تعتزم مجموعات المستوطنين المتطرفة بعد غد الخميس نفخ البوق في المسجد الأقصى مع بدء أعيادهم العبرية، في خطورة جديدة لتنفيذ هذا الطقس التلمودي داخل المسجد الأقصى المبارك.
وحول دلالات هذه الطقوس؛ يعتقد المستوطنون أن نفخ البوق يحمل معنى السيادة أي سيادتهم على الأقصى، لذلك نفخ حاخام جيش الاحتلال شلومو جوريون بالبوق على جبال سيناء عند احتلالها عام 1956 وعند تلة المغاربة عند احتلال شرقي القدس عام 1967، ولذلك ينفخ المستوطنون بالبوق في "عيد الاستقلال" (النكبة) سنوياً.
كما أنه تعبر عن رؤية المستوطنين بأن الأقصى انتقل من يد المسلمين والفلسطينيين إلى اليهود، وأنه مؤشر على بداية فرض وقائع تهويدية في الأقصى.
أما الأخطر؛ فهو أن النفخ في البوق علامة بدء مرحلة جديدة من الزمن، فهو يفصل بين السنوات العبرية، وهو بداية يوم القيامة وبهذا يكون نفخ البوق في الأقصى بنظر جماعات الهيكل يفصل بين زمانين "زمان هويته الإسلامية الذي يتوهمون أنه انتهى وزمان تهويده الذي يظنون أنه بدأ".
ويزعم المقتحمون أن نفخ البوق أحد علامات بناء الهيكل المزعوم، والذي يتم التجهيز له عبر عقود ماضية، ولن يتم حسب منظورهم إلا على أنقاض المسجد الأقصى المبارك.
وفي 4 أيلول الماضي - بداية الشهر العبري نفخ أحد المستوطنين في البوق خلال اقتحام الأقصى، وفي ذكرى رأس السنة العبرية عام 2021 و2022 و 2023 نفخ المستوطنون البوق في الأقصى.
وتتواصل التحذيرات من أخطار محدقة وغير مسبوقة تواجه المسجد الأقصى المبارك خلال موسم الأعياد اليهودية الممتد من الثالث من أكتوبر/ تشرين أول الحالي وحتى الـ 25 من الشهر ذاته.
وتكمن خطورة الأعياد هذا العام في تداعيات ما سبقها من إعلان عزم حكومة الاحتلال تمويل اقتحامات المستوطنين، وتصريحات الوزير المتطرف "إيتمار بن غفير" بشأن إقامة "كنيس يهودي في الأقصى" والسماح بصلاة اليهود في باحاته بكل حرية وبدون قيود.
ويرى المتطرفون في حكومة الاحتلال وجماعات "الهيكل" الاستيطانية في الأعياد هذا العام فرصة سانحة لحسم الأوضاع في المسجد الأقصى لصالحهم.
وكانت جماعات الهيكل الاستيطانية المتطرفة نشرت سابقا، مقطع فيديو جديد يظهر فيه احتراق المسجد الأقصى المبارك، في إشارة إلى تدميره وبناء الهيكل المزعوم.
ويأتي ذلك في ظل الهجمة غير المسبوقة التي يتعرّض لها الأقصى من حصار واقتحامات بأعداد كبيرة وأداء كافة طقوس الهيكل من صلاة وسجود ملحمي جماعي ونفخ بالبوق ومحاولة إدخال القرابين، مع منع دخول المصلين وإبعاد المرابطين خلال الاقتحامات.