غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

تقرير "إسرائيل": القرار الأميركي بتأخير شحن الأسلحة "مخيب للأمال للغاية ومحبط"!

بايدن والنتن .. تباين الأغدقاء!...jpg
شمس نيوز -متابعة

تواصل الإدارة الأميركية إرسال رسائل متناقضة في سياستها تجاه الحرب "الإسرائيلية" على غزة خصوصا في ظل اجتياح القوات "الإسرائيلية". وقبل أيام من إتمام التقرير المطلوب من وزارة الخارجية تقديمه إلى الكونغرس  حول مدى التزام "إسرائيل" بالقانون الدولي في استخدامها للسلاح والذخائر الأمريكية جرى الإعلان عن وقف شحنة ذخائرة واحدة على الأقل "لإسرائيل". وضمن سياستها الابتزازية أبلغت "إسرائيل" الإدارة الأمريكية أن وقف شحن الأسلحة سوف يفسد المساعي المبذولة للتوصل إلى صفقة  تبادل للأسرى وهدنة في الحرب. ومن جهة أخرى أعرب وزير الخارجية "الإسرائيلية" السابق، إيلي كوهين عن إيمانه بوجوب أن تنتج إسرائيل سلاحها في حين عبر مسئولون "إسرائيليون" آخرون عن اعتقادهم بأن أمريكا لن تمنع السلاح عن "إسرائيل" في هذه الظروف.

وبحسب المراسل السياسي لموقع "واللا" باراك رافيد فقد أدى وقف شحنات الأسلحة الأمريكية إلى "إسرائيل" إلى زيادة التوتر بين حكومة نتنياهو وإدارة بايدن. وأوضحت "إسرائيل" أنها تشعر بخيبة أمل ليس فقط من التجميد، بل أيضاً من حقيقة تسريب الأمور إلى وسائل الإعلام. الرسالة "الإسرائيلية" للولايات المتحدة: الضغط يجب أن يكون على حماس وليس على "إسرائيل". وخلال محادثات مع مسؤولين أميركيين كبار في الأيام الأخيرة، أعرب مسؤولون صهاينة كبار عن إحباطهم العميق إزاء قرار إدارة بايدن تعليق شحنة أسلحة كان من المفترض أن تذهب إلى الكيان، وأعربوا عن قلقهم من أن تؤدي هذه الخطوة إلى تخريب الجهود المبذولة للتوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى.

وكان مسؤولون أمريكيون قالوا إن الخطوة غير المسبوقة التي اتخذتها إدارة بايدن، كانت وسيلة للولايات المتحدة للتعبير "لإسرائيل" عن قلقها العميق بشأن عملية برية محتملة في رفح. وزادت هذه الخطوة من حدة التوترات بين حكومة نتنياهو وإدارة بايدن، والتي كانت على أي حال في ارتفاع في الأشهر الأخيرة على خلفية العديد من الخلافات المحيطة بالحرب في غزة.

وبدت التناقضات في الموقف الأمريكي جلية حينما اعتبرت هجوم "إسرائيل" على شرقي رفح وإعادة احتلال معبر رفح وإغلاقه أمام تدفق المساعدات عملا لا يتجاوز خطوط بايدن الحمراء. كما أنها قالت إن هذا عمل مشروع لحرمان حماس من مصدر مالي ولمنع تهريب الأسلحة من مصر إلى القطاع. ورغم ذلك تعلن كل صباح أن إدارة بايدن تعارض عملية برية واسعة النطاق للجيش "الإسرائيلي" في رفح لا تتضمن خطة موثوقة لحماية المدنيين.

وأوضح رافيد أنه عندما سمع مسؤولون كبار في تل أبيب للمرة الأولى الأسبوع الماضي عن قرار الحكومة تأخير شحن الأسلحة التي شملت 1800 قنبلة تزن طناً و1700 قنبلة تزن 250 كيلوغراماً، بدأوا في معرفة ما هي خلفية هذه الخطوة. وأعرب "الإسرائيليون" عن إحباطهم العميق لنظرائهم الأمريكيين بشأن القرار. ونقل عن مصادر مطلعة قولها إن "إسرائيل" أوضحت لإدارة بايدن أنها تشعر بخيبة أمل ليس فقط من قرار تجميد شحنة الأسلحة، ولكن أيضًا من حقيقة أن الإدارة قامت بتسريب الأمر إلى وسائل الإعلام وأطلعت الصحفيين على ذلك . وقالت المصادر المطلعة إن "إسرائيل" أكدت للولايات المتحدة أنها تشعر بقلق بالغ من أن تؤدي الخطوة الأمريكية في هذا الوقت، خلال المفاوضات في القاهرة، إلى الإضرار بجهود التوصل إلى صفقة التبادل ووقف إطلاق النار.

