شمس نيوز / عبدالله عبيد
من الواضح أن دولة لبنان بدأت تنحو منحى جديدا تجاه القضية الفلسطينية، فيما يتعلق بوحدة الصف الفتحاوي الداخلي بالإضافة إلى المصالحة الفلسطينية الفلسطينية، خصوصاً بعد تراجع الدور المصري والسعودي في الآونة الأخيرة، لانشغال كل منهم بالقضايا الداخلية.
فلم يجف حبر محادثات المدير العام للأمن اللبناني اللواء عباس إبراهيم لجمع الرئيس الفلسطيني محمود عباس والقيادي الفلسطيني محمد دحلان بعد، ليتجدد الحديث في زاوية فلسطينية أخرى، وعبر طرف لبناني ثان، وهو البلد الذي أثقل باللاجئين الفلسطينيين، بالإضافة إلى أزمة بلاده الداخلية، إلا أنه أصر على جمع القيادات الفلسطينية لحل معضلات سياسية طال انتظار حلها مصريا وسعوديا وقطريا.
وعقد رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، يوم الخميس الماضي اجتماعاً مشتركاً بين وفدين قياديين من حركتي "فتح" و"حماس" تمحور حول سبل تحقيق المصالحة وتعزيز الوحدة الوطنية، وطرح جملة أفكار واقتراحات للدفع في هذا الاتجاه، ولاقت الخطوة ترحاباً من الطرفين.
وجرى اللقاء المشترك بعد اجتماعين منفصلين عقدهما بري مع كل وفد على حدا، وضم عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" عزام الأحمد والسفير اشرف دبور وأمين سر "فتح" ومنظمة التحرير في لبنان فتحي ابو العردات، وترأس وفد "حماس" نائب رئيس المكتب السياسي موسى ابو مرزوق، وضم ممثل الحركة في لبنان علي بركة ومسؤولين آخرين.
والتساؤل هنا: هل يفعل لبنان ما لم تفعله كينونة أم الدنيا المصرية سياسيا للفلسطينيين؟ ولا مليارات مكة والدوحة المستمرة في الوصول إلى خزائن السلطة الفلسطينية وحماس؟ أم تبقى قضية المصالحة الفلسطينية طريحة التنقل بين بلدان تحتاج لمن يساعدها في حلولها الأمنية والسياسية؟
أمين سر منظمة التحرير وحركة فتح في لبنان، فتحي أبو العردات والذي كان حاضراً لهذه اللقاءات أعرب عن تفاؤله من تلك اللقاءات، مشيراً إلى أن هناك بوادر إيجابية سيتم الإعلان عنها لاحقاً.
ولم يخف أبو العردات خلال حديث سابق له مع "شمس نيوز" الدور المصري الأساسي في ملف المصالحة، مشدداً على تمسكهم بالقاهرة كمكان للقاءات والاجتماعات.
تدخل مختلف
وبحسب المحلل السياسي، طلال عوكل فإن دخول لبنان على ملفات المصالحة الفلسطينية والفتحاوية يختلف عن التدخلات الأخرى ذات الطابع الرسمي كالدور المصري والسعودي والقطري، مشيراً إلى أن هناك أخوة عميقة بين الفلسطينيين واللبنانيين.
ويرى عوكل في حديثه لـ"شمس نيوز" أن اللبنانيين حريصون على رأب الصدع بين حماس وفتح، "وأيضاً حل النزاع الذي طال سنوات عدة بين عباس ودحلان، لافتاً إلى الحرص اللبناني على أن لا يؤثر هذا الخلاف على المخيمات الفلسطينية داخل لبنان.
لا قيمة لها
وبالرغم من ترحيب القيادي موسى أبو مرزوق وعزام الأحمد بهذه اللقاءات ووصفها بالايجابية على مستوى تحريك عجلة المصالحة المعطل، إلا أن القيادي البارز في حماس، د.محمود الزهار وصف هذه اللقاءات بأنها "لا قيمة لها".
وأوضح الزهار في تصريح لـ"شمس نيوز" أن تواجد أبو مرزوق في لبنان، للقاء قادة الحركة هناك، بعد أن أجرى عملية جراحية في العاصمة القطرية "الدوحة"، " ولربما يسافر إلى جهات أخرى"، منوهاً إلى أن هذا الموضوع ليس له علاقة بعامل الجغرافيا والراعي للمصالحة.
المحلل السياسي، حمزة أبو شنب، قال في هذا السياق، إن الجميع يدرك مدى حساسية الساحة اللبنانية ومدى خطورة الانقسام داخل المخيمات"، لافتاً إلى أن هناك خشية لبنانية من انعكاس الانقسام بين فتح وحماس والصراع الداخلي في حركة فتح بين عباس ودحلان على تركيبة المخيمات الفلسطينية.
وأضاف أبو شنب لـ"شمس نيوز": لبنان متخوف من انزلاق الأوضاع داخل المخيمات كما حصل في سوريا، لذلك رأت ضرورة التخفيف من حدة التوتر، وتحديد الملف الفلسطيني الداخلي بين فتح وحماس".
هذا ما أكده المحلل السياسي طلال عوكل، بأن اللبنانيين يحرصون على أن لا يدخل الفلسطينيون على خط التناقضات اللبنانية الداخلية، "يعني هناك حرص حقيقي حكومي ومن قبل الحركة الوطنية في لبنان على حل الملف الفلسطيني"، بحسب قوله.
وكانت صحيفة الأخبار اللبنانية، المقربة من حزب الله، نشرت الأسبوع الماضي في تقرير لها أن المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، التقى خلال زيارته لدولة الإمارات الشهر الماضي بالقيادي الفتحاوي المفصول محمد دحلان.
وأوضحت الصحيفة أن اللقاء كان محددا مسبقاً، وذلك قبل وصول إبراهيم إلى أبو ظبي للمشاركة في معرض للأمن، وكانت هذه "المرة الأولى التي يتعرف فيها إبراهيم إلى دحلان شخصياً"، كما قال مقربون من الأخير.