب الغضروف وتهذيبه وكذلك فى عمل كشط فى سطح الجزء المتأكل لتنشيطة.
عمل زرع غضروفى للجزء المتآكل من الغضروف. استئصال الغشاء الزلالى الملتهب حول المفصل.
جراحة كسر واستعدال التقوس فى عظام الفخد والساق.
عمل استبال بمفصل صناعى وقد يكون استبدال كلى أو جزئى.
أما عن الجديد فى علاج خشونة الركبة فهناك استخدام الخلايا الجزعية وحقن الركبة بالبلازما الغنية بالصفائح الدموية. نتمنا أن نكون قد ساهمنا فى توضيح الصورة المرضية لخشونة الركبة حتى لا نكون فريسة سهلة لأوهام العلاج وإلى اللقاء فى مقال طبى جديد. د. محمد أحمد قدح أخصائى جراحات العظام والتشوهات بالمستشفيات والمعاهد التعليمية - مستشفى شبين الكوم التعليمى.