وتخشى "إسرائيل"، حسب "واللا" أن تستمد حماس التشجيع من الضغوط الأمريكية على "إسرائيل" وترفض أي مرونة في المفاوضات وبالتالي لن يكون من الممكن التوصل إلى اتفاق. وذكرت المصادر أن الرسالة "الإسرائيلية" للولايات المتحدة هي أن إدارة بايدن يجب أن توجه ضغطها نحو حماس وليس نحو "إسرائيل"، وأن "إسرائيل" تتوقع من الولايات المتحدة أن تستمر في الوقوف إلى جانبها عندما تقاتل حماس.

وكان وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن قد أكد في جلسة استماع في الكونغرس أمس أن الولايات المتحدة تعيد فحص شحنات الأسلحة التي كان من المقرر أن تذهب إلى "إسرائيل" في المستقبل القريب، وذلك في سياق الأحداث في رفح. لقد قمنا بتعليق عمليات التسليم، لقد أوضحنا أننا نعارض الإجراء "الإسرائيلي" في رفح الذي لا يأخذ في الاعتبار سلامة المواطنين الفلسطينيين في المدينة".

وكما هو واضح، وبعد كثير تشكيك وتردد جرى التأكيد في الولايات المتحدة على أن تسليم الأسلحة إلى "إسرائيل" يتأخر بسبب الخوف الأمريكي من إيذاء المدنيين في رفح، وفي "إسرائيل" يعبرون عن إحباطهم العميق من القرار - على خلفية التوترات العالية بالفعل بين نتنياهو والرئيس الأمريكي جو بايدن، والغضب "الإسرائيلي" من سلوك رئيس وكالة المخابرات المركزية في المفاوضات للتوصل إلى اتفاق مع حماس.

وحسب "يديعوت أحرنوت فإنه بعد أن أكد مسؤول أمريكي مجهول ليلة أمس الأول  التقارير حول تأخير شحن آلاف القنابل إلى "إسرائيل" الأسبوع الماضي، أكد وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن ذلك بصوته في جلسة الاستماع بمجلس الشيوخ. وأوضح أوستن أن هذا قرار اتخذه الرئيس بايدن نفسه.

وقال أوستن: "لقد كنا واضحين للغاية منذ اللحظة الأولى أنه لا ينبغي "لإسرائيل" أن تنفذ هجوماً واسع النطاق في رفح دون الأخذ في الاعتبار الحاجة إلى حماية المدنيين في منطقة المعركة. وبينما نقوم بدراسة الوضع، قمنا بتعليق إحدى الشحنات "شحنة أسلحة ثقيلة". وهذه إشارة إلى القنابل الثقيلة التي تؤجل الولايات المتحدة تسليمها منذ الأسبوع الفائت، لكنه أوضح أنه لم يتم اتخاذ قرار نهائي بعد بشأن تأخير هذه الشحنة.

وجاءت كلمات أوستن بعد أن قال مسؤول "إسرائيلي" لشبكة NBC ظهرأمس إن حكومة نتنياهو تشعر "بإحباط عميق" من قرار الإدارة الأمريكية تأخير تسليم القنابل. ويأتي هذا على الرغم مما يبدو كمحاولة من جانب المتحدث باسم الجيش "الإسرائيلي" للتقليل من أهمية هذه الخطوة، عندما قال متحدث باسم الجيش، إن الخلافات بين الحلفاء سيتم حلها "خلف الأبواب المغلقة".

وفي وقت سابق، أكد مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية تأخير الشحنة، التي قال إنها كان من المفترض أن تحتوي على 1800 قنبلة تزن 900 كيلوغرام و1700 قنبلة تزن 225 كيلوغراما. وبحسب التقارير، فإن الولايات المتحدة تشعر بالقلق بشأن الطريقة التي ستختار بها "إسرائيل" استخدام هذه القنابل الثقيلة المتفجرات في بيئة كثيفة مثل رفح، حيث يقيم مئات الآلاف من النازحين. وهذا قرار غير مسبوق في الحرب، التي ترسل خلالها الولايات المتحدة مساعدات عسكرية واسعة النطاق "لإسرائيل" - وحتى أنها وافقت مؤخرًا على حزمة مساعدات ضخمة، أوضحت واشنطن أنها لن تتأثر بالقرار المعني.

