نقلت صحيفة "العربي الجديد" عن مصدر قادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن الحركة كانت ولا تزال تتعامل مع مقترحات وقف النار بغزة ومع جهود الوسطاء، سواء المصريين أو القطريين، بكل إيجابية"
وأضاف القيادي قائلاً: "لدينا خطوط حمراء أبلغنا بها كل الوسطاء على مدار الفترة الماضية، وهي تتعلق بالانسحاب الكامل من قطاع غزة وعودة كل النازحين إلى أماكن سكنهم من دون تفرقة بين الشمال والجنوب، وكذلك إدخال ما يلزم لشعبنا من إغاثة وإعادة إعمار".
وقال القيادي (المنخرط حالياً في المفاوضات) وفق الصحيفة، إنه "في نهاية المطاف، سيتم الوصول إلى صفقة لتبادل الأسرى، وفق مفاتيح يُتفّق عليها بيننا وبين الاحتلال عبر الوسطاء، لكننا في الحقيقة نرى أن الاحتلال لا يزال مصراً على تعنته وإجرامه بحق شعبنا، وكل حديث عن هدوء أو تهدئة مجرد فقاعات غير متوافقة مع ما يحدث على أرض الواقع من مجازر".
وأكد أن "حديث الاحتلال عن اختلاف موقف حماس بعد استشهاد رئيسها يحيى السنوار مجرد حديث أهوج لشخص لا يعرف كيف يُتخذ القرار في حماس، ولكن في العموم، فإن ثوابت حماس ومبادئها قبل السنوار كما بعده، نفس الطريق التي سار عليها أبناء شعبنا وقادته".
وحول التحركات الأميركية الأخيرة للتوصل إلى وقف النار بغزة قال إنه "من حيث المبدأ، الحركة لا تنظر إلى الطرف الأميركي على أنه وسيط بيننا وبين الاحتلال الإسرائيلي، بل هو شريك وداعم أساسي ورئيسي لكل هذه المجازر التي يرتكبها الاحتلال في قطاع غزة على مدار أكثر من عام من الإبادة، هذا أولاً. ثانياً: الاحتلال الإسرائيلي يراوغ، ويساعده على ذلك الطرف الأميركي، ببث الحديث عن مقترحات جديدة كلما ارتكب الاحتلال مجازر".
وأضاف المصدر أن وزير الخارجية الأميركي أنتوني "بلينكن زار المنطقة، وهذا تكرر أكثر من عشر مرات على مدار أكثر من عام من الحرب، وبالتالي لا يمكن الثقة مطلقاً بالجانب الأميركي ولا بخططه، وليس لديه ما يكفي من الرغبة والقدرة على تنفيذ حل ينهي هذه الحرب، ولو أراد ذلك، لفعل قبل أن نصل إلى هذه المراحل من الوحشية الإسرائيلية التي نشاهدها الآن في شمال غزة".
وشهدت العاصمة المصرية القاهرة حراكاً على صعيد إعادة إحياء مفاوضات وقف النار بغزة بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، وذلك بالتوازي مع الحراك الذي شهدته العاصمة القطرية الدوحة، خلال الساعات الماضية.
يأتي ذلك في وقت كشف فيه مصدر أمني أن فريقاً أمنياً مصرياً وعسكرياً رفيع المستوى التقى رئيس (الموساد) ووفداً من (الشاباك) خلال الأيام الماضية.
وأضاف المصدر الأمني المسؤول أن اللقاء يأتي في إطار الجهود المصرية المكثفة لعودة المفاوضات والتوصل إلى وقف النار بغزة وتحقيق الاستقرار في المنطقة.
وأشار المصدر الأمني المسؤول إلى أن مصر أكدت للوفد الإسرائيلي رفضها العملية العسكرية الجارية في شمال قطاع غزة، كما أن مصر حذرت من خطورة استمرار إسرائيل في إعاقة إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
كما زار وفد قيادي من "حماس"، ترأسه رئيس وفد التفاوض في الحركة خليل الحية، الخميس الماضي، القاهرة في زيارة خاطفة بناء على مطلب مصري في أعقاب اتصالات هاتفية جرت بين أكثر من طرف، استمرت نحو خمس ساعات فقط، وبحثت أطروحات أميركية ومصرية بشأن وقف النار بغزة وصفقة تبادل الأسرى.