غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

بالصور وين نروح.. نازحو رفح يضطرون للاقامة في موقع عسكري

2ac7fa88-9594-4d4c-8614-6aa6d0330a8c.jpg
شمس نيوز - مطر الزق

اضطر النازح خالد بلح لتثبيت دعائم خيمته الجديدة، قرب برج خرساني يستخدم للتدريب العسكري فيما يتوسطه شعار "كتائب القسام" الذراع المسلح لحركة حماس في دير البلح.

ويدرك النازح "خالد" القادم من مدينة رفح خطورة نصب خيمته في موقع "القسام"؛لكنه برر ذلك بالقول "وين نروح؟! وهل هناك مكانا آخر للإيواء؟".

ويقع الموقع العسكري المعروف باسم (17) جنوب غرب مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، وكانت كتائب القسام قد اخلت الموقع منذ بداية الحرب التي اندلعت في السابع من أكتوبر العام الماضي.

وتتعرض المواقع العسكرية للفصائل الفلسطينية للاستهداف المباشر بالصواريخ والقذائف المدفعية، كذلك تستهدف جميع المنازل التي يزعم الاحتلال وجود عناصر المقاومة بالقرب منها.

ووفقا لخالد فإنه اضطر وأسرته المكونة من (15 فردا) لنصب خيمتهم داخل الموقع العسكري، بعدما بحثوا كثيرا عن أماكن فارغة خلال النزوح من مدينة رفح حتى منطقة الزوايدة دون جدوى.

ويقول لمراسل "شمس نيوز": "إن عشرات الآلاف من نازحي رفح بحثوا عن أماكن للإقامة فيها؛ لكن أعداد قليلة حالفها الحظ بسبب نزوحهم المبكر، أما نحن فلم نجد أمامنا سوى هذا المكان الخطر".

ويضيف خالد بحرقة في قلبه: "أين نذهب؟ اختاروا لنا مكانا أفضل ونحن سنترك هذا المكان الخطر فورا، لماذا نأتي لموقع عسكري إلا للضرورة؟".

ويرى خالد، أنه من المفارقات أن يضطر النازحون إلى الإقامة في هذا المكان الخطر، بعد النفقات الكبيرة التي دفعوها للخروج من رفح. ويضيف أنهم دفعوا 300 دولار للمواصلات، و500 دولار للخيمة ليجلسوا في هذا المكان الخطر المهدد بالقصف من الاحتلال.

ووفقا لتقديرات غير رسمية فإن نحو 300 ألف فلسطيني نزحوا من مدينة رفح، منذ بدء العدوان العسكري الإسرائيلي على المدينة، إذ أمر جيش الاحتلال، يوم الاثنين الماضي، سكان شرقي رفح بمغادرة منازلهم، وبدأ عملية عسكرية فيها؛ وعاد وقرر، السبت، توسيع العملية، حيث أمر سكان وسط المدينة بالرحيل. كما دعا سكان رفح إلى النزوح باتجاه منطقة المواصي الساحلية التي تمتد من دير البلح شمالا، مرورا بمحافظة خان يونس جنوبا، وحتى بدايات رفح أقصى الجنوب.

وبحسب مراقبين، فإن المنطقة مزدحمة أصلا بالنازحين، وتفتقر إلى البنية التحتية.

وأصيبت عائلة المسنة بدر صالح (70 عاما) بالرعب عندما أعلن جيش الاحتلال توسيع عمليته في وفح ووصلت إليهم الصواريخ الفتاكة؛ لتتخذ قرار النزوح على عجل.

لكن قرار نزوح عائلة المسنة بدر اصطدم بالتكاليف الباهظة تقول لمراسل "شمس نيوز" :"دفعنا 1200 شيكل (320 دولارا) للشاحنة التي نقلتنا من رفح إلى الزوايدة ثم إلى موقع القسام غرب دير البلح، فقد بِعنا ذهبا وخواتم وسلاسل رفيعة للمواصلات وللأكل، وجمعت الذهب من بناتي وزوجات أبنائي، وبعناه".

وبحثت المسنة بدر عن أماكن للإقامة فيها لكنها لم تجد سوى الموقع العسكري، علما أن عائلتها مكونة من النساء والأطفال، وتقول: "أبنائي لم ينزحوا معنا وبقوا شمال القطاع بعضهم تم اسره والاخر استشهد والباقية لا نعرف أين هم؟!".

أما الشاب يوسف حسنين الذي نزح لتوه من رفح يقول: "أنا ساكن الآن في موقع عسكري مليئ بالمباني الخرسانية والأدوات العسكرية المكان مرعب؛ لكن وين نروح؟ الأماكن امتلأت بالنازحين وهذا المكان الوحيد ليستر عائلتي".

ولم ينس الشاب حسنين التنويه بأن المكان موحش فلا مياه ولا كهرباء ولا بنية تحتية ولا خدمات من أي مؤسسة أو جمعية أو جهات دولية، مشددا أن المكان تحول من موقع عسكري إلى مكان مدني بسبب لجوء مئات النازحون إليه ونصب خيامهم بداخله".

f3bd4768-4d7f-44a4-a524-db36bed33272.jpg
975dda2f-4f51-4130-8305-5b1426995fbd.jpg
54ff9d36-50f0-43a5-8aa3-ff64fc6a7a23.jpg