"جسد طفلي ضعيف جدًا يعاني من سوء تغذية، وعدم القدرة للوقوف على قدميه، أنا غير قادرة على إرضاعه، فش عندي حليب طبيعي بالمرة"، بهذه الكلمات المؤلمة تحدثت السيدة نور أبو السعود عن معاناتها وطفلها الرضيع نتيجة عدم التغذية الصحية السليمة تزامنًا مع تدهور الأوضاع الاقتصادية بسبب مرور 267 يومًا للحرب الإسرائيلية على التوالي.
نور أبو السعود هي أم لثلاثة أطفال "ماهر وعلاء"، ورضيعها عبد الرحمن الذي يحمل قصة مؤلمة منذ ميلاده حتى بلوغه الشهر الثامن، بدأت الحكاية منذ النزوح من معسكر جباليا، إذ كانت والدته حينها حاملًا به، تركض بين ركام المنازل المدمرة والدخان المتصاعد حتى جاءها المخاض أثناء النزوح في منطقة الشيخ رضوان.
لمتابعة آخر المستجدات الميدانية والسياسية للحرب على غزة اشترك بقناة شمس نيوز على منصة تيلجرام
أنجبت نور رضيعها عبد الرحمن في ظروف قاهرة، لم يسعفها المكان في مدينة غزة وشمالها مطلقًا نتيجة شدة القصف الإسرائيلي؛ فغادرت مع أسرتها إلى جنوب وادي غزة حتى استقرت في ساحة مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح وسط القطاع.
تستذكر نور جزءً يسيرًا من معاناتها في فصل الشتاء تقول: "في الساعة الثانية فجرًا كنت نائمة أنا وأسرتي وعلى يميني رضيعي الصغير عبد الرحمن؛ وفجأة دون سابق انذار سقطت الخيمة فوق رؤوسنا فقد كانت مليئة بمياه الأمطار ما أدى لغرق الأطفال والرضيع".
أصيب الرضيع عبد الرحمن بالكثير من الأمراض والنزلات المعوية والالتهابات على الصدر لعدم قدرة العائلة من توفير أجواء مناسبة لحماية الأطفال والسيدات، تشير نور خلال حديثها لمراسل "شمس نيوز"، إلى أن أفراد عائلتها لم يجدوا عملًا منذ بداية النزوح في السابع من أكتوبر 2023 حتى الآن، مدة الحرب طالت كثيرًا وفقدنا جميع أموالنا".
تفاقمت أزمة عائلة أبو السعود مع تدهور الحالة الصحية للرضيع عبد الرحمن الذي أصابه الهزل والكسل وعدم القدرة على الوقوف على القدمين وقلة وزنه، تقول والدته: "الولد عدو اختفى المفترض يكون وزنه أكثر من 12 كيلو بعمر 8 شهور لكن حتى الآن وزنه لا يتعدى الـ 5 كيلو".
وأرجعت نور السبب إلى سوء التغذية وقلة توفر الغذاء الصحي المناسب لطفلها، لافتًة إلى أنها تقدم لطفلها حليب صناعي منذ ميلاده؛ لعدم تكون الحليب الطبيعي في جسدها نتيجة الإعياء وقلة التغذية.
وازدادت معاناتها مع سوء الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يمر بها سكان قطاع غزة، وإصابة رضيعها بمرض خطير وهو "الكبد الوبائي" فلم تعد السيدة نور قادرة على توفير الحليب الصناعي أو طعام غذائي صحي لها ولأطفالها وتقول: "بدأ جسد الطفل يختفي ووزنه يقل تدريجيا، أنا متت لما ولدت عبد الرحمن ما بدي يموت بين ايدي وعينيا".
وناشدت السيدة نور، العالم العربي والإسلامي ومن يملك في قلبه نوعًا من الحرية والديمقراطية والتضامن مع الأطفال والنساء للضغط على "إسرائيل" لوقف الحرب وإدخال المساعدات الغذائية والصحية وإنقاذ الأطفال والرضع من الموت البطيء، وفتح المعابر أمام الحالات المرضية وجرحى الحرب قبل فوات الأوان.
اخترنا لكم: تفاصيل مرعبة ترويها المسنة الطناني عن هجوم الكلب على جسدها: "الجنود يضحكون!"