غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

ما بعد إجهاض مخطّط فرج... آمال «الهندسة الأمنية» تتراجع

غزة.jpeg
شمس نيوز -متابعة

في منتصف الأسبوع الماضي، أعلنت مصادر محلية غير رسمية مقتل عنصرين ينتميان إلى جهاز المخابرات العامة الذي يرأسه اللواء ماجد فرج، خلال مهمة تأمين شاحنات المساعدات قرب مفترق الكويت على شارع صلاح الدين شرقي مدينة غزة. ووسط الغموض الذي أحاط بالحادثة، نعت العشرات من صفحات مواقع التواصل الاجتماعي التابعة لحركة «فتح»، الشابين اللذين كانا «يقومان بمهمة إنسانية وطنية لتوصيل المساعدات إلى الأهالي المحاصرين في شمال القطاع».

وبالتزامن مع ذلك، سرّبت مصادر في وزارة الداخلية التابعة لحركة «حماس» أن الشابين ليسا إلّا جزءاً من فريق أمني جهّزه اللواء ماجد فرج، تسلّل إلى القطاع ضمن قافلة مساعدات تابعة لـ«جمعية الهلال الأحمر»، فيما تحدّثت مصادر رسمية أخرى عن أنه لا علم لها بدخول تلك العناصر إلى غزة، وأن هؤلاء كان من المقرر أن يعملوا كبديل من الأجهزة الأمنية في غزة.

ووفقاً للمصدر، فقد ألقت الأجهزة الأمنية في جنوب القطاع القبض على سبعة عناصر آخرين، فيما تجري التحقيقات للوقوف على حيثيات المخطّط الذي قالت إنه «يهدف إلى إثارة البلبلة والاقتتال بين مكوّنات المجتمع المحلي الفلسطيني». وأول من أمس، كشف مصدر أمني في وزارة الداخلية في غزة عن نتائج التحقيق، موضحاً أن اللواء ماجد فرج شكّل قوة أمنية في غزة، بناءً على اجتماع عُقد في إحدى الدول العربية برعاية أميركية وتنسيق "إسرائيلي"، مبيّناً أنه كان من المقرر أن تتخذ القوة الجديدة من مبنى «جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني» في حي تل الهوا جنوب مدينة غزة، مقراً دائماً تنطلق منه في توجيه العمليات، ليشكل فيما بعد نواة القوة الأمنية البديلة، التي يُراد لها أن تحلّ محلّ الأجهزة الأمنية التابعة لحركة «حماس».

وأفاد المصدر بأنه كان من المخطط أن تعمل القوة الأمنية على ثلاث مراحل: الأولى هي المساهمة في تحقيق الأمن الغذائي للأهالي، عبر تأمين شاحنات المساعدات وتنظيم آلية لتوزيعها، وذلك بغطاء من «الهلال الأحمر»؛ والثانية تقوم على اختراق العشائر والتأثير عليها واستمالتها لتقديم غطاء شرعي لعمل القوة الجديدة؛ فيما الثالثة تشمل توسيع صلاحيات القوة ونفوذها، للسيطرة على المفاصل الأمنية في القطاع.

وكان ملاحظاً أن تدشين القوة الجديدة، جاء بعد إعلان «هيئة تأمين المساعدات العشائرية»، والتي كانت تعمل برضا ودعم من حركة «حماس»، وقف تأمين المساعدات، بعدما قتلت الغارات "الإسرائيلية" أكثر من 70% من عناصرها، في غارات استهدفتهم وهم ينتظرون الشاحنات على دوار الكويت. كذلك، اغتالت قوات الاحتلال عدداً من كبار العائلات والعشائر التي أعلنت أنها لن تكون جزءاً من أي مخطط "إسرائيلي" للسيطرة على غزة.

وحول تلك الوقائع، تؤكد مصادر أمنية، في حديث إلى «الأخبار»، أن «المخطط الذي يرعاه ماجد فرج، تعرّض لضربة أجهضته وهو في مراحله الأولى»، مبيناً أنه «كان من المفترض أن تتضاعف أعداد القوة الأمنية، من بضعة عشرات إلى مئات ثم آلاف، سيعملون بغطاء "إسرائيلي"، فيما يشير انتقاء مبنى الهلال الأحمر في تل الهوا، وهو مكان بعيد من الحواضر المأهولة في الوقت الحالي، ويقع في مدى النيران "الإسرائيلية"، كونه قريباً إلى حد ما من مفترق النابلسي والمنطقة الوسطى التي تتعسكر فيها القوات "الإسرائيلية"، مكاناً دائماً لإدارة العمليات، إلى وجود تنسيق كامل مع سلطات العدو».

وتلفت المصادر إلى أن «العدو اعتقد بأن قتل مسؤول إدارة عمليات الأجهزة الأمنية في مستشفى الشفاء، فايق المبحوح، من شأنه أن يقوّض البناء الهيكلي للأجهزة الأمنية، ويصنع حالة من الفراغ»، مستدركاً بأن "هذا الاعتقاد يعبّر عن قصور في فهم الواقع القائم (...) إذ برغم الملاحقة والقصف المستمر للمئات من مفاصل العمل الأمني، لم يتغير الواقع حتى اللحظة".