غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

بيسان السردي.. تطلق مبادرة تعليمية لإعادة الأمل للأجيال الناشئة

شمس نيوز- عبد الله عبدالعال

تراجع مستوى التعليم لدى الأطفال الفلسطينيين في قطاع غزة بشكل ملحوظ نتيجة حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل منذ قرابة عشرة أشهر، هذا التدهور دفع لظهور مبادرات تعليمية تهدف إلى إحياء العملية التعليمية للأطفال داخل مخيمات النزوح، مسلطة الضوء على أهمية توفير بيئة تعليمية تعيد الأمل وتدعم الأجيال الناشئة في مواجهة التحديات القاسية.

وتعتبر مبادرة الخيمة التعليمية، التي أسستها المتطوعة بيسان السردي وفريقها، واحدة من هذه المبادرات التي تسعى إلى إعادة إحياء العملية التعليمية للأطفال في مخيمات النزوح، إذ انبثقت فكرة الخيمة التعليمية من واقع شعرت به بيسان السردي عندما لاحظت تراجع مستوى التعليم لدى الأطفال بسبب الحرب المستمرة.

36.jpg
35.jpg
34.jpg
 

وكانت البداية من خلال ملاحظة طفل في المنزل كان قد تعلم الحروف والأرقام في المدرسة، ولكنه نسي هذه الأساسيات نتيجة للظروف الصعبة، من هنا قررت بيسان إنشاء خيمة تعليمية في مخيم سلام، تستهدف الأطفال من عمر 5 إلى 9 سنوات، بهدف تذكيرهم بما تعلموه سابقًا وتأسيسهم من جديد في ظل الظروف التي جعلت من التعليم تحديًا كبيرًا.

بيسان وفريقها لم يكتفوا بإنشاء الخيمة التعليمية، بل كانوا حريصين على أن تحمل هذه الخيمة رسالة واضحة، ليس فقط من خلال التعليم ولكن أيضًا من خلال الرسومات التي زينت الخيمة، هذه الرسومات، التي تميز الخيمة عن باقي الخيام في المخيم، كانت تهدف إلى جذب الأطفال وتحفيزهم على العودة إلى التعليم، ختمت بيسان إحدى هذه الرسومات بخريطة فلسطين، مؤكدة على الصمود والإبداع حتى في أصعب الظروف.

رغم الصعوبات التي واجهتها بيسان وفريقها، بما في ذلك اختيار الموقع المناسب للخيمة، نجحوا في إيجاد الدعم من مخيم سلام الذي آمن بفكرتهم وقدم لهم المكان اللازم لتحقيقها. عمل الفريق بلا كلل من التاسعة صباحًا حتى الثانية ظهرًا، مقدمين وقتهم وجهدهم على حساب عائلاتهم، من أجل خدمة الأطفال وتقديم الدعم النفسي لهم.

38.jpg
37.jpg
 

ألاء جبر، إحدى المتطوعات في الخيمة، أوضحت أن المبادرة لم تقتصر على التعليم فقط، بل شملت أيضًا نشاطات ترفيهية تهدف إلى إخراج الأطفال من واقعهم الأليم وإعادة بناء ذاكرتهم التعليمية بأساليب شيقة. هذا ما أكدته أيضًا بعض الأمهات النازحات، مثل أم بسام بركات، التي أشارت إلى أن أطفالها بدأوا يستذكرون ما تعلموه في الماضي بفضل هذه الخيمة. أم أنس الرزي كذلك عبرت عن شكرها للفريق التعليمي على التحسن الذي لاحظته في مستوى تعليم أطفالها.

43.jpg
42.jpg
40.jpg
 

تعد الخيمة التعليمية في مخيم سلام نموذجًا حيًا على أن الإرادة الإنسانية قادرة على التكيف مع الظروف الصعبة وإيجاد الحلول الممكنة. بفضل جهود بيسان السردي وفريقها، استطاع الأطفال النازحون استعادة جزء من ذاكرتهم التعليمية، مما يعيد لهم الأمل بمستقبل أفضل. المبادرات مثل هذه تبرز أهمية التعليم كوسيلة لإعادة بناء المجتمعات التي تعاني من النزاعات وتظهر أن الأمل والإبداع هما المفتاح لتجاوز التحديات.