شهد قطاع غزة، نهار أمس، زخماً كبيراً في عمليات المقاومة التي غلب عليها طابع النوعية والتأثير على صعيد الخسائر البشرية. حتى إن مواطنين غزّيين تحدّثوا عن مشاهدتهم الطائرات المروحية "الإسرائيلية"، وهي تهبط عدّة مرات في محيط مدينة حمد شماليّ مدينة خانيونس جنوب القطاع، قبل أن تعلن «كتائب القسام» رسمياً، أن تلك الطائرات نقلت عدداً من الجرحى والقتلى الذين قضوا في كمائن وعمليات قاتلة.
وكانت باكورة العمليات التي أبلغ «الإعلام العسكري لكتائب القسام» عنها صباحاً، تمكُّن المقاومين من تفجير عبوتين مضادتين للأفراد بقوتين راجلتين للاحتلال، ثم الاشتباك مع جنودهما في حزمتي أبراج «k»و «j» في مدينة حمد، التي شهدت أيضاً معارك طاحنة بين كل من «سرايا القدس» و«كتائب القسام»، من جهة، وقوات العدو، من جهة أخرى. وأعلنت السرايا أن مقاوميها فجّروا عبوة شديدة الانفجار، في قوة راجلة قوامها 6 جنود، كانوا قد تحصّنوا في شقة سكنية في المدينة، ما أوقع إصابات بالغة في أفرادها. وفي المدينة ذاتها، في ساعات العصر، دمّرت «كتائب القسام» دبابة صهيونية بقذيقة «الياسين 105». وأعلنت «كتائب شهداء الأقصى»، الذراع العسكرية لحركة «فتح»، بدورها، تمكّن مقاتليها من تفجير دبابة بقذيقة «آر بي جي»، في المحور نفسه. وهناك أيضاً، أعلنت «كتائب المقاومة الوطنية» تمكّن مقاتليها من استهداف دبابة بقذيقة «آر بي جي».
وإلى الشرق من مدينة خانيونس، أعلنت السرايا تفجير مقاوميها منزلاً مفخّخاً بقوة صهيونية خاصة، كانت تتحصّن في داخله في منطقة القرارة، مؤكدة أنها أوقعت جنود القوة بين قتيل وجريح. وفي القرارة أيضاً، أعدّت السرايا كميناً نوعياً لقوات العدو، حيث فجر مقاوموها نفقاً حاول عدد من الجنود استطلاعه، ما تسبب بمقتل وإصابة جميع أفراد القوة.
وأمام كل ذلك الضغط الميداني، اضطر جيش الاحتلال إلى الاعتراف بإصابة ثلاثة جنود في المعارك الدائرة في جنوب القطاع. على أن الصور التي من المتوقع أن تنشرها المقاومة في وقت لاحق، ستثبت حجم الخسائر البشرية الحقيقي في صفوف جيشه.
ولا تزال قذيفة «الياسين 105» المصنّعة محلياً، نجم المعركة بلا منازع، بعدما أثبتت قدرات كبيرة في اختراق وتدمير مئات الدبابات. وفيما يراهن جيش العدو على عامل الوقت في تجفيف قدرات المقاومة من السلاح والذخيرة، يثبت حضور تلك القذيفة الدائم أن الآمال "الإسرائيلية" دونها تصنيع المقاومة الوفير لهذا النوع من السلاح، والذي استمر طوال خمس سنوات ماضية.
من جهة أخرى، أعلن جيش العدو مقتل الجندي الأسير لدى المقاومة، إيتاي خين (19 عاماً)، فيما قالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» إن جثث 35 قتيلاً من الجنود والمستوطنين، أُبلغت عائلاتهم بمقتلهم، لا تزال محتجزة لدى حركة «حماس» في قطاع غزة. (المصدر: الأخبار – يوسف فارس)