"ذهب لجمع الحطب لصناعة الحليب لبناته الاثنتين" بهذه الكلمات ودعت والدة أحد الشهداء شمال قطاع غزة ابنها المسجى بدمائه الطاهرة أمام عينيها، داعية بأن يكون من الشهداء الأبرار في جنات الخلد مع الصديقين والشهداء.
تمرر يدها على جسد نجلها البكر في مشهد مؤلم جدًا لا يتقنه سوى الأمهات الفلسطينيات الصابرات وفي ذات الوقت تحبس دموعها بين مقلتيها لتترك لسانها يردد: "أبو أحمد عنده بنتين راح يجمع حطب عشان يغلي الحطب، أبو أحمد ملحقش يفرح ويسمي أحمد".
كلماتها المؤلمة كانت كفيلة بان تبكي الحجر والشجر؛ لكن قلوب العالم ما زالت متحجرة وسوداء تجاه كل ما ينطق باسم فلسطين، تقول: "أبو أحمد هو البكر أول كلمة ماما وأول حضن، هو نور عيني وقلبي"، وبإرادة فولاذية وصادقة تتضرع إلى الله تعالى بأن يجعل ابنها أبو أحمد في عداد الشهداء في الجنة مع الصديقين والشهداء.
وأبت أم أحمد أن تختم رسالتها إلا بالتضرع إلى الله لوقف الحرب قائلة: "إن شاء الله اتكون يا أبو أحمد آخر شهداء الحرب".