تقرير: توماس دبليو ليبمان – لوب لوغ
قد يكون الرئيس أوباما وحكام دول الخليج العربية ناقشوا خلافاتهم حول إيران في كامب ديفيد هذا الأسبوع، إلا أنه كان من الواضح بشكل مؤلم بعد اجتماع قمتهم أنهم لم يطوروا أي استراتيجية أو خطة جديدة لإنهاء العنف في سوريا.
وعلى النقيض من ذلك، قال الرئيس الأمريكي لقناة العربية التليفزيونية إن الصراع السوري لن ينتهي “ربما” قبل أن يغادر منصبه في يناير/ كانون الثاني عام 2017. وقد كان تعليقه هذا اعترافًا صريحًا بأن الحرب في سوريا هي (مستنقع) لا يفوز فيه أحد، ولا يهزم فيه أحد، وبأن هناك الكثير من المجموعات المتنافسة والأجندات المتضاربة لدرجة تجعل من المستحيل تقريبًا فهم ما يجري. إن هذه الحرب ستطول، وحتى لو سقطت حكومة الرئيس بشار الأسد؛ فإن العديد من المجموعات والفصائل التي تسعى للسيطرة على سوريا ستتحارب عندئذ فيما بينها.
وقال كل من الرئيس الأمريكي وممثلي الدول الست في مجلس التعاون الخليجي إنهم اتفقوا على أنه لا يمكن تسوية الصراع السوري بالوسائل العسكرية، وإنه لا يمكن أن يكون هناك أي دور للأسد في ترتيبات ما بعد الحرب. وقالوا أيضًا كل الأشياء الصحيحة حول تشكيل حكومة سورية جديدة في مرحلة ما بعد الحرب، وأكدوا أنها يجب أن تكون “مستقلة، وشاملة، وتحمي حقوق الأقليات“. وأضافوا أنهم سيقومون بتعزيز دعمهم لقوى المعارضة “المعتدلة”، على افتراض أنهم سيتمكنون من الاتفاق على هؤلاء المعارضين “المعتدلين” تحديدًا.
ووعدت القمة بتقديم الدعم للدول المجاورة لسوريا، التي تعاني بسبب رعاية مئات الآلاف من اللاجئين الذين فروا من القتال. واتفق الجانبان أيضًا على تكثيف الجهود لوقف تدفق المقاتلين الأجانب إلى سوريا للانضمام إلى الفصائل المختلفة هناك، وعلى الحد من تدفق الأموال إلى الدولة الإسلامية وغيرها من الجماعات (المتطرفة).
ورغم هذا، ليس هناك ما هو جديد حقًا في أي من هذه الوعود. ومرة أخرى، استبعد نائب مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض، بن رودس، تنفيذ العمل العسكري الجديد الوحيد الذي كان مقترحًا، وهو إقامة “منطقة حظر جوي” فوق جزء من سوريا لحماية المدنيين هناك من قصف قوات الحكومة الجوية.
وقال رودس للصحفيين: “لقد قلنا إننا منفتحون على تقييم الخيارات المختلفة داخل سوريا“. وأضاف: “لكننا لم نر أن إقامة منطقة حظر الطيران خيار قابل للتطبيق يمكنه أن يسهم في تغيير أساسي وحاسم في الوضع على الأرض؛ وذلك نظرًا لطبيعة القتال الذي يحدث في المناطق الحضرية وعبر مختلف أنحاء البلاد“.
ولإنصاف المشاركين في كامب ديفيد، فقد كانوا في اجتماع لمناقشة موضوع إيران في المقام الأول، ولم يكن هناك الكثير مما يمكنهم تقديمه فيما يخص الحرب في سوريا؛ إذ لا أحد منهم يريد التورط في إرسال قوات عسكرية برية إلى هناك. وأيضًا، ليس كل ما يحدث في سوريا، أو حتى معظمه، مرتبطًا بالولايات المتحدة وأصدقائها في دول مجلس التعاون الخليجي. وهناك جماعات متعددة لديها مصادر دعم خارجي متفاوتة، جنبًا إلى جنب مع مقاتلي الدولة الإسلامية، الذين ليست لديهم مصلحة في عودة سوريا إلى الوضع الطبيعي ضمن حدودها المعترف بها. وفي الوقت نفسه، تدعم إيران الأسد، وليست أدوار تركيا وروسيا واضحة تمامًا؛ حيث دعا الأتراك إلى إقامة منطقة حظر جوي، ولكنهم كانوا مترددين في القيام بأي شيء من شأنه أن يشجع استقلال الأكراد.
وعلاوةً على ذلك، أظهر البيان الصادر في ختام أعمال قمة كامب ديفيد أن عدم وضوح أهداف الولايات المتحدة، ودول الخليج، وغيرهم من داعمي الحملة الجوية لقوات التحالف ضد أنصار الدولة الإسلامية، لا يزال يعيق البحث عن حل. فهل هذه الحرب لإزالة نظام الأسد وإقامة بعض الشرعية وحكومة معترف بها في سوريا؟ أم أنها لهزيمة داعش فقط؟ إذا كان الهدف هو هذا الأخير؛ فإن الأسد يقف على نفس الجانب مع أولئك الذين أعلنوا من جديد في كامب ديفيد أنه جزء من المشكلة ولا يمكن أن يكون جزءًا من الحل.
ونتيجة كل هذا هي أن الكابوس السوري يبدو متجهًا للاستمرار إلى ما لا نهاية. وطالما بقي الأمر كذلك، فإنه سوف يستمر في تشكيل تهديد لاستقرار المنطقة بأسرها. ويقوم لبنان والأردن بشكل خاص بإيواء أعداد من اللاجئين لا تتناسب مع موارد الدولتين. وجنبًا إلى جنب مع بقاء الصراعات في ليبيا واليمن دون حل، واستعصاء القضية الإسرائيلية الفلسطينية أكثر من أي وقت مضى، وغرق مصر في مشاكلها الاقتصادية والسياسية والأمنية الخاصة؛ يتضح أن الشرق الأوسط بشكل عام بات غارقًا في نزاعات تبدو بلا نهاية.