وقال مسؤول أميركي في تقرير لقناة "إن بي سي" مساء أمس، إن إدارة بايدن "تركز بشدة" على إنهاء استخدام "إسرائيل" للقنابل الثقيلة في حرب غزة، على خلفية الدمار الواسع الذي أحدثته في القطاع. ومع ذلك، تؤكد الشبكة الإخبارية أن "إسرائيل" تمتلك بالفعل ترسانة كبيرة من هذه القنابل، لذا فمن غير المرجح أن تؤدي هذه الخطوة إلى وقف الهجوم. ووفقا للمصدر، بدأت الولايات المتحدة بالفعل في أبريل/نيسان الماضي بتأخير شحنات الأسلحة المستقبلية إلى "إسرائيل"، في الوقت الذي أشارت فيه بالفعل إلى اقتراب العملية واسعة النطاق في رفح - على الرغم من معارضة الولايات المتحدة والقادة في جميع أنحاء العالم. وشدد هذا المصدر أيضًا على أنه لم يتم اتخاذ قرار نهائي بعد، وأشار إلى أنه في إجراء منفصل تدرس وزارة الخارجية ما إذا كانت ستوافق على الشحنات المستقبلية من مجموعات القنابل الدقيقة، المعروفة باسم JDAM. وبحسب تقرير NBC، فقد تأخرت أيضًا شحنة من قنابل SDB-1، وهي قنابل موجهة ودقيقة تزن 100 كلغم.

بالإضافة إلى ذلك، كما ذكرت شبكة NBC، من المتوقع أن تتخلف إدارة بايدن عن الموعد النهائي المحدد لها لتقديم تقرير إلى الكونجرس سيحدد ما إذا كانت "إسرائيل" تلتزم بالقانون الدولي في الحرب في غزة. وقال العديد من مسؤولي الإدارة إن وزارة الخارجية، والتي من المفترض أن تقدم التقرير، ربما ستتخلف عن الموعد النهائي - الذي ينتهي اليوم - وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر الليلة الماضية إنه حتى لو كان هناك تأخير في تقديم التقرير، فستكون هناك محاولة لتقديمه في أقرب وقت ممكن.

والإدارة مطالبة بتقديم التقرير إلى الكونجرس بموجب قانون وقع عليه بايدن نفسه فقط في فبراير/شباط الماضي، والذي يلزم وزير الخارجية ووزير الدفاع بتقديم تقييم بشأن موقف الحلفاء الذين يتلقون مساعدات عسكرية أمريكية في العلاقات الدولية. القانون - في إطار الصراعات القائمة - إذا تقرر أن "إسرائيل" لا تلتزم بالقانون دوليا، فسيكون أمام إدارة بايدن 45 يوما للتوصية بإجراءات تهدف إلى "تصحيح الوضع" - بما في ذلك إمكانية تجميد شحنات الأسلحة المستقبلية.

وقال سفير "إسرائيل" لدى الأمم المتحدة، جلعاد إردان، إنه لا يعتقد أن الولايات المتحدة ستتوقف عن إرسال أسلحة إلى "إسرائيل"، لكنه وصف قرار تأخير بعض الشحنات بأنه "مخيب للآمال للغاية، بل ومحبط". وبحسب قوله، "لا يمكن لبايدن أن يقول إنه شريكنا في هدف تدمير حماس، ومن ناحية أخرى يؤخر الوسائل المخصصة لتدميرها".

كما هاجم السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام قرار إدارة بايدن، وقال لأوستن خلال جلسة الاستماع في مجلس الشيوخ إنه "أمر سخيف، أعطوا إسرائيل ما تحتاج إليه حتى يتم تدمير حماس". حتى أنه سأله: "هل تؤيد إلقاء القنبلتين الذريتين على هيروشيما وناكازاكي لإنهاء الحرب العالمية الثانية؟".

أما وزير الخارجية السابق ووزير الطاقة الحالي، إيلي كوهين فكان أول عضو في حكومة نتنياهو يرد: "لسنا بحاجة إلى الانتظار حتى نهاية الحرب، يجب علينا التحرك فورًا لإنشاء أنظمة إنتاج في الشركات القائمة، وإنشاء شركات دفاع جديدة. أنا متأكد من أنه وكما كان الحال في الماضي، فإن الصناعات الدفاعية "الإسرائيلية" ستخرج أقوى."