ما أن وصلت الرشقات الصاروخية التي أطلقها الحرس الثوري الإيراني صوب فلسطين المحتلة، سادت حالة من الفرحة والسرور في أوساط الشعب الفلسطيني، الذي أطلق صيحات التكبير والتهليل وإطلاق النار ابتهاجًا بالضربة الإيرانية، موجهًا الشكر إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية على ما فعلته في دولة الكيان الغاصب.
وعبر المواطنون لمراسل "شمس نيوز" عن فرحتهم الكبيرة أثناء رؤيتهم للصواريخ الإيرانية وهي تتساقط كـ"المطر" على مناطق محددة من فلسطين المحتلة، ولسان حالهم يقول: "شكرًا إيران لقد تحققت الأمنية بإذلال إسرائيل أمام العالم أجمع".
وأطلقت إيران نحو 200 صاروخ بالستي ضمن عملية "الوعد الصادق 2" صوب فلسطين المحتلة، مؤكدةً أن العملية جاءت ردًا على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الشهيد اسماعيل هنية، والأمين العام لحزب الله الشهيد السيد حسن نصر الله وقائد حرس الثورة في لبنان وسوريا، عباس نيلفورشيان.
واستهدفت الصواريخ الإيرانية ثلاثة قواعد عسكرية وهي "نافاتيم التي تضم طائرات اف35 ونتساريم التي تضم طائرات اف15 التي استخدمت لاغتيال السيد حسن نصرالله وقاعدة تل نوف بالقرب من تل أبيب"، إذ أكد الحرس الثوري أن 90% من الصواريخ أصابت أهدافها بدقة.
صورة الصواريخ الإيرانية وهي تتساقط على المواقع العسكرية المستهدفة حولت مخيمات النزوح في قطاع غزة إلى محطات لرصد ومتابعة ومشاهدة الصواريخ، فقد ردد النازحون في غزة هتافات التكبير والشكر للجمهورية الإسلامية التي حولت سماء فلسطين وبعض المواقع العسكرية الإسرائيلية إلى كتلة من اللهب، شفت غليل الثكلى والجرحى والأرامل وأطفال فلسطين المحتلة.
وعلق النازحون بسخرية من القبة الحديدية الإسرائيلية جراء رؤيتهم للصواريخ الإيرانية التي تتقلب في سماء غزة، فقد قال أحدهم: "لحقي إذا بتلحقي.. مطر يا معلم مطر.." في إشارة لفشل القبة في اعتراض الصواريخ نظرا لكثافتها وسرعتها الفائقة.
وعبر المواطن أبو أحمد الحرازين، عن فرحته لمشهد الصواريخ وهي تتساقط على مواقع جيش الاحتلال الإسرائيلي، ووصف الحرازين ما جرى ليلة الثلاثاء بـ"حفلة أضواء وشموع"، مرددًا بأعلى صوته: "عملوها الإيرانية.. الله معهم.. الله معهم".
ويرى المواطن أبو محمود الرملاوي أن الضربة الإيرانية شفت صدور النازحين وأهالي غزة بعد المجازر التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي والتهجير القسري قائلًا: "الضربة رحمة من الله نزلت تلج على قلوب الناس.. هي الضربة اللي بترد الروح.. الله لا يقيمهم قلة ما عملوا فينا".
ويعتقد الرملاوي في حديثه لمراسل "شمس نيوز" أن ردع الكيان الإسرائيلي وعلى رأسهم بنيامين نتنياهو هو أمر ضروري جدًا، ما فعلته إسرائيل طيلة هذا العام من قتل وتدمير وتهجير وحصار واغتيال بحق القادة والعلماء والأطفال والنساء، كان لابد من توجيه ضربة قاسية لـ "إسرائيل" ووضع حد لجرائم نتنياهو.
وعلى يمينه يقف المواطن محمد أبو هدى، ينظر إلى السماء الملتهبة وابتسامته تعلوا من شدة الفرح، رافعًا يديه إلى السماء وهو يردد أنشودة "اضرب والريح اتصيح، اضرب يا حامي الدار"، ويقول لمراسلنا: "هلا بالغوالي هلا.. هلا بالنوع الزاكي.. أيو كمان.. الله أكبر".
وفي الأثناء لم يكمل أحمد شاهين عشاءه هو وأطفاله، لينفروا جميعًا إلى ساحة المخيم ويشاهدوا المناظر الخلابة ولحظة الانتقام الباهرة، وإذ تضيء الصواريخ كفوانيس تكسو الغيوم وتنير ليل الخيام وإذ به يهلل "الله أكبر.. وجبة كبيرة والله.. من وين مكان الصواريخ.. الله لا يردهم".